في مول دبى – أكبر مول تجاري في العالم – نصحتني صديقتي المصرية التي تقيم مع زوجها السورى في الإمارات، أن أتحرر من قيود الشياكة والكعب والرسميات، وأكدت لى أن حرية ارتداء (شبشب البيت) لراحة القدمين، مكفولة لكل سيدة تريد مثلى أن تلف وتتسوق بالساعات، دون أن يرشقها أي أحد بنظرة تأنيب أو لوم أو عتاب! طبعا أنا ما صدقت ، ومع تفاؤل يشوبه الحذر، بدأت جولتى في أروقة مول دبى العالمى، بحذاء رياضى أديداس محترم، (لازم نشرف اسم مصر وسط الأجانب) في نهاية اليوم، تورمت قدامى، فأخرجت (قطع الغيار) الاحتياطى من شنطتى، ولاحظت فعلا، أننى في بلد الحرية، وأزهى عصور حقوق المرأة والديمقراطيه، فلم ألاحظ حتى فى أفخم المحلات، التى تبيع السجاد الحرير أو التى تبيع أرقى الملابس والساعات، أن أحدا كان يرمقنى بنظرة ازدراء أو تأفف أو امتعاض، بالرغم من ( شبشب الحمام القطنى الفندقى الأبيض) الذى كنت أتمشى به، بكل ارتياح وكبرياء ! لقد تعمق حبى لدبى في هذا اليوم تحديدا، ولو حكمونى، لصنعت تمثالا للحرية عند مدخلها، اكبر وأبهى من تمثال الحرية في نيويورك، تمثالا لسيدة سعيدة منطلقة، في يدها اليسرى حقائب المشتروات (فساتين ومكياج وأكسسوارات وأجهزة كهربائية وإليكترونية، وشيكولاتة وشاى ولعب أطفال وزجاجات لوشن وعلب مجوهرات) بينما يدها اليمنى مرتفعة في الهواء، لا تحمل شعلة من نار، بل تحمل (الشبشب) رمزا للراحة ومتعة التسوق والاستقلالية والقوة والتحدى والانتصار! لا أتصور أن أحدا ضحك واندهش واستمتع مثلى، حين اكتشفت، أن بعض محلات المول الغالية، تبيع للرجال والنساء أحذية (تتحدث) ولكل حذاء حكمة وجملة، وطريقه في التعبير ووجهة نظر في الحياة !! - مثلا صندل حريمى بكعب عالى يقول : ( شيئان يندر أن تجدهما في حياتك .. الأصدقاء المخلصين، والأحذية المريحة ) ! - و هاف بوت رياضى أسود يرد وكانه يشتكى: صديقتى لا تصدقنى أن حدثتها عن النجوم في السماء، هى تصدقنى فقط عند الحديث عن السيارات الفارهة والأحذية الغالية.. - جزمة زرقاء بكباسين تبدى علما بالأمور وتشارك في الحوار: النساء دائما في احتياج للماء والطعام والمجاملات.. ويستحسن أن يكون معهم زوج من الأحذية.. - بينما صندل آخر حريمى فوشيا يحمل يا فطة: دعنى أربط حذائك جيدا، فلا أريدك أن (تقع) في أحد غيري! - وجزمة بنى برباط تنعى حظها في الفاترينة وتقول برومانسية : لا تهجرنى يا حبيبى .. فانا بدونك فردة حذاء ضائعة! - و يستعير صندل حريمى (أورانج( جملة مأثورة من أوبرا وينفرى: ما تزال قدمى على الطريق.. أنا فقط غيرت حذائي! بقى أن تعرفوا أن ثمن حذاء واحد، مع حقيبة ملونة، من تلك التى تتحدث، عن نفسها في المول هنا، كفيل تماما بتسديد تكاليف رحلتى إلى دبى (تذاكر السفر والإقامة) .. هانقول ايه ..........؟ أرزاق .. مقسمها الخلاق ، وقادر كريم يرزقنا الوهاب .. بعد الشبشب والقبقاب ! [email protected]