بالرغم من التصعيد اللفظي الكبير بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية، والتهديدات التي أطلقتها بيونج يانج بوجود خطة جاهزة لقصف جزيرة جوام "الأمريكية" في المحيط الهادئ، يسود هدوء غريب بين سكان هذه الجزيرة، بعد أن دعتهم السلطات المحلية إلى الاسترخاء والتمتع بأجوائها ومناظرها الخلابة. وقد ارتفعت حدة التوتر بين البلدين بعد أن توعّد الرئيس دونالد ترامب كوريا الشمالية ب"النار والغضب"، عقاباً لها على الاستمرار في تطوير برنامجها للصواريخ البالستية، وبعد ساعات قليلة من الإعلان الأمريكي، هددت بيونج يانج بأنها تدرس القيام بضربات صاروخية للمنشآت العسكرية الأمريكية في هذه الجزيرة الإستراتيجية المهمة. وفي خطاب متلفز، توجه حاكم جزيرة "جوام"، إيدي كالفو، إلى السكان البالغ عددهم 162 ألف نسمة بالقول إنه يعمل مع واشنطن "لضمان الأمن"، بينما قدّر مستشار الأمن الداخلي، جورج تشارفوروس، خطر الصواريخ الكورية على الجزيرة ب0.000001%، ونصح الأهالي بالاسترخاء والاستمتاع بأجواء الجزيرة "التي تشبه الجنة". ولا تزال المحال التجارية تعمل بشكل طبيعي، والأسواق ممتلئة، والإقبال طبيعي للغاية على محطات الوقود في الجزيرة. وبحسب أحد التجار، فإن التهديدات الكورية الشمالية غير قابلة للتنفيذ، حتى إن السكان لا يتكلمون عن هذا الأمر، ولا يأخذونه بالحسبان. وتفخر جزيرة "جوام" بشواطئها البكر وسمائها الزرقاء. كما أن لغروب الشمس في الجزيرة شهرة عالمية، بالإضافة إلى ذلك، فهي تعد وجهة سياحة مهمة، ويشكل القطاع السياحي عصب الحياة الاقتصادية فيها. وكانت شواطئها الرملية البيضاء المميزة بأشجار النخيل وفنادقها ومحالها التجارية المعفاة من الرسوم الجمركية قد جذبت أكثر من 1.5 مليون زائر في عام 2016، معظمهم من اليابانيين والكوريين. من جهة أخرى، تشكل هذه الجزيرة النائية، التي تبلغ مساحتها نحو 550 كيلو متراً مربعاً، موقعاً إستراتيجياً للقوات الأمريكية، لوقوعها على الطريق المؤدي إلى آسيا، لذلك ينتشر فوقها نحو 6 آلاف عسكري أمريكي. كما تمتلك واشنطن بها قاعدة عسكرية جوية وأخرى بحرية. سكان جزيرة غوام سكان جزيرة غوام سكان جزيرة غوام سكان جزيرة غوام