حملت الاحتفالية الخاصة بتخريج 10 دفعات عسكرية بحضور رئيس الجمهورية وعدد من القيادات العسكرية والعربية، وكذلك عدد من الأمراء العرب دلالات إستراتيجية كبيرة، كما حملت الكلمة الارتجالية لرئيس الجمهورية دلالات سياسية تؤكد استعادة مصر لتواجدها على الساحة الإقليمية والدولية. وعن دلالات تلك الاحتفالية، قال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن الاحتفالية وما تضمنته من عرض عسكري تبعث برسالة لجميع الأطراف مفادها أن الجيش المصري يتمتع بجهوزية كاملة لحماية أمنه القومي. وأوضح الحلبي في تصريحه ل"بوابة الأهرام"، أن المستوى العالي الذي ظهر عليه الخريجون أثناء العرض يؤكد احترافية القوات المسلحة وقدرتها على التصدي لأية مخاطر تتعرض لها البلاد. وعن ذلك يقول اللواء محمود خلف الخبير العسكري ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية، ل"بوابة الأهرام"، إن الاحتفالية أكدت إصرار مصر على دحر أي ذراع تحاول النيل من ترابها دون مخالفة للمواثيق والقوانين الدولية. ونوه خلف، إلى أن المادة 51 من الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة تعطي الحق لمصر في التدخل العسكري في الدول غير الآمنة والتي تشكل تهديدًا على مصر لتواجد تنظيمات إرهابية فيها. كما قال اللواء محمد الشهاوي الخبير العسكري والاستراتيجي، إن وجود الاحتفالية في القاعدة العسكرية الغربية يؤكد تطور الإستراتيجية العسكرية المصرية وتنامي جهوزيتها للتعامل مع الأخطار القادمة من الغرب. وأكد الشهاوي في تصريحاته ل"بوابة الأهرام"، ما جاء على لسان الحلبي وخلف من أن تلك الجهوزية لها عدة أهداف استراتيجية تتمثل في حماية موقع الضبعة والذي سيشهد بناء المحطة النووية المصرية بالإضافة إلى حماية حقول الغاز التي تم اكتشافها ودعم الجيش الليبي للتعامل مع التنظيمات الإرهابية المنتشرة على الأراضي الليبية. وتابع الشهاوي: الاحتفالية التي تمت اليوم كانت بحضور عدد من القيادات العربية من بينهم وزير الدفاع الليبي وولي عهد البحرين والأمير محمد بن زايد وهو مايعطي دلالات في الأمن القومي العربي. وبشأن تلك النقطة أجمع خلف والحلبي والشهاوي، على أن الهدف من حضور تلك النخبة العربية رسالة لمن يعتقدون في أنفسهم قدرة على تهديد الأمن القومي العربي بأن مصر جادة فيما صرح به الرئيس السيسي من قبل حول نظرية "مسافة السكة". وقال خلف إن حضور عدد من أمراء الخليج، بالإضافة إلى وزير الدفاع الليبي، يؤكد أن الأمن القومي العربي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لمصر. ويضيف الحلبي في هذا السياق، مصر بجهوزية جيشها تحقق نظرية الردع العسكري ليس للدول التي تشكل تهديدا للأمن القومي العربي، وإنما أيضا للتنظيمات الإرهابية والمدعومة من بعض الأطراف الإقليمية. كما أوضح الشهاوي، أن حضور المجموعة التي شاركت الرئيس في الاحتفالية يؤكد أن طرح القوات العربية المشتركة قائم ويتم الإعداد له بجدية من قبل الدول العربية للتضامن فيما بينها للتعامل مع أي تهديدات إقليمية لأمنها القومي. ويذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لم يفته التأكيد على مجموعة من الأمور في كلمته، أهمها أن قوة مصر بقوة شعبها وجيشها وتضامن عناصرها. وحول دلالات كلمة الرئيس، قال اللواء خلف، الرئيس بعث برسالة لدولة تنظيم الحمدين (دولة قطر) دون أن يسمها، مشيرا إلى أن السيسي أكد أن مؤسسات الدولة المصرية أكبر من أن يسيطر عليها "دويلة" طعامهم في عام يعادل طعام المصريين في يوم. وأوضح خلف أن الرئيس أكد أن مصر لا تتدخل في شئون أحد الداخلية وأن من يطالبون الدول العربية بذلك عليهم أولا أن يتوقفوا عن التدخل في شئون مصر الداخلية. ولفت خلف إلى أن السيسي شدد أيضا على أن مصر تحترم شعبها وتحترم الشعوب الأخرى وأن شعبها تعداده يقترب من 100 مليون نسمة وهو ما يجعل السيطرة عليه أمر محال. كما أشار الشهاوي إلى أن الرئيس السيسي لم يفته تذكير المواطن المصري بحقيقة ما تتعرض إليه البلاد من مؤامرات تستهدف النيل من شعب مصر ومؤسساته. وأضاف الشهاوي، كما أكد الرئيس على ثقته المطلقة في المصريين كشعب قادر على تحمل الصعاب من أجل غد أفضل. واختتم الخبراء الثلاثة تصريحاتهم ل"بوابة الأهرام" بالإجماع على أن مصر استعادت دورها الإقليمي والدولي وبجهوزية جيشها تكون حققت معادلة الردع للعدو والحماية لشعبها.