حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الأربعاء، من مغبة تفاقم التوترات الطائفية فى سوريا بما ينذر بتكرار سيناريو العراق 2006. وأوضحت الصحيفة فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت أنه سواء كان الملف الطائفى أحد كروت اللعبة التى يراهن عليها نظام الرئيس السورى بشار الأسد كى يضمن بقاءه على قيد الحياة أو أنه ملف أضحى يطرح نفسه بقوة فى ظل ما تشهد البلاد من أوضاع غير مستقرة، تبقى المحصلة واحدة فى نهاية الأمر وهى أن سوريا باتت على أعتاب حرب طائفية. وأردفت الصحيفة تقول إن الصراع فى مدينة حمص السورية، الذى كان فى بادئ الأمر على شاكلة احتكاكات بين متظاهرين يناضلون من أجل حقوقهم المدنية وقوات موالية للرئيس بشار الأسد، قد تحول إلى صورة أكثر "قبحا" لينحدر إلى صراع بين أعضاء من الطائفة العلوية الشيعية التى تنحدر منها عائلة الأسد ومنشقين من الجيش السورى ينتمون إلى الجماعة السنية ويلقى كل من طرفى الصراع باللائمة على الآخر بشأن أعداد الضحايا والجثث التى ملأت شوارع المدينة. واعتبرت الصحيفة أن المخاطر التى تحدق بمصير البلاد لم تعد تقتصر على ما يحدث فى الداخل، مشيرة إلى أن الصراع فى سوريا آخذ فى التدويل يوم بعد يوم، فمن جانبها جددت كل من موسكو وبكين رفضهما التام باحالة الملف السورى إلى المحكمة الجنائية الدولية بل وذهبت موسكو إلى ما هو أبعد من ذلك بتزويد دمشق بصواريخ كروز واعلانها نشر حاملة طائرات تحمل صورايخ كروز وسفينيتى دعم لمنع اى حصار يفرض على دمشق. ولفتت الصحيفة البريطانية غلى ما وصفته بوادر "ارتجاجات اقليمية" باتت تلوح فى الأفق حين تعهد برهان غليون رئيس المجلس الوطنى السورى بقطع العلاقات مع كل من طهران وجماعة حزب الله وحركة حماس حال تمكن الثور فى بلاده من الوصول الى السلطة حيث سلطت الجادريان الضوء على هذا التصريح ورأت أنه يبعث برسالة إلى واشنطن بفرض منطقة حظر جوى على سوريا على غرار ما حدث فى ليبيا إبان الثورة الليبة التى أطاحت بالعقيد الليبى السابق معمر القذافى.