التلفزيون هو الاختراع الذي استطاع تثبيت المشاهدين في أنحاء الأرض أمامه لملايين الساعات مفتوحي العيون، على مدار ساعات اليوم، ليتحقق شعار "مش هتقدر تغمض عينيك" ويحتفل العالم اليوم الأحد باليوم العالمي للتلفزيون الذي يواكب ذكرى انعقاد أول منتدى عالمي للتلفزيون عام 1996 بمقر الأممالمتحدة وتحت رعايتها. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت عام 1997 يوم 21 نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً للإعلام التلفزيوني، وذلك تسليماً بالأثر المتزايد لهذه الوسيلة الحيوية من وسائل الإعلام على عملية صنع القرار من خلال تركيز الاهتمام العالمي على المنازعات والمخاطر التي تهدد السلم والأمن، ودوره المحتمل في زيادة التركيز على مسائل رئيسية أخرى، بما فيها المسائل الاقتصادية والاجتماعية. وقامت الجمعية بدعوة جميع الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم العالمي للتلفزيون عن طريق تشجيع التبادل العالمي لبرامج التلفزيون مع التركيز على جملة أمور منها، قضايا السلم والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التبادل الثقافي.. ويأتي احتفال هذا العام وكل عام ليؤكد أن الاتصالات أصبحت إحدى القضايا الدولية الرئيسية اليوم ليس لأهميتها بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي فحسب، وإنما أيضا لآثارها بالنسبة للتنمية الاجتماعية والثقافية. وأوضح تقرير للجمعية العامة للأمم المتحدة أن التلفزيون أصبح في وقتنا الحالي من أقوى وسائط الاتصالات في عالم اليوم وتفوقت جاذبيته على الجاذبية الأرضية نفسها، حيث يلعب دورا هاما في عرض القضايا العالمية والمحلية على البشرية وأصبح ضيفا دائما في المنازل والمقاهي والنوادي وحتى أماكن العمل، وتحول هذا الضيف إلى سيد العالم الجديد، إذ يقتحم البيوت وسط ترحيب غريب إذا تكلم تحدث الجميع همسا فلا صوت يعلو فوق صوت التلفزيون ويحدد لهم ما يتكلمون فيه وينتصر عليهم في كل لقاء خلال تجمعهم، فأصبح الرأي رأيه، والفصل قوله. وكان جون لوجي بيردن ولد في عام 1888، باسكتلندا، وهو مهندس كهرباء اخترع أول تلفزيون في العالم، عاش جون لوجي بيرد في أحضان أسرة فقيرة وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره عمل جاهدا لمساعدة والده فكان يجمع بعض الخردوات فيصلحها ويبيعها في السوق.. وحال سوء صحة جون بيرد بينه وبين مزاولته لمهنته كمهندس كهربائي، فانكب على دراسة التلفزيون ووضع أول نظام تلفزة عملي. وقد استخدم نظامه لفترة قصيرة قبل استحداث طرق أفضل للتلفزة. وقد استخدم بيرد في نظامه الأشعة تحت الحمراء، التي أدت فيما بعد إلى سوء حالته الصحية بسبب تعرضه لها باستمرار حتى تسببت في وفاته عام 1946. وكان أول نظام تلفزيوني تماثلي شبه آلي عرض في لندن في فبراير 1924 لجون لوجي بيرد، الذي أتبعه بفيلم متحرك في 30 أكتوير 1925. وأول بث حكومي بعيد المدى كان من واشنطن إلى مدينة نيويورك في 7 أبريل 1927 الصورة، التي بثت كانت لوزير التجارة آنذاك "هربرت هوفر". وأول نظام تلفزيون إلكتروني بالكامل عرضه "فايلو تايلور فارنزورث" في خريف 1927. وأول محطة تلفزة تماثلية كانت في نيويورك في 11 مايو 1928. تتقسم شاشات التلفزيون إلى عدة أنواع، منها شاشات بأنبوب الأشعة المهبطية المستخدمة حاليًا وهي أول نوع ظهر. والشاشات المسطحة أو المعروفة بشاشات البلازما، ونوع آخر منها هو شاشات البلورات السائلة أو "إل سى دى". تكوين الصورة التِلْفَاز أو التلفزيون أو التلفزة أوالمرناة أو الرائي هو تحويل مشهد متحرك، وما يرافقه من أصوات، إلى إشارات كهربائية، ثم نقل هذه الإشارات وإعادة تحويلها من طريق جهاز الاستقبال إلى صورة مرئية مسموعة. وعندما توجّه الكاميرا التلفزيونية إلى مشهد يراد تصويره في الاستديو تتركز الأشعة المنبعثة من ذلك المشهد على لوح كهروضوئي مكسو بآلاف الحبيبات الحساسة للضوء. وفي الكاميرا تُطلق مدفعة كهربائية حزمة رفيعة من الإلكترونات تتحرك ذهابا وإيابا عبر اللوح الكهروضوئي، أو الهدف، بنفس الطريقة التي تمر بها العين على سطور صفحة مطبوعة أو مخطوطة. وتعرف هذه العملية ب «المسح» ، وخلال ذلك تُطلق الحُبيبات الحساسة للضوء إشارات كهربائية تتفاوت تبعاً لشدة الضوء عند كل نقطة، ومن هنا فإن البذلة الداكنة تحدث إشارات كهربائية أضعف من تلك التي تُحدثها البذلة البيضاء. والواقع أن النقطة الناشئة عن الحزمة الماسحة تتحرك عبر "الهدف" بسرعة تمكّنها من "مسحه" في جزء من ثلاثين جزءًا من الثانية. وهكذا تتكوّن «صورة كهربائية للمشهد المصور خطاً بعد خط وبسرعة فائقة بحيث تعجز العين عن تتبُّع حركة النقطة الماسحة. وفي الوقت نفسه يلتقط الميكروفون الصوت المرافق للمشهد، فينقل هوائي الإرسال الصورة والصوت على شكل موجات كهربائية يلتقطها هوائي الاستقبال. وفي جهاز الاستقبال يقوم أنبوب أشعة الكاثود بعكس العملية. وبنفس السرعة التي تعمل بها كاميرا الاستديو تقوم حزمة من الإلكترونات بقذف سطح الأنبوب المكسوّ عادة تتوهج عندما تسقط عليها الحزمة الإلكترونية. وتتوقف قوة هذا التوهج على قوة الإشارات، وهي نفس القوة التي كانت لها في الاستديو، وهكذا نرى نسخة طبق الأصل عن المشهد المصوَّر هناك. والتلفزيون اليوم أداة تسلية وإعلام وتثقيف، وقد طُوِّر في السنوات الأخيرة بحيث أصبحنا نشاهد نشرات الأخبار ومختلف البرامج التلفزيونية مبثوثة بالألوان الطبيعية. ليس هذا فحسب، بل لقد أصبح في ميسورنا اليوم أن نستأجر أو نشتري ما نرغب في مشاهدته من أفلام سينمائية مسجَّلة بمجرد وضع الشريط أو العُليبة الحاملة للفيلم المسجَّل في جهاز صغير ملحق بالتلفزيون يُعرف بجهاز الفيديو. التلفزيون المصرى اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري أو ما يسمى بين العامة "التلفزيون المصري" بدأ بث برامجه في عام 1960. وهو التلفزيون الرسمي لمصر، تديره وزارة الإعلام المصرية، ويبث من القاهرة من مبناه الشهير باسم "ماسبيرو". يملك ثمانية قنوات قومية، وعدة قنوات تبث عبر الأقمار الصناعية. رغم أن قرار بدء الإرسال للتلفزيون المصري قد اتخذ بشكل مبكر في منتصف الخمسينيات قبل التشغيل الفعلي عام 1960، إلا أن العدوان الثلاثي على مصر تسبب في تأخير العمل في إنشاء التلفزيون المصري حتى أواخر 1959 ووقعت مصر عقداً مع هيئة الإذاعة الأمريكية لتزويد البلد بشبكة للتلفزيون، وقد تم الإنتهاء من إنشاء مركز الإذاعة والتلفزيون في عام 1960. وكان أول بث تلفزيوني مصري في 21 يوليو عام 1960 وفي 13 أغسطس 1970، صدر المرسوم الجديد لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، وتم إنشاء أربعة قطاعات وهى الإذاعة والتلفزيون والهندسة والتمويل، لكل قطاع رئيس يعود في النهاية لوزير الإعلام. وبعد حرب 1973 تحول كل من البث التلفزيوني ومرافق الإرسال إلى الألوان تحت نظام "سيكام"، وقد تغير البث التلفزيوني المصري من نظام "سيكام" إلى "بال" في عام 1992.