شهدت محافظة الشرقية فى أول أيام المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب للعام 2011، إقبالًا كبيرًا وغير مسبوق من الناخبين البالغ عددهم نحو 3.5 مليون ناخب، وسط تأمين قوى من عناصر الجيش للعملية الانتخابية التى جرت فى أجواء هادئة، حتى ظهر اليوم الأربعاء. وسجل ريف المحافظة الذى يمثل نحو 87.8% من عدد السكان (6 ملايين و884 ألف نسمة)، نسبة تصويت مرتفعة، قياسا بالحضر، وسط توقعات بأن يزيد إجمالى هذه النسبة عن 50%، وساهمت المخاوف من تطبيق غرامة ال 500 جنيه، على المقاطعين للتصويت، فى ارتفاع قياسى فى نسبة إقبال النساء وكبار السن. وشاهد مراسل "بوابة الأهرام" ازدحامًا غير مسبوق أمام العديد من اللجان الانتخابية بمدينتى الزقازيق (عاصمة المحافظة)، وهو المشهد الذى تكرر فى باقى مدن المحافظة ال 15، وفقًا لما رصدته غرف عمليات الأحزاب والتحالفات الانتخابية. وتتنافس 39 قائمة تمثل نحو 24 حزبًا سياسيًا على 20 مقعدًا فى دائرتى شمال وجنوب الشرقية – قوائم، و247 مرشحًا فى دوائر الفردى الخمس بالمحافظة على 10 مقاعد. ورصد مراسل "بوابة الأهرام" عشرات الانتهاكات الانتخابية، أمام عدد من اللجان بمدينة الزقازيق، أبرزها مخالفة الصمت الانتخابى بتعليق لافتات للدعاية، وتوجيه منظم للناخبين أمام اللجان من قبل حزبى "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، و"النور" السلفى، وبشكل غير منظم من قبل تحالف "الكتلة المصرية" الذى يضم أحزاب "المصريين الأحرار" و"المصرى الديمقراطى الاجتماعى" و"التجمع"، وعدد من المرشحين المستقلين بينهم مرشحين أعلنت الكتلة عن مساندتهم. وقال شهود عيان ل "بوابة الأهرام"، "إنهم شاهدوا تواجد منظم، لأنصار حزب "الحرية والعدالة" داخل ساحات عدد كبير من اللجان الانتخابية". ورصد مراقبو حملة "شارك وراقب"، مسيرة لحزب "الحرية والعدالة" تجوب شوارع بلبيس لحث المواطنين للإدلاء بأصواتهم مرددين شعارات دينية تزكى مرشحى الحزب. وسجلت الساعات الأولى، تأخر فتح لجان المدرسة الإعدادية بقرية المسلمية وبني عامر التابعين لمركز الزقازيق (الدائرة الأولى)، ولجنتى رقم 114 و115 بمدرسة الجهاد بقرية ميت حمل فى بلبيس (الدائرة الثانية) لتغيب القاضى، ولجان فى قرية صبيح والمهدية بمركز ههيا (الدائرة الثالثة) لعدم وجود خطاب رسمى بأسماء موظفى الإدارة التعليمية. واتهم حزب "الحرية والعدالة" بالشرقية، أنصار حزب "الوفد" في الدائرة الثالثة (أبو كبير) بتمزيق لافتات الحرية والعدالة، وقيام سيدات من أنصار حزب "النور"، بالمررو علي الناخبين في الصفوف أمام اللجان وعمل دعاية انتخابية، وقيام أنصار "النور" بتوزيع دعاية مخالفة أمام اللجان بقرية العدوة مسقط رأس الدكتور محمد مرسى رئيس حزب "الحرية والعدالة"، وقيام أنصار اللواء على الدين النجار (مرشح الكتلة المصرية) بتوزيع منشورات تحمل إساءة للإخوان أمام معظم مقرات اللجان بقرية إكياد للتأثير على أراء الناخبين. ورصد "الحرية والعدالة" بالشرقية، توجيها للناخبين من داخل اللجان فى "سماكين الشرقى" بالحسينية للتصويت لمرشح حزب الوسط السيد البحراوى ومرشح الفلول محمد أحمد عمرمن خلال القضاة، متهما القاضى في قرية "العدوة" بالتعنت الواضح مع مندوبي الحزب، ومنعهم من التصويت، ومنعهم من مراجعة أعداد الاستمارات ومراجعه الأختام. وحرر المواطن طاهر النبراوى وكيل المرشح حسن أبو الناس، محضرا رقم 2910 لسنة 2011 إداري قسم شرطة فاقوس، بوجود بطاقات اقتراع ملقاة بالشارع أمام إحدى اللجان الانتخابية، وفقا لتقرير صادر عن حزب "الحرية والعدالة" بالمحافظة. وتحتدم المنافسة على القوائم فى دائرتى المحافظة بين 3 أحزاب وتحالفات هى حزبا "الحرية والعدالة" وتحالف "الكتلة المصرية" وحزب "الوفد" على الترتيب، فيما يتنافس تحالف "الثورة المصرية" وحزب "النور" السلفى على المركز الرابع. وتشير التوقعات إلى حصول "الحرية والعدالة" على نصيب الأسد من مقاعد المحافظة التى توصف بأنها أحد معاقل جماعة الإخوان المسلمون، بنسبة تصل إلى 45%، فيما يتنافس "الوفد" و"الكتلة" على المركز الثانى بنسبة تزيد عن 20% لأى منهما، فى حين سيتقاسم "الثورة مستمرة" و"النور" النسبة الباقية من المقاعد. وكانت جماعة الإخوان المسلمون، حصلت على 3 مقاعد عن المحافظة فى انتخابات العام 2005، ولم تفز بأى مقعد على مستوى الجمهورية فى انتخابات 2010 التى كانت نتائجها أحد الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير. وفى الدائرة الثانية - قوائم (شمال الشرقية)، تكاد المواجهة تنحصر بين قائمة حزب "الوفد" التى يقودها النائبان السابقان فى برلمان 2010 رجل الأعمال طلعت السويدى ومصطفى الحوت عمدة الصالحية، وبين قائمة حزب "الحرية والعدالة التى يرأسها القيادى بالحزب الدكتور فريد إسماعيل، وقائمة "الكتلة المصرية" التى يتوقع لها أن تحل فى الترتيب الثالث. ويتركز نفوذ "الحرية والعدالة" بهذه الدائرة، فى مركزى فاقوس وأبو حماد (565 ألف ناخب)، وبشكل أقل فى مراكز أبو كبير والحسينية وههيا (550 ألف ناخب)، من إجمالى ما يزيد عن مليون و700 ألف ناخب بهذه الدائرة، فيما يتركز نفوذ "الوفد" فى ديرب نجم (235 ألف صوت) وههيا (137 ألف صوت)، والصالحية وفاقوس (أكثر من 359 ألف صوت). وتشهد الدائرة الأولى قوائم (شمال الشرقية)، مواجهة بين حزبى "الحرية والعدالة" و"الكتلة المصرية" التى يحل الدكتور محمد نور فرحات القيادى بالحزب "المصرى الديموقراطى الاجتماعى" أستاذ القانون بجامعة الزقازيق على رأس قائمتها، وقائمة "الوفد" بقيادة اللواء هانى درى أباظة، و"الثورة مستمرة" التى يقودها ياسر الرفاعى الناشط الفاعل فى حركة "شباب من أجل الحرية والعدالة" (عضو ائتلاف شباب الثورة) ، و"النور". ويتمركز نفوذ "الحرية والعدالة" بهذه الدائرة، فى منيا القمح (362 ألف ناخب) والزقازيق (642 ألف ناخب) وبشكل أقل فى بلبيس (353 ألف ناخب)، فيما يتركز نفوذ "الوفد" فى منيا القمح وبلبيس وبدرجة أقل فى الزقازيق، فى حين يعتمد تحالف "الكتلة المصرية" و"الثورة مستمرة" على أصوات الطبقة الوسطى فى مدن المحافظة وخاصة فى العاصمة. ويتوقع أن يحل "الحرية والعدالة" فى المركز الأول فى قائمة الفائزين بهذه الدائرة، يليه على الترتيب تحالف "الكتلة المصرية"، وحزب "الوفد"، وتحالف "الثورة المصرية" وحزب "النور". ويسجل "الحرية والعدالة" مركزًا متقدمًا من حيث القدرة التنظيمية على الأرض، تلاه حزبا "النور" و"الوفد" الذى عمل مرشحوه المحترفون خاصة فى شمال الشرقية (طلعت السويدى ومصطفى الحوت) تجنب الأخطاء التى وقع فيها الحزب فى المرحلة الأولى، فى مسعى لتعويض خسائره.