أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي على أهمية استقرار وازدهار العراق والتطلع لأن يلعب دوره الطبيعي على الساحة العربية بما يعزز أمن واستقرار العالم العربي. وجاءت تصريحات الشيخ محمد بن زايد بعد لقاء جمعه مساء الأحد بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يقوم بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وتأتي زيارة زعيم التيار الصدري إلى الإمارات بعد نحو أسبوعين على زيارة مماثلة إلى السعودية تهدف بالأساس إلى استعادة العراق إلى الحضن العربي بعد تغول إيراني على المشهد السياسي العراقي منذ الغزو الأميركي عام 2003. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن الشيخ محمد بن زايد قوله إن "التجربة علمتنا أن ندعو دائما إلى ما يجمعنا عربا ومسلمين وأن ننبذ دعاة الفرقة والانقسام". وشدد ولي عهد أبوظبي على أن "دولة الإمارات تاريخيا مدت يدها إلى الشعب العراقي الشقيق"، مؤكدا على انفتاح الإمارات على العراق حكومة وشعبا. واعتبر "أن المشاهد التي تكررت في الوطن العربي بكل ما تحمله من خسائر بشرية ومادية تعلمنا ضرورة العمل المشترك لحماية وصيانة المحيط العربي". واطلع الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء، الذي حضره الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، من مقتدى الصدر على تطورات الساحة العراقية. والصدر يزور أبوظبي في إطار زيارة رسمية تلبية لدعوة وجهتها له الحكومة الإماراتية. وقال المكتب الإعلامي للصدر في بيان إن "الصدر، توجه الأحد، إلى الإمارات تلبية لدعوة رسمية منها". ولفت البيان إلى أن "الحكومة الإماراتية أرسلت طائرة خاصة لنقل الصدر، ذهابا وإيابا". ويتزعم مقتدى الصدر التيار الصدري الذي يشغل 34 مقعدا في البرلمان، فضلاً عن فصيل مسلح يحمل اسم "سرايا السلام"، وهو واحد من فصائل "الحشد الشعبي" الذي يقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. وتقود السعودية والخليج خصوصا جهود زعزعة الهيمنة المطلقة لإيران على بغداد. وتحسنت العلاقات بين العراق والسعودية في الأشهر الأخيرة، حيث يتبادل المسؤولون في البلدين الزيارات بعد عقود من التوتر. ويرى مراقبون أن إيران منزعجة من مثل هذه الزيارات التي يقوم بها مقتدى الصدر، حيث تعتبرها طهران تكريسا لنفوذ المحور السعودي ضد المحور الإيراني ، وتفتيتا للكتلة الشيعية في العراق ، بما يؤثر في النهاية على نفوذ طهران .