جمعت "بوابة الأهرام" ترشيحات كتاب ومثقفين لأهم الكتب الصادرة في 2011، برغم تأكيد كثيرين ممن حاورناهم اتفقوا علي أن عام 2011 لم يمهلهم الكثير من الوقت للقراءة والاطلاع إذ كان عام أحداث لا عام كتب، فإنه بعض الكتب استطاعت فرض نفسها عليهم، وفيا يلي ترشيحات لمثقفين وكتاب لأفضل الكتب الصادرة في 2011 من وجهة نظرهم: عماد أبو غازي أستاذ الوثائق بجامعة القاهرة ووزير الثقافة السابق رشح كتاب: "النظام الرأسمالي ومستقبله"، حازم الببلاوي، دار الشروق، القاهرة. وقال أبو غازي : يقدم حازم الببلاوي الخبير الاقتصادي ووزير المالية السابق في كتابه "النظام الرأسمالي ومستقبله" تعريفاً مبسطاً للرأسمالية، ويشرح علاقتها بالدولة الحديثة ويتعرض للمشكلات التي يواجهها النظام الرأسمالي والسيناريوهات المستقبلية للرأسمالية العالمية خاصة بعد فشلها في تفادي الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي ضربت اقتصاديات قوية وراسخة، يري أبو غازي أن الكتاب يكتسب أهميته من كونه قد يعطي خلفية عن النظام الاقتصادي الذي قد نريد تشكيله في مصر في مرحلة ما بعد الثورة. الكاتب والروائي جمال الغيطاني رشح الكتب التالية: 1 - "التنشئة السياسية للطرق الصوفية"، عمار علي حسن، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة. يري الروائي جمال الغيطاني أن هذه الطبعة الثانية من كتاب الباحث السياسي عمار علي حسن والذي صدر في طبعة أولي عن دار العين، تكتسب أهمية إضافية بعد الثورة خاصة في ظل صعود الإسلام السياسي وسعي الصوفيين للحاق بالإخوان والسلفيين في عملية تسييس الإسلام الجارية الآن خوفاً من تهميشهم، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب كونه يتعرض للتنشئة السياسية للصوفيين، وقيمهم وتحولاتهم ومفاهيمهم الدينية. 2- "فلسفة الولاء"، جوزايا رويس، ترجمة أحمد الأنصاري، المركز القومي للترجمة، القاهرة. يري الغيطاني أن هذا الكتاب له أهمية خاصة فهو يتعرض لدراسة علاقة الولاء المعقدة بين الرئيس ومرءوسيه، فالكتاب الذي ألفه الفيلسوف الأمريكي جوزايا رويس، أشهر الفلاسفة المثاليين الأمريكيين في القرن التاسع عشر، يعيد تأسيس مفهوم الولاء ويبحث في تلك العلاقة، ما قد يجعله مغيراً لقواعد تلك العلاقة. المؤرخ خالد فهمي رشح الكتب الآتية: 1 - "الفتاوي المهدية"، الشيخ محمد العباسي المهدي، تحقيق محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، بيروت. تاتي أهمية هذا الكتاب الذي صدر في تسع مجلدات والذي أعادت دار الكتب العلمية ببيروت طبعه بعد سنوات طويلة من نفاد طبعاته بحسب المؤرخ ورئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية خالد فهمي أولاً من ندرته وثانياً من كونه يضم فتاوي الشيخ المهدي العباسي شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية المولود في 1827 في أحوال المصريين ومشكلاتهم الإجتماعية، والمسائل التي تحروا فيها رأي الدين ليتبينوا الحلال من الحرام، وهو ما يتيح بحسب خالد فهمي مصدراً هائلاً لمعرفة احوال المصريين الاجتماعية عبر كلامهم هم لا عبر ما كان يقوله عنهم حكامهم. 2 - "الطبيعة والإمبراطورية في مصر العثمانية: تأريخ بيئي"، آلان ميخائيل، جامعة كمبريدج. يوفر هذا الكتاب الصادر بالإنجليزية لأول مرة تأريخاً بيئياً لمصر في القرن التاسع عشر، وهو أول كتاب من نوعه يتعامل مع تاريخ البيئة، ومن هنا تأتي أهميته، يلقي الكتاب نظرة علي أحوال النيل والري في مصر العثمانية، وطريقة التحكم في الموارد المائية وفي الأوبئة، ولا تقتصر أهمية الكتاب وتميزه بالنسبة لفهمي علي ذلك، ولكن كذلك من أنه يقرأ ذلك تاريخ مصر داخل سياقها العثماني الذي لا يمكن أن نفهم أحوال مصر التاريخية إذا ما اقتطعناه عنها. ويرشح المؤرخ شريف يونس كتاب: "الدولة والكنيسة"، طارق البشري، دار الشروق، القاهرة، 2011. علي الرغم من أن المؤرخ وأستاذ التاريخ بجامعة حلوان شريف يونس لا يعتبر هذا الكتاب من أفضل كتب المستشار طارق البشري، ويأتي حرصه علي قراءته من منطلق اهتمام تاريخي بأعمال البشري الذي شغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ورئيس لجنة التعديلات الدستورية في 2011، فإن أهمية الكتاب تأتي من أنه يعالج العلاقة بين الأقباط والكنيسة ويتتبع تلك العلاقة عبر الأربعين سنة الماضية أى منذ تولي البابا شنودة الثالث كرسي البابوية في 1971. يرشح أيمن الصياد رئيس تحرير مجلة "وجهات نظر" الكتب الآتية: 1 - "في الثورة والقابلية للثورة"، عزمي بشارة، المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسة، الدوحة. 2001. يعالج هذا الكتاب المهم للمفكر العربي البارز عزمي بشارة بحسب الصياد مفهوم الثورة وبعيد تأصيله، وهو يتحدي أساساً المنظور الغربي لما حدث في مصر وتونس، ويدافع بشارة عن كونه ثورة وليس إصلاحا، ومن هنا يعيد عزمي قراءة مفهوم الثورة عبر خلاصات واستقراء تاريخي لثورات معينة منها الروسية والفرنسية، ويحاول بشارة المقارنة بين مفهومي الإصلاح والثورة عبر تلك التجارب التاريخية السابقة. 2 - "تغريدات من التحرير"، نادية آيدل وآليكس نيونس، أو آر بوكس، نيويورك. تاتي أهمية هذا الكتاب الصادر بالإنجليزية بحسب الصياد من كونه توثيقاً لكل التغريدات التي كتبت عن الثورة علي موقع التواصل الإجتماعي الشهير "تويتر" في الفترة ما بين 25 يناير إلي 11 فبراير، والكتاب يحتوي علي مقدمة كتبتها الروائية المعروفة أهداف سويف. أما الكاتب محمود الورداني فيرشح الكتب الآتية: 1 -"الكتابة الأخري"، تحرير هشام قشطة، القاهرة. يعتبر الورداني هذا الكتاب أحد أفضل الكتب التي صدرت بعد 25 يناير إلي الآن، فالكتاب يجمع شهادات كتاب من أجيال مختلفة عمرياً وفكرياً، عن الثورة المصرية وأحداثها ويسجلون في الكتاب مشاهداتهم وملاحظاتهم عن الأحداث دون تقديم تحليل لها فهو بمثابة توثيق لشهادات شفوية. 2 - "عناق علي جسر بروكلين"، عز الدين شكري فشير، دار العين، القاهرة. يجسد هذا العمل عمق قدرات شكري الروائية بحسب الورداني، فتوفرنا الرواية من خلال حفل عيد الميلاد الذي يحتل موقعاً أساسياً داخل الرواية علي نزظرة مختلفة لمفاهيم الغربة والانفصال التي يعانيها المصريون المقيمون بالخارج، ويذكر أن الكتاب مرشح لجائزة البوكر العربية. أما فريق "بوابة الأهرام" فيرشح الكتب الآتية: 1 - "كل رجال الباشا"، خالد فهمي، ترجمة شريف يونس، دار الشروق، القاهرة. ترشح بوابة الأهرام الطبعة الثانية من كتاب خالد فهمي "كل رجال الباشا" والتي اكتسبت أهمية خاصة لصدورها بعد ثورة 25 يناير وتولي المجلس العسكري مقاليد الحكم، فبجانب الأهمية المنهجية والأكاديمية لكتاب خالد فهمي والذي يمثل قطيعة مع التقليد التاريخي المصري، يكتسب الكتاب نقاطاً إضافية للظرف التاريخي الذي نمر به إذ يوفرنا علي نظرة مختلفة للظروف السياسية والاجتماعية التي تكون فيها الجيش المصري، ويمارس فهمي في الكتاب هوايته المفضلة في تجريد المسلمات والأساطير من هالاتها العاطفية والأيديولوجية ليوفرنا علي فهم آخر لنشأة وطبيعة تلك المؤسسة الحيوية. 2 - "فصوص الحكم"، الشيخ محي الدين ابن عربي، شرح عبد الرزاق القاشاني، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة. يعتبر هذا الكتاب أحد أهم أعمال الشيخ المتصوف والفيلسوف والشاعر محيي الدين ابن عربي، وتخصص فصوله السبعة وعشرين لبيان المعاني الروحية وحكم الأنبياء. 3 - "قميص سماوي"، محمد عمرو الجمال، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة. تأتي أهمية هذه الوراية من عمقها وتمكن كاتبها غير المعروف والذي تعد رواية قميص سماوي روايته الأولي، من أساليبه الروائية، ويتضح ذلك التمكن في رسمه لشخصية بطل الرواية الذي يعيش في قرية صغيرة شمال الثقاهرة، لم يغادرها الرواية إلا نادراً. 4 - "ثورات العرب، خطاب التأسيس"، علي مبروك، دار العين، القاهرة، 2011. بالنسبة لعلي مبروك استاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة، فإن الربيع العربي هو بمثابة إعلان لخطاب النهضة ودولة الحداثة العربيةالذي ساد منذ القرن التاسع عشر، فمع الربيع العربي أصبح جلياً أن هذا الخطاب الذي تمركز حول إجراءات تحديثية شكلية وصل إلي نهايته وجاء وقت إعلان موته، ومن ثم جاءت الحاجة لتأسيس خطاب للربيع العربي، الذي يعده مبروك بمثابة انتقال من دول القوة إلي دولة الحق، ويساهم الكتاب في تأسيس هذا الخطاب.