افتتحت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، اليوم الثلاثاء، ورشة العمل التى نظمها الصندوق بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، والتي تمتد لثلاثة أيام تحت عنوان "بناء قدرات صانعى السياسات لمواجهة مشاكل تعاطى المخدرات والوقاية المبكرة"، وبحضور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والسيد جوليان جرسانى نائب الممثل الإقليمى والمسئول المكلف بالإنابة من مكتب الأممالمتحدة والعديد من الخبراء الدوليين فى مجال مكافحة تعاطى المخدرات. ويأتى عقد هذه الورشة تتويجاً لمشاورات جادة ومثمرة بين " غادة والى" ويورى فيدتوف المدير التنفيذى لمكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة وجيلبرتو جيرا وقيادات المكتب، أثناء المشاركة فى الدورة ال60 للجنة المخدرات، وتعزيز سبل التعاون بين مصر والمكتب فى مجال مواجهة مشكلة المخدرات. وأكدت "غادة والى"، أن الحكومة تبذل قصارى جهدها فى مجال خفض الطلب على المخدرات، حيث تعتمد التجربة المصرية لمواجهة مشكلة المخدرات على تبنى استراتيجية حديثة متكاملة ومستندة إلى تقييم دليلى للوقاية والعلاج من المخدرات في إطار الخطة الوطنية لمواجهة المشكلة، والتي تنطلق من مبادئ الاتفاقيات الدولية الثلاث لمراقبة المخدرات، والالتزامات الدولية الأخرى لمصر، إضافة إلى تطوير الأدوات التعليمية المناهضة لمشكلة المخدرات من خلال تضمين مناهج التعليم المختلفة في المرحلة قبل الجامعية مكوناً توعوياً مناهضاً لهذه المشكلة، لافتة إلى أنه تم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتطوير هذا المكون على ضوء نتائج المسح الذى تم إجراؤه بين طلبة المدارس واستحداث مكون جديد لطلبة المدارس. واستعرضت والى بعض ملامح الخطة الوطنية التي تستهدف خفض الطلب على المخدرات، والتى يتم تنفيذها بالتعاون مع 11 وزارة معنية وعدد من الجمعيات الأهلية، والتى يتم تنفيذها على عدة أصعدة منها الصعيد الوقائى من خلال الكوادر التطوعية الشابة والتى يصل عددها إلى 26 ألف شاب من مختلف المحافظات. وعلى الصعيد العلاجى أوضحت "غادة والى"، أنه يتم توفير خدمات العلاج وإعادة التأهيل ضمن منظومة علاجية تعتمد طوعية التقدم للخدمات العلاجية بالمجان وفى سرية تامة وسهولة الوصول إليها من خلال الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان " 16023" يعمل على مدار الساعة، وكذلك من خلال منصات التواصل الاجتماعى، وإتاحة الخدمات دون أى نوع من التمييز مع ضمان سرية البيانات، لافته إلى أن الصندوق تلقى خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام 37 ألف اتصال هاتفى جرى تقديم الخدمة لهم فى (19) مركز علاجى ب"11" محافظة، وسيتم افتتاح مركز جديد للخط الساخن بالشرقية لعلاج الإدمان بالمجان خلال شهر سبتمبر ، كما سيتم افتتاح مركزاً آخر بمحافظة الدقهلية خلال شهر أكتوبر المقبل ، حيث يتم توفير الخدمة العلاجية للمناطق المحرومة من خدمات العلاج والتأهيل، وكذلك تنفيذ تدخلات علاجية للحد من العواقب الصحية والاجتماعية لتعاطى المخدرات، بما فى ذلك تدابير الحد من انتقال فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى (فيروس C) المرتبط بتعاطى المخدرات. وأوضحت "غادة والى"، أن الدولة تتبنى حملات إعلامية متكاملة تتضمن مشاركة واسعة من الشخصيات العامة والكيانات الأكثر تأثيراً على الفئات الأكثر عرضة لخطر المشكلة، ووصل حجم التفاعل على وسائل التواصل الاجتماعى لمختلف مكونات الحملة إلى (45 مليون) متفاعل، كما وصل عدد أعضاء صفحة الصندوق على (الفيس بوك) من (5 آلاف عضو) قبل الحملة إلى (1,5 مليون عضو) حالياً، يمثل الشباب (82%) منهم، كما سيتم عقد مائدة مستديرة خلال الأيام المقبلة لإعلان نتائج التناول الدرامى لمشكلة المخدرات بالدراما (فى دراما شهر رمضان عام 2017) والتدابير الجديدة التى سنتخذها فى هذا الشأن بالتنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وأنه خلال الأسابيع القليلة القادمة سيتم إعلان نتائج دراسة متعمقة عن مشكلة المخدرات وإساءة استعمال الأدوية بين الإناث. وأشارت " غادة والى"، أنه يتم توفير مجموعة متنوعة من خيارات إعادة التأهيل والدمج المجتمعي، مثل التدريب المهنى والتمكين الاقتصادى من خلال إطلاق مبادرة "بداية جديدة"لتمكين المتعافين اقتصادياً واجتماعياً من خلال توفير برامج تدريبية وفرص تمويلية لمشروعات صغيرة ومتوسطة تضمن لهم فرصاً حقيقية للدمج المجتمعى، كما حققت جهات إنفاذ القانون فى مصر نجاحات ضخمة فى مجال خفض العرض لتلك المواد، من خلال تشديد الرقابة على زراعتها، وإحكام السيطرة الأمنية التى تمنع قيام أنشطة الاتجار غير المشروع فى تلك المواد، وكذلك تعزيز التعاون الدولى مع مختلف دول العالم لإحباط محاولات تهريب المواد المخدرة. من جانبه أشاد جوليان جرسانى نائب الممثل الاقليمى والمسئول المكلف بالإنابة من مكتب الاممالمتحدة بالتعاون المثمر بين مكتب الأممالمتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، مؤكداً على أهمية التجربة المصرية التى ترتكز على خطوات علمية فى مجال خفض الطلب على المخدرات كما عرضتها غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى فى المؤتمر الذى تم عقده فى فيينا مارس عام 2017. وأكد جوليان جرسانى، دعم مكتب الأممالمتحدة مصر فى قضيتها ضد المخدرات بالعديد من الأنشطة، وكذلك بناء الكوادر في طرق العلاج وإعادة التأهيل للمدمنين فى خطة مصر عام 2008 و2013 ، لافتاً إلى إسهامات الأممالمتحدة منذ عام 1992 في المنطقة العربية عن طريق البرامج والأنشطة فى مجالات مختلفة كمكافحة المخدرات، ومكافحة الإرهاب، وإقرار مبدأ العدالة وحقوق الإنسان، معرباً عن أمله فى عقد المزيد من ورش العمل لإقرار المبادئ.