اعتمد مجلس وزراء الإعلام العرب المقترح الذى تقدم به المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، للدورة ال48 للمجلس التى عقدت اليوم، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بأن يكون المحور الفكري للإعلام العربي "التوعية المجتمعية بالفكر المتطرف والإرهاب"، وذلك امتدادًا للمحور الفكري السابق الذي أقره المجلس قبل عامين ولمجمل التوصيات التي صدرت عن الحلقات النقاشية التي عقدت في كل من عمّان والخرطوم والمنامة حول دور الإعلام في التصدي للإرهاب. ويتضمن المترح الإماراتى التأكيد علي ضرورة أن يلعب الإعلام دوراً مركزيا في التعامل مع الإرهاب كحالة ذهنية من خلال تقديم المحتوى الإعلامي الرصين القائم على الحجة والمنطق والبراهين في دحض الأسس الفكرية للتطرف والإرهاب، والتنبيه إلى أن للإعلام دورًا بالغ الأهمية في تقديم البدائل الفكرية لأفراد المجتمع، لكي يكونوا قادرين على نبذ التطرف والتوجهات الإرهابية، من خلال برامج ومحتويات تستند لقيم التسامح والاعتدال والوسطية والتعددية والعيش المشترك القائم على الاحترام المتبادل. ويتضمن المقترح أيضا الإشارة إلى أنه لا يجب بأنه يتم الاكتفاء بتوفير المحتوى الإعلامي المناسب لأفراد المجتمع للمساهمة في مكافحة التطرف والفكر الإرهابي، وإنما من الضرورة بمكان إشراك هؤلاء الأفراد في جهود مكافحة التطرف عبر التعليم والتثقيف والمشاركات التطوعية. ولفتت ورقة العمل التى تقدم بها المجلس الوطنى للإعلام إلى أنه حتى يكون الإعلام أكثر مباشرة وجرأة في طروحاته المتعلقة بالفكر الإرهابي والمتطرف فلا بد من إبراز القوانين والتشريعات المناهضة للتطرف والتمييز وبيان تجلياتها المختلفة في حياة الناس، وفى الوقت نفسه فإنه يتعين رصد ما يقدمه الإعلام من محتوى يتعلق بالفكر المتطرف ودراسة تأثيراته على معارف واتجاهات وسلوكيات الأفراد من خلال دراسات ميدانية ومنهجية، مشددة على أنه لا يمكن للإعلام وحده أن يقوم بالدور التوعوي حول الإرهاب والتطرف، وإنما يتطلب الأمر تضافر جميع الجهود الوطنية التي تشارك فيها القطاعات التعليمية والتربوية والدينية والثقافية المختلفة محلياً وإقليمياً ودولياً. وحملت ورقة العمل جانبا من المسئولية للمثقفين والكتاب والأدباء العرب للمساهمة بشكل مستمر في نشر هذه القيم والمفاهيم عبر مختلف الوسائل والمنصات التي يمتلكونها أو يستخدمونها.