تشهد الأسواق التجارية بمحافظات مصر حركة نشطة وموسمًا مزدهرًا خلال الاحتفال بالأعياد. ويزداد النشاط والرواج فى عيد الأضحى لما يشهده من إقبال كبير من المشترين على شراء اللحوم بجانب الملابس ولعب الأطفال. لكن الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه تسببت في حدوث تباطؤ كبير فى حركة البيع والشراء، لاسيما الاحتياجات والمتطلبات الضرورية من ملابس ولحوم وخلافه ولكن تظل لعب الأطفال هي الأكثر رواجا في العيد. تجار الملابس من أكثر الفئات التى تضررت من غلاء الأسعار، في ظل تراجع الإقبال على شراء الملابس، بخلاف الأعياد السابقة. ويقول عماد محمد ربيع - بائع ملابس – إن السبب فى هذا التدنى هو ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن بسبب ارتفاع الأسعار بشكل غير طبيعى وضعف رواتب الكثيرين وعدم زيادة الرواتب بشكل ملائم ومنسجم مع الزيادة في أسعار السلع. ويؤكد عماد أن العام الحالى أضعف من سابقه فى مستوى العمل، متهمًا أصحاب الشركات والمصانع برفع أسعار الملابس الجاهزة مما يلزمه برفع السعر على المستهلك. ويضيف أنه حتى بواقى السنة الماضي ارتفع سعر القطعة منها 15 أو 20 جنيها وليس ذلك فى المحلى فقط بل والمستورد أيضا. أما شيماء محمد إحدى زبائن المحل فتقول: إن أسعار الملابس مرتفعة جدًا خاصهً ملابس الأطفال وأنها لم تشترى ملابس العيد إلا لابنتها الصغيرة فقط لأنها مريضة وتحاول إسعادها. وترى شيماء أنه لا ينبغى لأحد شراء ملابس للعيد ويكفى شراء اللحمة إذا استطعنا شراءها. وما يعانى منه تجار الملابس يعاني منه بل وأكثر الجزارون، حيث يقول الحاج محمد السيد - جزار-: إن عيد الأضحى هذا العام لا يمثل لنا موسما، فنحن نعتبر هذه الأيام أياما عادية مثل باقى أيام السنة. ويضيف الحاج محمد: فى السنوات السابقة كنا نقوم بتعليق اللحمة أمام المحلات لجذب الزبون قبل العيد ب 20 يومًا، ولكن الوضع أصبح مختلفا تماما هذا العام، فالركود شديد فى الأسواق المصرية لارتفاع الأسعار، حيث تجاوز ارتفاع أسعار اللحوم نسبة 40 % مقارنة بالعام الماضى. ويؤكد الحاج محمد أن اللحمة الضانى والماعز كانت أكثر الأنواع التى عليها إقبال شديد وعلى الرغم من ارتفاع سعرها فما زال عليها إقبال هذا العام، ولكن لشراء كيلو أو اثنين على الأكثر، فقد تجاوز سعر الكيلو 65 جنيها. ويرى الحاج محمد أن المتهم الحقيقى فى هذا الغلاء هم تجار المواشى فهم من يقومون برفع هذه الأسعار. ويلخص محمد أحمد - موظف - موضوع ارتفاع أسعار اللحوم بعبارة واحدة وهي أن "اللحوم فى عدد كبير من محلات الجزارة أصبحت للعرض فقط". وفي مشهد آخر يرتبط بالعيد بشكل كبير وهو بيع لعب الأطفال حيث يؤكد بائعو لعب الأطفال أن فترة العيد بالنسبة لهم فتره انتعاش، حيث لا تكتمل فرحة العيد عند الأطفال إلا بشراء اللعب من عربات ومسدسات ودمى. ويقول عمر محمد - بائع فى محل الغزاوى للعب الأطفال فى الزقازيق - إن الإقبال على شراء لعب الأطفال فى العيد كبير، وأنه مع كثرة العروض المتميزه الأطفال يبدون فى حيرة، وبعض الأطفال يفضل اللعب التقليدية مثل الدراجات للأولاد والدمى للبنات، ويفضل البعض الآخر الألعاب الحديثة مثل الشخصيات الكرتونية والألعاب الرياضية. ويضيف عمر أن هناك ألعابا جديدة تم تصميمها هذا العام مثل لعبة "فكر مع أبو حفيظة" وهي من ألعاب الذكاء، وعليها إقبال شديد لأنها تنمي ذكاء الأطفال وقدرتهم علي التفكير. أما بالنسبه للدمى يؤكد عمر أن العروستين "فلة" و"باربي" أصبحتا موضة قديمة وهناك الآن عروسة تقود عربة تسير بالريموت. وينفي عمر بيعه للألعاب النارية ومسدسات الخرز لأنها تسبب ضررا بالغا للأطفال، ولكنه يبيع بدلًا منها مسدسات الصوت لأن الأولاد يعتبرون المسدسات شيئا أساسيا في العيد. ولم يقتصر هذا الانتعاش على محلات بيع لعب الأطفال، بل تنشط أيضًا محلات بيع الشكولاتة و"الملبس" وأنواع المكسرات التي يتم تقديمها في العيد حسب ما أكد محمد منصور صاحب محل لبيع أصناف الضيافة – ويقول محمد: إن الطلب على شراء أصناف الضيافة يرتفع قبل العيد مباشرة، حيث إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن تقديم الشيكولاتة و"الملبس" في مثل هذه المناسبات، ولكن الإقبال في عيد الفطر يكون أكثر من عيد الأضحي. ويستبعد محمد أن يكون لارتفاع الأسعار تأثير ملحوظ على حركه البيع والشراء هذا العام. ويؤكد أيضًا أن أسعار الحلوى ثابتة لا تتغير، فكيلو الشكولاتة بالبندق سعره 35 جنيها، وكيلو "الملبس" العادي 15 جنيهًا، و"الملبس" باللوز 35 جنيهًا. ويختلف محمد منصور تمامًا في الرأي، على الرغم من أنهما أصحاب مهنة واحدة، ويقول إن عدد الزبائن معدود على الأصابع. بينما يؤكد سامح محمد – زبون - استعداده لشراء الشكولاتة والملبس مهما كان الثمن، لأنه لا يتخيل العيد دون هذه الأصناف التي اعتاد عليها منذ الصغر والتي تعبر عن فرحة العيد. أما أبو أحمد - سائق تاكسي – يري أنه لا بد وأن يتأقلم مع الظروف الاقتصادية ولا بد وأن يستمتع بالعيد ويشعر هو وأبناؤه بالفرحة ولو بأقل التكاليف، فمثلما توجد محلات ملابس جاهزة يوجد أيضًا بائعو الملابس على الأرصفة وبأسعار مناسبة، وليست رديئة للدرجة. وقال "إذا لم أستطع شراء ألعاب فاخرة لأطفالي أصنع لهم أنا وزوجتي ألعابًا من الخشب أو عرايس من القماش ويفرحون بها أيضًا". يضيف أبو أحمد أنه لا يعمل خلال أيام العيد بسبب الزحمة الشديدة التي تؤدي إلى حدوث عطلة، كما إن التاكسي قد يتعرض إلى حوادث كثيرة، لذلك يرى أنه من الأفضل قضاء العيد بين أفراد العائلة، كما أنها فرصة طيبة للبعد عن التوتر والقلق والهروب من مشاكل العمل والحياة.