لم يتمكن أحد من الصحفيين حتى الآن من الوصول إلي رسم صورة دقيقة لسوزان مبارك، لكن الصحفية الأمريكية سوزي هانسن، ربما تكون اقتربت من ذلك، حيث قالت إنها لم تكن جزءا من النظام، بل النظام نفسه، كما أن زوجها مبارك لم يكن زعيمًا مميزًا، بل كان فرعونا وهميا.. ربما لم يتمكن أحد من الصحفيين حتى الآن الوصول إلي رسم صورة دقيقة وصادقة عن حقيقة سيدة مصر السابقة، لكن الصحفية الأمريكية سوزي هانسن، بلا شك قد حاولت بكل طاقتها النجاح في تلك المهمة، برغم أن الوقت ما زال مبكرا جدا لمعرفة كل الحقائق، وما زالت المصادر المستعدة للكلام قليلة جدا، إلا أنها قد تكون أولي المحاولات الجادة للاقتراب من حقيقة آل مبارك، وهي بالتأكيد غير مكتملة، إلا أنها بلا شك تبقي واحدة من أجرأ المحاولات حتى الآن. دشنت سوزي هانسن مقالها الطويل عن سوزان مبارك، الذي نشرته مجلة "نيوزويك" في أول أعداد العام الجديد، بتلك الكلمات: "سيدة مصر الأولي السابقة، التي حكمت مصر من وراء الكواليس، واستغلت بؤس شعبها، وبعد عام من الثورة، مازالت تحيى في ترف." حاولت هانس بشكل واضح أن تحصل علي مصادر بارزة لكاتبة مقالها، وكانت الدكتورة فرخندة حسن، الرئيسة السابقة للمجلس القومي للمرأة، واحدة من أبرز تلك المصادر، التي قالت عن السيدة الأولي أنها من خلال محادثات هاتفية معها، ومع احتراق بعض المباني الحكومية في القاهرة خلال الأيام الأولي للثورة، كانت هادئة جدًا.. جدًا، لم تعتقد أن هناك كارثة مقبلة، لم تعترف بعمق المشكلة، وبالتأكيد لم تتصور أن بيت آل مبارك علي وشك السقوط. تكتب هانسن أنها من خلال مقابلتها لعدد من المقربين لسوزان مبارك، زوجة الرئيس المخلوع، توصلت إلي قدر بسيط من تصور ملامح الشخصية، التي عبرتها عنها بأنها كانت، متغطرسة، منفصلة عن الواقع، لا يمكن لأحد الوصول إليها، نظرت إلي شوارع القاهرة المليئة بالمشاكل من خلال ثقب باب مذهب، كانت القاهرة بالنسبة لها، جدرانا ملونة، زهورا زرعت خصيصا لها وبعض الوجوه التي تم شراء ابتساماتها، "إذا كنت من القافلة المباركية فإن القاهرة بالنسبة لك هي قاهرة نظيفة ومصريون سعداء." من يقرأ مقال هانسن سيشعر بلا شك بتخبطها ما بين رسم شخصية ملكية - لا تدرك رغما عنها مدي سوء الأمور من حولها - أشبه بشخصية ماري أنطوانيت، الملكة المغيبة التي أعدمتها الثورة الفرنسية وما بين شخصية ملكية شكسبيرية شديدة الذكاء، تعرف تماما ما تريد، تتآمر بكامل إرادتها ضد مصالح شعبها، متلاعبة، متجبرة في حماسها، تدفع زوجها "الضعيف" نحو تنفيذ غاياتها بلا أدني نية عن التراجع، ترفع مصلحة العائلة فوق كل اعتبار، ولا يوجد ما يمكن أن يوقفها عن إتمام مهامها. تكتب هانسن، علي لسان فرخندة حسن فيما يخص سوزان مبارك: "تحول الناس من التأييد الشديد إلي الانتقاد القاسي، أمر في غاية الغرابة" وتعلق كاتبة المقال ساخرة من أن النخبة المصرية كانت بلا شك بعيدة تماما عن الواقع. عن تناول الصحافة الغربية لزوجة الرئيس المصري المخلوع، تري كاتبة المقال، أنها طالما تم تناولتها باعتبارها سيدة متزنة واضحة لطيفة ، وتري أن الصحافة الغربية اعتبرت أن الأعمال الخيرية للسيدة الأولي السابقة كانت، علي ما يبدو تعويض عن كونها جزءا من عمل العائلة الديكتاتوري.