أعلنت مشيخة الطرق الصوفية بقنا اليوم السبت، أن اليوم السبت موعد آخر رحلة لمتصوفة قنا المتجهين إلى صحراء "حميثرة" بصحراء "عيذاب" جنوب شرق أسوان بنحو 200 كم، والتي تبعد 150 كم عن مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الحمر للاحتفال بمولد سيدي أبوالحسن الشاذلي. وقال محمد الصغير عتمان وكيل المشيخة: إن اتجاه آلاف المتصوفة بقنا إلى صحراء حميثرة ليس بقصد الحج الأصغر كما يتهمنا الآخرون، مشيرا إلى أن الاحتفال في هذا التوقيت من أجل القطب الصوفي أبوالحسن الشاذلي الذي كان متوجها للحج في العام 656 هجرية عبر طريق الحجاج القديم عبر صحراء "عيذاب" بين محافظة قنا والبحر الأحمر وعند جبل "حميثرة"، مشيراً إلى أن القطب الصوفي مرض فجمع مرافقيه ومنهم تلميذه سيدي أبو العباس المرسى القطب السكندري، وترك لهم وصيته وتوفى صباح اليوم السادس من شوال، وهى ذكرى التي يحيها الملايين من عشاقه ومحبيه بالسفر إلى صحراء البحر الأحمر في رحلة شاقة سنويا مصطحبين أضحيتهم من الخرفان والماعز، وأضاف عتمان أن الصوفية لن يسمحوا أبدا برفع شعارات سياسية أو شعارات انتخابية في مولده. وقال أحمد متولي باحث في التراث الصوفي ل"بوابة الأهرام": إن التصوف ليس معنيا بالرونق الظاهرية، مشيرا أن المدرسة الشاذلية هي الوحيدة التي قامت بتدوين علم التصوف بعد دخولها في معارك سياسية مع الحكام المستبدين. وأضاف متولي أن أهمية مدرسة الشاذلي الصوفية التي تضم أكثر من مائة طريق في المغرب واليمن والسودان ومصر لا ترجع إلى طريقته فحسب، ولا إلى خطها ولا إلى الأوراد والأحزاب التي ألفها أنما ترجع لعدم سطحيتها فهي لا تدعو إلى التواكل والتكاسل والعزلة، وإنما تدعو إلى العمل والسعي وإعطاء المثل حيث كان الشاذلي نفسه يعمل بالزراعة ويجعل الجهل من الكبائر. الجدير أن سيدي أبوالحسن الشاذلي ولد أواخر القرن السادس الهجري 593ه/1196م في إقليم غماره بالقرب من مدينة سبته بالمغرب، ورحل إلى تونس ومنها مصر، حيث حارب وهو كفيف البصر المغول وحمل السلاح ضدهم.