ليس غريبًا أن يصبح نجمان كبار كالفنان نبيل الحلفاوي، والفنان أحمد بدير من أكثر الفنانين قدرة على الوصول إلى جماهيرهم في الأعمال الدرامية التي عرضت خلال شهر رمضان.. فهما يمثلان بثقافة مختلفة عن تلك التي يمثل بها كل النجوم الشباب.. ومن يعد إلى الوراء لسنوات كانت فيها الدراما التاريخية والدينية ذات صدى كبير بين الناس ويسترجع مباراتهما معًا في مسلسل "الزيني بركات" إحدى روائع الدراما المصرية للمؤلف جمال الغيطاني والمخرج يحيى العلمي.. يتأكد أن مثل هذين النجمين إن حل أحدهما ضيفًا فقط على عمل فني يزينه.. في مسلسل "لأعلى سعر" يعلم الحلفاوي جيدًا أنه سيقدم دور الأب للبطلة.. وهي "مخلوف" التي أعتبرها من أجمل ما كتب في مسلسل من شخصيات تمثل الخط الناعم، فعمل الحلفاوي عليها كثيرًا ليصبح هو بأدائه الفريد حديث الجميع.. وهي ليست غريبة على فنان مارس الفن ليس كمهنة، ولكن كهواية، أحبها وأعطى وما زال إليها الكثير. أما الرائع أحمد بدير فهو ممثل الحالات الخاصة، تختلف معه أو تتفق، هو الموهبة التي أن تمكنت من شخصية سيطرت عليها ليتحول هو وهي إلى كيان ملتحم يصعب أن تفصل أحمد بدير عنها كما هو الحال في شخصية المحامي بمسلسل "الحصان الأسود".. وقد دار حوار بيني وبين النجم الجميل أحمد السقا عن المبارزة بينه وبين أحمد بدير في المسلسل فقال عن بدير "إنه الرائع".. ولأن بدير من نجوم مشوها خطا فطاف على كل الأدوار والعمال من سينما إلى مسرح إلى إذاعة.. حتى أصبح لديه حس فني عال يمكنه من التعامل مع أي شخصية سواء كانت كوميديا أم تراجيديا.. لأن موهبة الفنان الحققيي تكتشف عندما يخلع رداءه الذي ألبسه بعض المخرجين له ليتحول إلى جوكر لكل الشخصيات، وهو ما يفعله أحمد بدير حاليًا. ويبدو أن أعمال هذا العام كانت نقطة فاصلة لكبار نجومنا ولموهوبين كثيرين أرادوا أن يعلنوا التحدي، فليس معنى أنهم ستكتب لهم الأعمال تفصيلًا، أو أن يكونوا الأبطال الكبار الذين تباع بهم الأعمال، أن يتوقفوا، بل العكس هم من هذه التجارب يعيدون حسابات المنتجين، كما أعادها النجم الشاب ياسر جلال فى مسلسله "ظل الرئيس"، وأصبح هو نجم الموسم.. ومن ثم يصبح على الفنان عبء التفكير الدائم فيما يقدم، ومتى وإلى من.. فما قدمه الحلفاوي وبدير فى هذا العام دفع الشباب لأن يتابعوهما، ويتعلمان شيئًا جديدًا وهو الأداء السلس للموهوبين جدًا!