تشتهر قرية "العمار" بمحافظة القليوبية، بزراعة "المشمش" الذي يعتبر المصدر الرئيسي للدخل في القرية، ويعد موسم قطف محصول المشمش حدثًا مهمًا في القرية التي تعتمد عليه بشكل أساسى لتلبية احتياجاتها الاقتصادية. فموسم جني ثمار المشمش، هي أكثر الأيام بهجة بقرية العمار، التي ينتظر أهلها هذا الموسم كل عام بلهفة واشتياق، لفك ضيقة أو تنفيذ مشروع مؤجل، كما يرتبط هذا الموسم بزيادة أعداد الأفراح، التي ينتظر أصحابها الموسم لإتمام الزواج . يقول محمد علام، من مزارعي المشمش بالعمار، إن المحصول الوفير هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، التي شهدت سنوات "عجاف"، بعد أن قضي على مشمش العمار بفعل فاعل، قبل ثورة يناير، عندما تسلمنا من الزراعة مبيدات أدت إلى ندرة المحصول، بل وأمرضت الأشجار، واستمرينا طيلة السنوات الماضية، نعالج الأشجار من آثار تلك المبيدات حتى عادت لطبيعتها. يضيف علام، العمار تشتهر عالميًا بزراعة المشمش، ومشمش العمار يتهافت عليه الجميع، ويتم تصديره للخارج عن طريق تجار وموردين، كما تسعى إليه شركات العصائر والمربات الشهيرة، التى تهتم بجودة منتجاتها، لمعرفتها بجودة مشمش العمار، ومذاقه ونكهته المميزة. ويقول منير عمر، حينما يقول المصريون جملة "في المشمش" فهذا يعنى أنهم يقصدون أن شيئا لن يحدث، ويتهكمون بتلك الجملة، أما بين أهالي العمار فتلك الجملة تعنى انتظار الخير، فعندما يتقدم شاب من القرية للزواج من فتاة يتم تحديد موعد الزفاف "فى المشمش" وعندما ينوى أحدنا شراء منزل أو سيارة فإنه يقول "في المشمش" وعندما يطلب الأبناء من آبائهم أموالًا لشراء شيء باهظ الثمن يقولون "فى المشمش" ما يعنى انتظار موسم المشمش، لبيع المحصول وتوفير الأموال اللازمة للزواج والشراء وغيره، وهذه الجملة الشهيرة –"فى المشمش"- أصلها من العمارة، لانتشارها للأسباب السابق ذكرها. ويقول مصطفى محمود، مزارع مشمش، لجودة مشمش العمار، فإن الباعة عندما ينادون على المشمش في كافة محافظات الجمهورية يقولون"يابتاع العمار يامشمش" إشارة إلى أفضل أنواع المشمش على الإطلاق. ويضيف، ظهر منذ سنوات المشمش الجبلى، ذو الحجم الكبير واللون الغامق، وتهافت عليه المواطنون لكبر حجمه ورخص ثمنه مقارنة بمشمش العمار، لكن سرعان ما عادوا لمشمش العمار بعد أن اكتشفوا الفارق الكبير فى الطعم والنكهة. ويقول خالد زين، مزارع، مشمش العمار يوجد منه أنواع عديدة، أشهرها "الحموى" الذي كانت تشتهر به مدينة حماة السورية، وجئنا به منذ عشرات السنين لزراعته فى أرضنا الخصبة التي أكسبته مذاقا تفوق به عن مشمش حماة، كما يوجد المشمش البلدي والقيسي واللوزى والعجمي، وكلها أنواع لا يوجد اختلاف كبير بينها سوى فى الحجم ولون الثمرة، ودرجة "المزازة"، ولكن في النهاية كلها أنواع ذات جودة عالية ومذاق خاص، طالما مشمش العمار. ويقول سمير خلف، إن التجار يأتون من كل محافظات مصر من أقصى الشمال لأقصى الجنوب لشراء مشمش العمار رغم أن الصحراء لديهم ممتلئة بمزارع المشمش الجبلى، ولكنهم يسعون وراء الجودة والمذاق الخاص، خاصة المصدرين للخارج، ويضيف، لدينا سوق كبيرة بمدخل القرية، يتوافد عليه يوميا المواطنون من القرى والمحافظات المجاورة، ويكون البيع بالكرتونة أو القفص، وليس بالكيلو، حيث يتراوح سعر الكر تونة ما بين 30 و60 جنيها، حسب نوع الثمرة، وأغلى نوع هو الحموى، وتقدر الكيمة التى تحويها الكرتونة ما بين 5 و6 كيلو جرامات.