جاء الموقف العربي بقطع العلاقات مع قطر، ردًا على الدور التي كانت تلعبه "الدوحه" بالمنطقة العربية ودعمها للجماعات الجهادية والتنظيمات الشيعية بالإضافة إلى الدخول في تحالفات تتجاوز شكل التحالفات لرب الأسرة الخليجي المتمثل في السعودية، إلا أن دور جماعة الإخوان الذراع الأهم في السياسة القطرية كان لها التأثير الأكبر في حالة الغضب التي حظت بها الدوحة ولاسيما مع المجموعة الخليجية. يقول أحمد بان الباحث المختص في شئون الحركات الإسلامية، إنه من المؤكد أن جماعة الإخوان كان لها تأثير على قرار الدول الخليجية ومصر بقطع علاقاتهم مع الإمارة القطرية، وذلك لدور تنظيم الإخوان في دعم التيارات الجهادية ولاسيما بعد ثورة "30 يونيو"، في مصر. وأوضح بأنه خلال تصريح ل"بوابة الأهرام"، أن قرار الدول الخليجية بقطع علاقاتها بالجانب القطري تم نتيجة مباشرة للدور القطري في دعم جماعة الإخوان خلال حكمها في مصر والاتفاق مع الحليف الأمريكي الديمقراطي في لعب دور أكبر وأوسع في المنطقة على حساب الدور السعودي، مشددًا على أن قرار الدول الخليجية بقطع العلاقات جزاءً وفاقًا لسياسات قطر الخارجية. ولفت بان، إلى أن قرار الدول الخليجية بقطع العلاقات مع الإمارة القطرية بالإضافة إلى مصر يختلف عن قرار الدول الخليجية الثلاث السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من قطر قبل 15 شهرًا، موضحًا أن قرار سحب السفراء في ذلك الحين كان بمثابة إنذار وتهديد أم قرار المجموعة العربية بقطع العلاقات مع قطر يمثل توجه عقابي لقطر. وتوقع الباحث المختص في شئون تيارات الإسلام السياسي، أن تدخل قطر في تحالفات إقليمية جديدة لتعوض الخسارة التي تعرضت لها بقطع المجموعة العربية علاقاتها بالدوحة، وذلك بالتحالف مع إيرانوتركيا، مشددًا على أن تحالفات مثل هذه لن تعوض قطر عن خسارة المجموعة العربية. وأضاف: "كما أن الجانب التركي هو الذي سيقوم بمحاولة تحسين علاقات الدوحة بالمجموعة العربية ولاسيما الخليجي"، مستبعدًا نجاح أنقرة في تسوية الأزمة الخليجية مع الدوحة وذلك لكون قطر انتقلت من لعب دور الشريك المخ المخالف لدور الشريك المخرب. حالة الغضب الموجهة ضد الدوحة لم تقتصر على المجموعة العربية وإنما هي حالة دولية وما أدل عليها من شروع بعض المؤسسات الأمريكية في مراجعة صورة العلاقات الأمريكيةالقطرية والتلويح بنقل القاعدة العسكرية الأمريكية من الدوحة وفي هذا السياق قال سامح عيد الكاتب والباحث المختص في شئون تيارات الإسلام السياسي، إذ لم يتم رفع الغطاء الدولي عن قطر بشكل كامل فإن قرار المجموعة العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية سيصبح مجرد قرار إعلامي ذو تأثير محدود. وأوضح عيد خلال تصريح ل"بوابة الأهرام"، أن الولاياتالمتحدة لم ترفع الغطاء السياسي عن الجانب القطري بشكل كامل، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي وافق على قرار المجموعة العربية بقطع العلاقات مع قطر وذلك لأن الجانب الأمريكي على قناعة بأن الدوحة سيسهل مساومتها بعد تلك الخطوة العربية. وتوقع عيد: "أنه إذا أقدمت قطر على الدخول في صفقات سلاح ب100 مليار أو 200 مليار مع الولاياتالمتحدة، فإن أمريكا سوف تقوم بإعادة المظلة السياسية لقطر وربما يتم السماح لقطر بلعب دور في تنسيق العلاقات الأمريكية الإخوانية وتوظيف الإخوان لحساب الإدارة الأمريكية. ونوه عيد إلى أن قطر هي الدولة الوحيدة التي لا يوجد على أراضيها تنظيم إخواني في الوقت الذي احتضنت قطر التنظيمات الإخوانية وجعلت الجزيرة بوقا إعلاميا لهذا التنظيم. وأشار الباحث المختص في شئون تيارات الإسلام السياسي، إلى أن الجانب الأوروبي مستفيد من الوجود القطري، مشددًا على أن جماعة الإخوان جماعة وظيفية يسهل توظيفها، ولذلك فإن قطر سوف تستغل هذه الجماعة وتقوم بتوظيفها لحساب المناورة السياسية للحد من تأثير المجموعة العربية بقطع العلاقات معها. واختتم عيد تصريحاته بالقول: "كما أن الأزمة سوف تتجاوز ما هي عليه الآن وذلك لحين انتظار تحركات القطعة الرئيسة على لوحة الشطرنج المتمثلة في الإدارة الأمريكية. ويؤكد ماهر فرغلي الكاتب والباحث المختص في شئون تيارات الإسلام السياسي، أن قطر لن تندم على علاقاتها بالإخوان ودورها في دفع الدول العربية بقطع علاقاتها مع الدوحة، مشيرًا إلى أن قطر استغلت الإخوان كما أن الإخوان استغلوا قطر. وأوضح فرغلي خلال تصريح خاص ل"بوابة الأهرام"، أن الإخوان لعبوا دورًا مهمًا في تنفيذ السياسة الخارجية القطرية بتقسيم الدول العربية وجعل الدول العربية أضعف بحيث تكون قطر القوى السياسية العربية الأكبر والأكثر تأثيرا من الشرق الأوسط. ونوه فرغلي إلى أن قطر سوف يكون أمامها خيارين، الأول: هو التحرك إلى الأمام والانصياع إلى الإرادة العربية وطرد الإخوان والتوقف عن دعم الجماعات الشيعية، والثاني: التحرك إلى الأمام وتطوير علاقاتها مع إيران وتمثيل تهديد أكبر في المنطقة لحساب محور إيران على حساب الدول العربية ولاسيما الخليجية منها، مشيرًا إلى أنه على قناعة بأن قطر سوف تأخذ خطوة إلى الخلف والتراجع. واختتم فرغلي تصريحاته بالقول: "كما أنه من المستبعد أن يحدث أي تدخل دولي أو إقليمي لحساب قطر ولاسيما أن الإدارة الأمريكية تبحث عن دور لها في قيادة العالم لمكافحة الإرهاب وذلك لن يتأتى في الشرق الأوسط إلا بردع قطر بالإضافة إلى أن الحليف الإقليم القادر على التأثير والمتمثل في تركيا غير قادر على التدخل لانشغاله بأزماته الداخلية وخلافاته الإقليمية.