أثارت مذكرات الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش انتقادات مسئولين حكوميين بارزين في حكومة المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، حول ما قاله الرئيس الأمريكي عن شرودر وموقفه من حرب أمريكا على العراق في هذه المذكرات، واعتبر إوفه كارستن المتحدث السابق باسم شرودر أن بوش كان منخفض الذكاء. كان بوش قال في مذكراته إن شرودر وعد بتقديم الدعم إلى أمريكا في حربها ضد العراق وذلك خلال الجلسة التشاورية التي عقدت بينهما نهاية يناير 2002 في البيت الأبيض. وفي مقابلة مع صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الصادرة غدا الخميس قال فولفجانج إيشنجر السفير الألماني السابق لدى واشنطن: "لا يمكن لأحد أن يفهم سير المحادثات بين الجانبين على أنها كانت شيكا على بياض من ألمانيا لصالح العمل العسكري ضد العراق". وخلال حديثه مع قناة "إن 24" الإخبارية، شكك إوفه كارستن هايه المتحدث السابق باسم شرودر في سعة أفق الرئيس بوش قائلا "لاحظنا أن مستوى ذكاء الرئيس السابق لأهم دولة في العالم منخفض إلى حد بعيد، لذا كان من الصعب التفاهم معه". وأضاف هايه في حديثه عن بوش أنه "لم يكن لديه أي فكرة عما يحدث في العالم، فقد كان مصرا على البقاء كشخص من تكساس، وأعتقد أنه كان يعرف كل رأس من الماشية طويلة القرون في تكساس". من جانبه اتهم ديتر كاستروب الرئيس السابق لقسم السياسة الخارجية في دار المستشارية في حكومة شرودر الرئيس الأمريكي "بعدم قول الحقيقة" قائلا إن شرودر تكلم بطريقة لا يمكن لبوش أن يفهمها على أنها تعهد بدعم ألمانيا للولايات المتحدة في حال شن حرب على العراق. كان إيشنجر وكاستروب ضمن حضور الجلسة التشاورية التي عقدها بوش مع شرودر في واشنطن. وقال بوش في مذكراته إن شرودر في تلك الجلسة التشاورية أكد له "إذا كنت عازما على تنفيذ ذلك سريعا وبشكل حاسم فأنا معك". كان بوش كتب في مذكراته "نقاط القرار" التي صدرت أمس الثلاثاء أنه شعر بالغضب والصدمة عندما قارنته وزيرة العدل الألمانية آنذاك هيرتا دويبلر جميلين في عام 2002 بأدولف هتلر، وقال بوش: "كان من الصعب تصور مثل هذه الإهانة، التي قارن فيها مسئول ألماني بيني وبين هتلر".