أعاد مسلسل "واحة الغروب" المأخوذ عن رواية بالعنوان ذاته للروائي بهاء طاهر، الذي يعرض حاليًّا على القنوات الفضائية، للأذهان قصة معبد "آمون" الذي يطلق عليه أيضًا معبد "الوحي"، والمعروف بمعبد النبوءات بواحة "سيوة". استعرضت حلقات المسلسل قصة الصاغ محمود عبدالظاهر وزوجته كاثرين الأيرلندية المهتمة بالآثار المصرية وحياتهم في واحة "سيوة" في نهايات القرن التاسع عشر بعد تعرض بطل الرواية محمود عبدالظاهر للإبعاد من سلطة الخديو والاحتلال البريطاني آنذاك للواحة بسبب معتقداته الثورية. من أجل "سيوة" ومعبدها ارتحل الإسكندر الأكبر وقبع أمام معبد الوحي الذي تم بناؤه خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين الفرعونية باحثًا عن إجابة لكل الأسئلة التي حيرته حيث كان الإسكندر الذي دانت له البلاد شرقها وغربها يبحث عن إجابة حقيقية لكافة أسئلته الشخصية وما يحيره في الحياة من جهة وكان يريد أن يوجه رسالة للمصريين من جهة ثانية، وكان الإسكندر مجبرًا على أن يجد الإجابة من كهنة آمون الذين اصطحبوه لغرفة مظلمة بالقرب من قدس الأقداس. في حديثه ل"بوابة الأهرام"، قال الباحث الأثري فرنسيس أمين، إن المؤرخين يجزمون بقيام كهنة آمون برفع راية النضال ضد الغزو الفارسي وقد تلقى العذاب منهم كهنة آمون في طيبة ومنف من الغزو الفارسي حيث قتل الفرس آلاف المصريين انتقامًا لمقتل طاقم السفينة الفارسية، لافتًا إلى أن قمبيز الثاني أرسل حملة لواحة "سيوة" لإخضاعها وتدمير معبد آمون لكن تعرض الجنود الفارسيين لعاصفة شديدة أدت لأن يدفن جيشه في الرمال وباءت حملته بالفشل. كان كهنة آمون في "سيوة" قد تنبأوا بنهاية بشعة لقمبيز حيث مات مسمومًا وتنبأوا أيضًا بنهاية الاحتلال الفارسي لمصر وهذا ما جعل قمبيز الثاني يقرر إخضاعهم وتدمير معبدهم وحدد المؤرخ هيرودوت عدد جيش قمبيز الثاني الذي أراد الذهاب ل"سيوة"، ودفن في رمال صحراء الغربية بحوالي 50 ألف جندي. بعد واقعة تحقق نبوءة كهنة آمون في "سيوة" لمصير الاحتلال الفارسي نال المعبد شهرة كبيرة مما جعل الإسكندر الأكبر بعد قيامه بغزو مصر يقرر الذهاب لواحة "سيوة" ومعبدها الشهير لينال بركة الإله آمون معبود المصريين والإغريق على حد سواء من جهة أو لكي يوهم المصريين أنه يتقرب من معبودهم كما يجزم البعض من المؤرخين. كانت عادة تلقي الوحي وتقديم أسئلة لكهنة آمون مشتهرة لدى الملوك والعامة في مصر القديمة مثلما يوضح فرنسيس أمين، لافتًا إلى أن وثائق دير المدينة في طيبة كانت تتحدث عن العادة الشعبية لدى المصريين الذين يقومون بتوجيه أسئلة لكاهن يحمل تمثالًا تتحرك رأسه يمينًا ويسارًا حيث كان الكاهن يجيب عن السؤال بصيغة نعم أو لا ردًا على الأسئلة التي تحير الأشخاص. وأضاف أن الإسكندر الذي أطلق عبارته الشهيرة بعد خروجه من المعبد "لقد سمعت ما يحبه قلبي"، قد اصطحبه الكاهن لقدس الأقداس في حجرة مظلمة لافتًا إلى أن بعض المؤرخين يجزمون أن من ضمن الأسئلة التي كان يبحث الإسكندر المقدوني عن إجابة لها لدى الكهنة هو "من قتل والده"، ليأتي الرد إليه من كهنة آمون أن "آمون ذاته لا يموت ولا يقتل"، وهو ما كان يتمناه الإسكندر ويطلبه حيث كان يتمنى أن ينادى به كهنة المعبد بابن آمون أسوة بفراعنة المصريين العظام. في العصر الحديث وفي عصر محمد علي باشا قام رحالة سويسري بزيارة "سيوة" - كما يقول أمين - مشيرًا إلى أن عالم الآثار المصري أحمد فخري الذي توفي عام 1973م فهو من أوائل العلماء المصريين الذي قام بالتنقيب عن آثار "سيوة" حيث اكتشف الكثير من المقابر وألّف الكثير من المؤلفات عن واحة "سيوة" وطباع أهلها حيث تحولت كتاباته لأهم المراجع والمؤلفات الرائدة عن واحة "سيوة".