بحث مجلس الجامعة العربية خلال اجتماع دورته غير العادية اليوم على مستوى المندوبين الدائمين كيفية التصدى للتغلغل الإسرائيلى فى إفريقيا وذلك فى جلسة مغلقة ترأسها نزير العرباوى سفير الجزائر ومندوبها الدائم لدى الجامعة وبحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة. وفى بداية الجلسة أكد جمال الشوبكى سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أن التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا يمس بالأمن القومي العربي عبر التسلل إلى محيطه الحيوي، بل ومحاولة السيطرة عليه وهو ما برز فى الجولة التي قام بها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في شهر يوليو من العام الماضي في عدد من الدول المطلة على حوض النيل، وأيضًا القمة التي شارك فيها قبل أسبوع في غرب القارة الإفريقية،( قمة منظمة الإيكواس،) والأخطر من هذا وذاك، هو ما يُسمى بقمة إفريقيا إسرائيل، التي يسعى مع جمهورية توغو لتنظيمها في شهر أكتوبر المقبل، لافتا الى أن هذه القمة إن عقدت يمكن أن نصفها بغير الشرعية، لأنها تعقد باسم إفريقيا دون أن تحظى بغطاء شرعي أو توافق داخل الاتحاد الإفريقي. وأوضح الشوبكي، أن نجاح هذا التغلغل الإسرائيلي غير المتجانس مع القارة الإفريقية، يأتي حتمًا على حساب عدالة ومكانة القضية الفلسطينية في إفريقيا، مبينا أن قادة الاحتلال الإسرائيلى ينظرون إلى قارة إفريقيا ككتلة فيها عدد كبير من الأصوات التي ظلوا يطمعون بالحصول عليها معربا عن أسفه لنجاج إسرائيل بتعديل نمط تصويت عدد من الدول الإفريقية، فتحول من (نعم) لصالح قرارات القضية الفلسطينية إلى امتناع عن التصويت، وبعض الأصوات الإفريقية تحولت إلى أصوات معارضة، كما هو الحال مع توغو التي صوتت ضد قرارات فلسطين الأخيرة في مجلس حقوق الإنسان واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية. وقال الشوبكى: إننا نشهد في هذه الفترة محاولات إسرائيلية محمومة للقفز على هذه القيم العربية والروابط التاريخية، حيث تحاول إسرائيل تسويق نفسها كدولة طبيعية مقبولة في محيطها الجغرافي، وتقدم الحلول لمشاكل الجيران، بل تدّعي أنها المُنقذ والمُخلّص للدول في محيطها القريب والبعيد، وكأن إسرائيل تريد من العالم أن ينسى أنها تسببت بنكبة الشعب الفلسطيني، وأنها قوة احتلال عمره 50 عاماً ومازال مستمراً، وكأنها تريد من العالم أن يتعايش مع احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية ويقبله. وأضاف الشوبكى إن دولة فلسطين طلبت عقد هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة تنفيذاً لقرار رقم 674 الذي تبنته قمة عمان الدورة 28، التي عقدت في مارس الماضي، والذى يؤكد على إعلان فلسطين الصادر عن قمة ملابو العربية الإفريقية لعام 2016، ومتابعة تنفيذه، وتعزيز العمل العربي مع الاتحاد الإفريقي لدعم قضية فلسطين، والتصدي لأي محاولات إسرائيلية للالتفاف على مكانة القضية الفلسطينية في القارة الإفريقية، وحث الدول الإفريقية على عدم المشاركة بأي مؤتمرات إفريقية إسرائيلية. وتساءل : كيف لإسرائيل أن تقدم حلولاً لإفريقيا والشرق الأوسط، واحتلالها لفلسطين هو أكبر وأعقد المشاكل في العالم؟ كيف لدولة تُصر على الاستيطان والاستعمار، أن تكون صديقة وحليفة لدول عانت من الاستعمار طويلاً؟ كيف لدولة تطبق نظام فصل عنصري في فلسطين، أن تكون مُنقذة لشعوب عانت من الاضطهاد والتمييز العنصري؟ كيف لدولة تمارس الإرهاب بشكل يومي على الشعب الفلسطيني، بل وتصنع الإرهاب في محيطها، أن تكون حليفاً في الحرب على الإرهاب؟.