مع حلول 14 أغسطس المقبل، تمر 4 سنوات كاملة على أحداث العنف التي شهدتها منطقة كرداسة، التابعة لمحافظة الجيزة، عقب عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، دون إصدار حكم بات واجب التنفيذ، ضد المتهين في 3 وقائع إجرامية. شهدت كرداسة إبان فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية، 3 وقائع عنف، استهدفت الأولى قسم الشرطة، والثانية حريق كنيسة كفر حكيم، والثالثة مقتل اللواء نبيل فراج، خلال عملية تنفيذ ضبط وإحضار متهمين، تورطوا في أعمال عنف. وقدمت النيابة العامة في الوقائع الثلاثة 284 متهمًا للمحاكمة، صدر ضد 190 منهم حضوريًا، مقابل 92 متهما غيابيا، فيما انقضت الدعوى الجنائية ضد متهمين اثنين، توفيا بعد إحالة قضية اقتحام قسم الشرطة إلى المحاكمة، ليصبح عدد المتهمين الخاضعين للمحاكمة 282 متهمًا. قسم شرطة كرداسة بدأت أحداث العنف في كرداسة بالتزامن مع فض قوات الأمن اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، في 14 أغسطس 2013، ليشهد اليوم نفسه تجمهر مجموعة من أهالي المدينة (كرداسة) أمام قسم الشرطة، وحاصروه واشتبكوا مع قوات الأمن الموجودة داخله. وأسفرت تلك الوقائع عن مقتل 11 ضابطا من قوة القسم، بالإضافة لشخصين آخرين تصادف مرورهما أمام القسم، إضافة لإتلاف مبنى مركز الشرطة، وحرق عدد من السيارات والمدرعات التي كانت أمامه، وأمرت النيابة بضبط وإحضار المتهمين. وبعد التحقيقات في الواقعة، أحالت النيابة العامة في 5 فبراير 2014، 188 متهمًا في القضية، للجنايات؛ لاتهامهم باقتحام مركز شرطة والتسبب في قتل 11 ضابطًا من قوة القسم، والتمثيل بجثثهم، والشروع في قتل 10 آخرين، وحددت محكمة الاستئناف جلسة 26 مارس لبدء محاكمتهم. وبعد مرور ما يزيد عن عشرة أشهر من بدء محاكمة 151 متهمًا حضوريا و 35 متهمًا هاربا (غيابيًا) أمام دائرة المستشار محمد ناجي شحاته، صدر قرار بإعدام 183 متهما، وانقضاء الدعوى الجنائية لاثنين من المتهمين؛ لوفاتهما، وحبس متهم "حدث" بالسجن 10 سنوات، وبراءة اثنين آخرين. كما قضت المحكمة في 5 أبريل 2015، برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة بالإعدام شنقا ل5 متهمين في إعادة محاكمتهم، ليرتفع عدد المتهمين الصادر ضدهم أحكاما حضورية إلى 156 متهمًا، مقابل 30 هاربًا. غير أن المتهمين (156 متهمًا) تقدموا بطعن على الأحكام الصادر ضدهم أمام محكمة النقض لتقرر الأخيرة في 3 فبراير 2016، بقبول الطعن وإعادة محاكمتهم؛ لستند محكمة الاستئناف القضية إلى دائرة المستشار محمد شيرين فهمي التي بدأت اولى جلساتها في 3 مايو 2016. وبعد 14 شهرا أصدرت المحكمة قرارها اليوم بالإعدام شنقًا ل 20 متهمًا، والسجن المؤبد ل80 متهمًا آخرين من بينهم سيدة تسمى "سامية شنن"، والمشدد 15 عامًا ل 34 متهمًا، والسجن 10 سنوات لمتهم وحيد، وألزمت المحكمة المتهمين بدفع غرامة قدرها 11 مليونًا تعويضًا عن الأضرار التي أصابت مبنى قسم شرطة كرداسة. فيما برأت المحكمة 21 متهمًا آخرين مما أسند إليهم. وقال المستشار عبدالرحمن بهلول، رئيس محكمة استئناف طنطا الأسبق، ل"بوابة الأهرام"، إن الحكم الصادر اليوم، ليس حكما باتًا واجب التنفيذ، خاصة انه يحق للمتهمين تقديم طعنًا عليه أمام محكمة النقض خلال 60 يومًا من تاريخ صدوره. وأوضح بهلول انه في حال تقديم ذلك الطعن فإن محكمة النقض ستحدد موعدًا لبدء نظره، وسيكون قرارها إما بالرفض أو القبول، فإذا قررت المحكمة رفض الطعن فستكون الأحكام باتة واجبة التنفيذ، أما إذا قبلت محكمة النقض، الطعن، فإنها ستتصدى بنفسها في الموضوع وستنظر القضية برمتها لتصدر حكما باتًا فيها. حرق كنيسة "كفر حكيم" لم تتوقف الأعمال الإرهابية في كرادسة يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة عند المنشآت الأمنية؛ بل امتد العنف إلى دور العبادة من خلال اقتحام وحرق كنيسة العذراء مريم بكفر حكيم التابعة للمركز (كرداسة). ونسبت التحقيقات للمتهمين البالغ عددهم 73 متهمًا تخريب مبنى معد للعبادة، وسرقة محتوياته، وحيازة أسلحة نارية وبيضاء، وقطع الطريق العام أمام حركة سير المواصلات العامة، ومقاومة السلطات، والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون. وقضت المحكمة برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، في جلسة 29 أبريل 2015، بالحكم المؤبد على 71 متهما بينهم 19 متهمًا حضوريًا و 52 غيابيًا، والسجن 10 سنوات لاثنين من المتهمين "حدث". ورفع المتهمون الصادر بحقهم أحكاما حضورية وعددهم 21 متهمًا طعنا على الأحكام أمام محكمة النقض التي قررت إلغاء الأحكام وإعادة محاكمتهم، لتحدد محكمة الاستئناف دائرة المستشار شعبان الشامي، للبدء في وقائع المحاكمة الثانية. ونظرت دائرة الشامي أولى جلسات محكمة المتهمين في 22 مايو الماضي، لتقرر المحكمة التأجيل لجلسة 10 يوليو للاطلاع، و سماع الشهود. مقتل اللواء نبيل فراج وبناءً على تلك الأعمال الإرهابية، شنت قوات الأمن حملة أمنية موسعة على مدينة كرداسة، يوم 19 سبتمبر عام 2013، لضبط عدد من المتهمين الصادر بحقهم أمر إحضار في الواقعة، وتمكن الأمن من اقتحام كرداسة، والقبض على مجموعة من العناصر الإرهابية، وضبط أسلحة وذخيرة حية بعد تبادل كثيف لإطلاق النار بين القوات والعناصر الإرهابية. وأصيب في بداية الإقتحام اللواء نبيل فراج أثناء مشاركته في عملية اقتحام مركز كرداسة بطلق ناري بالمنطقة العليا من جانبه الأيمن؛ حيث تم نقله الى احدى المدرعات العسكرية، ثم نقله الى مستشفى "الهرم " ووافته المنية هناك . وفي 12 يناير 2014 ، أحالت النيابة 23 متهمًا بينهم 10 متهمين هاربين إلى الجنايات، وصدر الحكم الأول في 6 أغسطس 2014 بعد 5 أشهر فقط من المحاكمة حيث قضت الدائرة بمعاقبة 12 متهما بالإعدام شنقا بينهم 5 هاربين، و10 متهمين بالسجن المؤبد بينهم 5 هاربين، وبراءة متهم من حيازة الأسلحة الآلية والمفرقعات. غير أن محكمة النقض قضت في 2 فبراير 2015 بقبول الطعن المقدم من 13 متهما، وإلغاء الحكم الأول وإعادة محاكمة المتهمين وإرسال القضية لمحكمة الاستئناف لتحديد دائرة مغايرة لإعادة محاكمة المتهمين، وحددت محكمة الاستنئاف جلسة 5 أبريل 2015 لبدء نظر القضية أمام دائرة المستشار حسين قنديل، الذي قضى في 24 سبتمبر الماضي، بمعاقبة 7 متهمين بالإعدام، والسجن المشدد ضد 5 متهمين آخرين، وبراءة متهم. فيما قال المحامي علاء علم الدين، عضو فريق الدفاع عن المتهمين في القضية، ل"بوابة الأهرام"، إنه قدم وفريق الدفاع طعنًا على الأحكام الصادرة حضوريا ضد المتهمين في الفترة القانونية المحددة لذلك، مشيرًا إلى أن محكمة النقض لم تحدد حتى الآن أي جلسة لبدء نظر الطعن. وأكد علم الدين، أن القانون لم يلزم محكمة النقض بتحديد مدة زمنية لوضع الطعن على جدول المحكمة، موضحًا أن فريق الدفاع قدم الطعن للمحكمة نوفمبر الماضي، ولم تحدد جلسة لبدء نظره رغم مرور أكثر من 7 أشهر على تقديمه.