لا يزال الصبي زاهي حواس (28 مايو 1947) يذكر طفولته في قرية "العبيدية" بين المنصورة ودمياط، وزياراته مع الصبية إلى كُتّاب الشيخ يونس لحفظ القرآن، والتجمع بعد الإفطار حول عم الدسوقي ليروي لهم قصص عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن، وكانت قصص سيف بن ذي يزن من أحب القصص الشعبي إلى نفسه، ومن العوامل التي جعلته يحب التاريخ وأخبار السابقين، وبالتالي حدد رمضان مستقبله وشكل حياته كلها. رمضان في الصغر، وفي قرية "العبيدية" تلك القرية الصغيرة، التي كانت تضم حوالي 500 فلاح، كأنهم أسرة واحدة، كانت القراءة وجبة دسمة للطفل زاهي حواس، قرأ من خلال مكتبة المدرسة كل روايات إحسان عبدالقدوس ومحمد فريد أبو حديد، ويوسف السباعي، وطه حسين، وعبدالرحمن الشرقاوي، كذلك كان يقرأ الروايات المترجمة بالاستعارة من جيرانه الفلاحين، ويختزن من مصروفه "3 صاغ" لشراء أعمال شرلوك هولمز وآرسين لوبين. ومن أجمل ذكريات القرية الطواف مع والده لزيارة المضايف في منازل الأصدقاء والأقرباء لسماع أحاديث في السياسة والاقتصاد من فلاحي القرية، والطواف أيضًا خلف المسحراتي بفانوس رمضان. مرحلة أخرى من حياة زاهي حواس، وهي رمضان في القاهرة، فقد كان يذهب يوميًا إلى حي سيدنا الحسين للإفطار مع الأصدقاء بالمطاعم الشعبية ويصلي فروض الصلاة جماعة بجامع سيدنا الحسين ويجلس على مقهى الفيشاوي وبعد الإفطار يشاهد المسرحيات والمهرجانات الشعبية بالقاهرة القديمة، والفعاليات التي تنظمها الثقافة الجماهيرية. قبل مرحلة القاهرة، سافر "حواس" منحة إلى أمريكا، ومكث 7 سنوات، قضى فيها رمضان بصحبة أصدقائه العرب، فكان رمضان عربيا بامتياز، له طعم مختلف تمامًا عن رمضان القاهرة والقرية الصغيرة، فكان شهر رمضان عنده قراءة في الصغر، وكتابة في الكبر.