طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الرئيس السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي التخلي عن التحقيق مع مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين، هذا ما يعتزم كومي قوله في شهادته أمام الكونجرس غدًا الخميس. وقال ترامب لكومي، في روايته عن اجتماع عقد في البيت الابيض يوم 14 فبراير "آمل أن تتمكن من تحديد طريقك بوضوح وتتخلى عن هذا، وتترك فلين، إنه رجل جيد، آمل أن تتمكن من التخلي عن هذا الأمر". ووصف كومي التعامل بأنه "مقلق للغاية، نظرًا لدور مكتب التحقيقات الاتحادي كهيئة تحقيق مستقلة". ويبدو أن هذه الشهادة المكتوبة المعدة مسبقا تؤكد تقارير وسائل الاعلام حول تعاملات كومى مع ترامب التى ستكون فى قلب جلسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ يوم الخميس. كما تتناول الشهادة التى تم إعلان اليوم الاربعاء، بشكل مفصل التعاملات الأخرى بين الرئيس ورئيس مكتب التحقيقات الاتحادي، بما فى ذلك طلب ترامب "الولاء" من كومى. وسيطلع كومي اللجنة على خمسة تعاملات شخصية وعبر الهاتف مع ترامب، بدءًا من إحاطة قدمها للرئيس المنتخب في يناير في نيويورك. وقال كومى إنه احتفظ ببيانات مفصلة عن كل لقاءاته مع ترامب. وأقال ترامب كومى الشهر الماضى وأثيرت تساؤلات منذ ذلك الحين عما إذا كان قد ضغط على كومى بشأن التحقيق الحالي في التدخل الروسي في الانتخابات وهي مزاعم قد تصل إلى عرقلة سير العدالة. وقد نفى ترامب هذه المزاعم. وفى محادثات متعددة، أشار ترامب إلى التحقيق الحالي بشأن روسيا باعتباره "سحابة" فوق رئاسته، سائلاً كومى عما يمكن أن يقوم به مكتب التحقيقات الاتحادي "لكي تنقشع هذه السحابة". وتردد أن ترامب سعى مرارًا وتكرارًا لجعل مكتب التحقيقات الاتحادي يعلن أنه لم يكن شخصيًا قيد التحقيق. وقد طمأن كومي ترامب في ثلاث مناسبات أنه لم يكن شخصيًا قيد التحقيق. وجاء في الشهادة أن ترامب كان يأمل فى أن يقوم مكتب التحقيقات الاتحادي بنشر هذه الحقيقة، إلا أن المكتب ووزارة العدل لم يرغبا فى القيام بذلك، تحسبًا لتغير الوضع. ويروي كومي أنه تناول العشاء مع ترامب بعد أيام قليلة من تنصيبه، حيث بدا الرئيس وكأنه يلمح إلى أنه سيغير كومي، وهو ما اعتبره محاولة "لخلق نوع من العلاقة القائمة على الوصاية أو المحسوبية". وقال ترامب "أنا بحاجة إلى الولاء، أتوقع الولاء"، مما جعل كومي لا يشعر بالارتياح بسبب أهمية استقلالية مكتب التحقيقات الاتحادي . وبدلاً من ذلك قال كومى إنه سيحصل دائمًا على "الصدق". وكان كومى يشرف على التحقيق الاتحادي في القرصنة الروسية المزعومة لاهداف في الحزب الديمقراطى، وعمليات استخبارية أخرى متعلقة بالانتخابات، بما فى ذلك الصلات المحتملة بحملة الرئيس الانتخابية. وقد ندد ترامب بالتحقيق الواسع النطاق واعتبره "اضطهادًا" حتى وإن كان يلقي بظلال يتسع نطاقها على البيت الأبيض.