ما زال حلم اإنتاج سيارة مصرية يثير الجدل بين خبراء صناعة السيارات، فمنهم من يري أن إنتاج سيارة مصرية، أمر مستحيل نظرًا للتكلفة الباهظة وحجم استثمار القطاع الذي يحتاج لمليارات الجنيهات، بينما يري فريق آخر أن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد ولادة سيارة مصرية بالكامل. وقال المهندس سمير علام، نائب رئيس شعبة وسائل النقل بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، إن تصنيع سيارة مصرية 100% أمر صعب للغاية، مؤكدا أن كبرى دول صناعة السيارات مثل اليابان، وألمانيا، وأمريكا لا يمكنها أن تنتج سيارة يابانية، أو ألمانية بنسبة 100%، نظراً لاعتمادها على موردين من الدول الأخرى فى الحصول على مكونات أو أجزاء بالسيارة. وأضاف أن غالبية دول العالم تعتمد على مكونات محلية نسبة تصل من 60% إلى 80%، فيما تلجأ إلى مصنعين من دول أخرى فى الحصول على باقى المكونات. وأكد علام أن الحديث عن إنتاج سيارة مصرية بالكامل، يتطلب خمسة شروط تشمل: تدشين مركز تطوير وتصميم لتحديد اسم جديد للسيارة كى تتحول إلى علامة تجارية، ووضع تصميم لها، وتدشين قاعدة صناعية للمكونات المحلية بكافة أنواعها بداية من الأجزاء البسيطة وصولاً للأجزاء الأكثر تعقيداً مثل المحرك، وصندوق التروس وغيرها، إضافة إلي تدشين معامل لاختبار الأجزاء المصنعة، مع تدشين خطوط الإنتاج لإنتاج السيارة، على أن يعقبها تدشين معمل لاختبار أمان السيارة والمعروف ب crash tests . وكشف "علام" عن أن إيران لم تخترع سيارة بل أخذت موديلات قديمة لسيارات بيجو وكيا وقامت بتقليدها وإضافة مكون محلي وأنتجتها، " لا نستطيع أن نقول أن إيران اخترعت سيارة خاصة بها". والأمر أيضا ينطبق علي الصين تقوم بتقليد ماركات شهيرة لكن التصميم الأصلي يظل ملكًا لدولة المنشأ صاحبة التصميم الأصلي. وتابع : حتي إن دولة مثل ماليزيا، عندما قررت أن تنتج سيارة "بروتون" لجأت لشركة إنجليزية لوضع التصميم للسيارة، وشركة أخري لإنتاج المواتير، ثم أقامت مصنع وتشغيل عمالة وبدأت التجميع. وشركة مثل "رينو" إختارت المغرب لإنتاج سيارتها، لاعتبارات أن العمالة أسعارها رخيصة، والمغرب تمثل قاعدة تصديرية لافريقيا، متسائلا هل يمكن أن نقول أن المغرب تنتج سيارة 100%؟. وأضاف أن فكرة إنتاج السيارة يرتبط بقدرة مصر علي تسويقها وهو ما يعني إنتاجها بكميات كبيرة وهو ما يستلزم استثمارات كبيرة للغاية تتخطى حاجز المليار دولار ، حتي تكون جدواها وسعرها مناسبين لتسويقها، لا أن ننتج سيارة من أجل أن يقال أن مصر أنتجت سيارة مصرية . وتابع : حتي في حالة إنتاج مواتير للسيارات لابد أن يتم إنتاج 200 ألف موتور علي الأقل حتي يصبح سعر السيارة اقتصاديا، لافتا إلى أن الفرق في السعر بين سيارات ألمانيا وغيرها من السيارات الصينية أو الكورية هو كمية الإنتاج، مما يجعل التكلفة أقل في سيارة ومرتفع في سيارات آخري ذات إنتاجية محدودة. وأشار إلى أن تصنيع سيارة مصرية يتطلب سوقا قادرة على بيع مليون سيارة سنويا حتى يكون الإنتاج مُجديا من الناحية الاقتصادية، على أن يتم توزيع الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الداخلى، أو التصدير للخارج. من جانبه، أكد اللواء إبراهيم عجلان، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للسيارات، أن هناك مفاوضات مع أكثر من شركة عالمية، للدخول كشريك أساسي لإنتاج أول سيارة بمواصفات مصرية تصل نسبة مكوناتها المحلية 75% ذات جودة عالمية خلال الأشهر القليلة المقبلة . وأوضح أن الشركة التي سيقع عليها الاختيار للمشاركة في الإنتاج ، سيتم وفقًا للقانون 159 بشأن الشركات المساهمة، موضحًا أن النهوض بالصناعات الوطنية يحتاج للدعم المجتمعي، وأن الحكومة عليها جزء من المسئولية بتوفير العملات الأجنبية. وأعرب "عجلان" عن شكره لعمال النصر للسيارات للمجهود الذي قاموا به في الحفاظ علي الشركة طوال الفترة الماضية، معربًا عن أسفه برحيل مايقرب من 80% من العمالة الماهرة التي انتقلت للقطاع الخاص الفترة الماضية.