شهد الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر ظاهرة تعامد الشمس في معبد الكرنك وهى ظاهرة فرعونية مرتبطة بموسم الإنبات أو احتفالات بداية الشتاء عند المصري القديم والتي تتصل بموت وبعث الآلة أوزوريس. وقال محافظ الأقصر إن هذه الظاهرة الفلكية من الممكن استغلالها إعلاميا للترويج لنوع جديد من السياحة من المهتمين بالفلك وفتح أسواق سياحية جديدة في دول مثل آسيا وأوروبا الغربية والذين لهم طقوس خاصة في الاحتفال بدخول موسم الشتاء. وأكد سعد على الاهتمام برصد هذه الظاهرة وتوثيقها لاستخدمها لجذب السياح في ضوء التدهور الشديد لحركة التدفق السياحي في هذه الفترة والهدف أن تكون إضافة لعملية تنشيط السياحة. يقول أحمد عبد القادر أحد الأثريين المهتمين بالظاهرة إنها تحدث مرتين في العام الأولى في 21 يونيه وهو موسم الفيضان عند المصري القديم أو فصل الصيف كما هو معروف حاليا والذي يمثل عندهم موسم الخصوبة و الزواج ، والمرة الأخرى هي موسم الفيضان أو فصل الشتاء في يوم 20 ديسمبر عن الفراعنة و21 ديسمبر في التقويم الميلادي الحديث أو 22 ديسمبر بسبب دوران الأرض حول الشمس كل 4 سنوات ودورة حول نفسها كل 26 ألف سنة . أما منصور بريك مدير آثار الأقصر فيقول أنه حتى الآن لم يتم إثبات أن تلك الظاهرة تحدث بسبب عيد الملكة حتشبسوت ولكن الدراسة التي قام بها معهد الدراسات الفلكية بإسبانيا عام 2005 وبعد أن تمت الاستعانة بوسائل تكنولوجية حديثة تأكدت الظاهرة والتي استخدمتها الملكة حتشبسوت لتدعيم شرعيتها في حكم مصر وأقامت لها بالكرنك معبداً يعتبر الأول من نوعه حيث تم بناء بوابة وتوجيهها ناحية الشرق وأقامت مسلتين بالكرنك لكي يعبر من بينهما الآلة أمون رع – ضوء الشمس- والدها الشرعي لتكتمل مسيرته من الشرق للأفق الغربي ليحيها في معبدها بالدير البحري غرب نيل مدينة الأقصر ، بالطابق الثالث هناك حيث يوجد 24 تمثالاً للملكة حتشبسوت في الوضع الأوزيرى لتسقط بعدها أشعة الشمس في قدس الأقداس. وعن رحلة تعامد الشمس في قدس أقداس معبد الكرنك فإن رحلتها بدأت في الساعة 6 و32 دقيقة ودخل شعاع الشمس البرتقالي اللون من البوابة الشرقية وأسقطت أشعتها على القبر الرمزي لأوزوريس الذي يقع إلى الشمال من البوابة ثم أسقطت أشعتها مرة أخرى خلال تلك الرحلة على تمثالي أمون وموت الجالسين خلف معبد تحتمس الثالث المعروف أثرياً باسم"الآخ مينو" حيث يتجه التمثالين ناحية الشرق وهم يرجعان لفترة حكم الملكة حتشبسوت باعتبارها ابنة أمون الشرعية ثم يسقط الشعاع على قدس الأقداس الرئيسي في الكرنك وتتعامد على ألقاب أمون المحفورة على المسلة التي شيدتها الملكة حتشبسوت وليس على كل المسلة في مشهد فلكي رائع ، حيث كانت قديماً مسلتان يعبر من خلالهما أمون رع ليكمل رحلته للأفق الغربي معلناً نهاية أقصر يوم في السنة وبدء فصل الشتاء. وأكد بريك أن هذه الظاهرة الفلكية تؤكد على مدى دقة وروعة العمارة المصرية القديمة وربطها بتعامد الشمس على قدس الأقداس عند الفراعنة ، حيث عجز عن فك رموز تلك الظاهرة العديد من العلماء منذ فترة طويلة من الزمن بدأت في عام 1960 بعد أول ملاحظة ورصد تاريخي لها ، حيث كتب العالم الفرنسي بارجية والذي كان يعمل في معابد الكرنك عن التوجيه المتعمد للشمس في تلك الفترة من السنة ، حيث قال في إحدى كتابته بالرغم من أن فتحة المعبد من ناحية الغرب ونهر النيل إلا أن المعبد يتصل بالشرق وخاصة شروق الشمس ، وجاء عالم أخر يدعى هوكنز وقام بالعديد من الدراسات لتلك الظاهرة وكتب عن التوجيه الشمسي لمعبد الأسرة 9، والمقصود به هنا معبد الكرنك الذي شيده رمسيس الثاني ، حيث وجدت نصوصاً بالكتابة الهيروغليفية تقول إنه في يوم 20 ديسمبر – فصل الإنبات عند الفراعنة وموسم دخول الشتاء فلكياً، يحتفل المصريون القدماء بإبحار واجيت وهو احتفال ديني طبقاً لنص نقش على جدران معبد موت الذي يقع خلف الصرح العاشر لمعبد الكرنك.