أصدرت وزرة البيئة تقريرًا حول ملابسات إصابة إحدى السائحات بواسطة سمكة قرش بمرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، يوم السبت الموافق 2017/8/5. قال التقرير إنه فور تلقى البلاغ والاطمئنان على الحالة الصحية للفتاة، بدأت اللجنة العلمية التي شكّلها وزير البيئة من خبراء الجامعات وقطاع حماية الطبيعة ومحميات البحر الأحمر بالوزارة ، للوقوف على ملابسات حادث هجوم سمكة القرش على السائحة، أعمالها صباح اليوم التالي للحادث، حيث قامت بعدد من المهام هي: تجميع البيانات من الغواصين العاملين بالمنطقة والفيديوهات والصور التي تم التقاطها خلال الفترات السابقة، وسماع أقوال الشهود ممَن تصادف وجودهم بالموقع وقت الحادث، وكذلك تحليل البيانات والفيديوهات والصور الملتقطة قبل وبعد الحادث، والقيام بأنشطة الرصد على طول الساحل من خلال الغوص والغطس السطحي (السنوركل) واستخدام أجهزة التصوير تحت الماء. وبعد التحليل الكامل للموقف تبين للجنة ما يلي : أولاً: إن السمكة التي قامت بالهجوم هي أنثى قرش من النوع المحيطي ذي الزعنفة البيضاء وطولها يتراوح بين 1.8 إلى 2 متر. ثانيًا : إن هذه السمكة - وطبقًا لمقارنة الصور والفيديوهات التي التُقطت لها - توجد وتتحرك في مسافة لا تزيد على 10 كيلومترات بين ساحل مرسى شوني ومنطقة مرسى غالب منذ الخامس والعشرين من شهر يونيو الماضي، وأظهرت الصور أنها سمكة وحيدة متكررة الظهور، وقد تأكّد هذا من العلامات المميزة لها على الزعنفة الظهرية. ثالثًا: أظهرت السمكة خلال فترة الرصد سلوكًا غير طبيعي تمثل في اقترابها المتكرر بطريقة شكّلت خطورة على ممارسي الرياضات والأنشطة البحرية بالمنطقة . ومن هنا رأت اللجنة العلمية - طبقًا للقواعد والأعراف العلمية - ضرورة دراسة سلوك السمكة، وما حدث بها من تغيّرات أوصلتها لمثل ذلك السلوك، وهو ما استلزم ضرورة دراسة السمكة معمليًّا عن قرب لإجراء تلك الدراسات والخروج بتفسيرات علمية، وبالفعل تم قنص السمكة بواسطة الفريق العلمي المتخصص لمحميات البحر الأحمر، وفقًا للإجراءات العالمية المتبعة في التعامل مع أسماك القرش، وذلك لفحصها على الطبيعة وأخذ العينات اللازمة لمعرفة أسباب سلوكها غير المألوف. وقد توجه الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة بالشكر والتقدير إلى قوات حرس الحدود، ووزارة السياحة، ومحافظة البحر الأحمر، وجمعيات ومراكز الغطس بالمنطقة، على التعاون والدعم الكامل اللذين تم تقديمهما خلال إدارة الحدث. ويعكف حاليًا مجموعة المختصين بوزارة البيئة على تشريح ودراسة السمكة، وبمجرد الانتهاء سيتم إعلان النتائج وتعميمها للاستفادة منها مستقبلاً في التعامل مع هذه الحالات، وجارٍ إحاطة نيابة مرسى علم بتطورات الموقف. وأكدت الوزارة في تقريرها أنها اتخذت جميع الإجراءات العلمية طبقًا للقواعد المتعارف عليها عالميًّا في مثل هذه الحالات لتحقيق أقصى درجات السلامة لممارسي الأنشطة البحرية من جانب، والحفاظ على الموائل الطبيعية والحياة البيولوجية من جانب آخر. وأوضحت الوزارة أن إعلان الحظر الذي فرضته على الغطس السطحي في منطقة الحادث يأتي ضمانًا لسلامة المواطنين قد تم رفعه، وتراجعت الحالة إلى مستوياتها العادية التي كانت سائدة قبل الحصول على السمكة المهاجمة، وستستمر الوزارة في أعمال الرصد والمسوحات مع عودة الأنشطة الشاطئية والبحرية، وذلك تحت المراقبة وفي إطار مظلة الاشتراطات البيئية.