قال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني اليوم الأحد إن الفلسطينيين يتوقعون الحصول على العضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مما يدعم محاولتهم للحصول على اعتراف الأممالمتحدة بهم كدولة. واليونسكو هي أول منظمات الأممالمتحدة التي سعى الفلسطينيون للحصول على عضويتها الكاملة بعد أن تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 23 سبتمبر بطلب للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. وتعارض إسرائيل والولاياتالمتحدة ذلك كما تعارضان محاولة الفلسطينيين للحصول على عضوية اليونسكو. لكن هذه المعارضة لن تكون مؤثرة إذا حصل الفلسطينيون على تأييد ثلثي الدول الأعضاء في اليونسكو التي تضم 193 دولة في المؤتمر العام للمنظمة الذي يعقد في باريس. وقال المالكي لرويترز إنه يتوقع أن يجري التصويت وأن تحصل فلسطين على العدد المطلوب من الأصوات للحصول على العضوية، وقال إن الفلسطينيين لديهم من الأصوات ما يكفي لتجاوز حاجز الثلثين. وسيعتبر الفلسطينيون حصولهم على عضوية اليونسكو انتصارا معنويا من شأنه ان يساعدهم في الحصول على العضوية الكاملة بالأممالمتحدة. وتعارض واشنطن التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مسعى الفلسطينيين في الأممالمتحدة على أساس أنه يضر بمحاولات إحياء محادثات السلام التي انهارت آخر جولاتها قبل عام. وقالت الولاياتالمتحدة إنها ستستخدم الفيتو لمنع الفلسطينيين من الحصول على العضوية الكاملة للمنظمة عندما يعرض الامر على التصويت في مجلس الأمن. لكن اليونسكو واحدة من منظمات الأممالمتحدة التي يمكن للفلسطينيين الحصول على عضويتها الكاملة بغض النظر عن وضعهم في الأممالمتحدة حيث يحملون الآن وضع "كيان مراقب" بالمنظمة. وقال المالكي في تصريحات منفصلة لراديو صوت فلسطين إن هذا النجاح إذا تحقق وبهذا العدد الكبير من الأصوات فإن ذلك سيدعم محاولة الحصول على التصويت المطلوب في الأممالمتحدة. وسوف يكلف نجاح المحاولة الفلسطينية اليونسكو ثمنا. وبموجب القانون الأمريكي فإن قبول فلسطين عضوا كاملا في اليونسكو قد يؤدي إلى قطع التمويل الامريكي للمنظمة الذي يمثل 22 % من ميزانيتها. وقالت إسرائيل إن المحاولة الفلسطينية ستؤدي إلى تسييس المنظمة وهو ما من شأنه أن يقوض قدرتها على القيام بعملها المنوط بها. وقال المالكي إن مسئولين أمريكيين أشاروا إلى التهديد الذي يواجه تمويل اليونسكو من أجل إثناء الفلسطينيين عن المضي قدما في محاولتهم الحصول على عضويتها الكاملة. وأضاف في إشارة على عزم الفلسطينيين المضي قدما مهما كانت الظروف إن الفلسطينيين أكدوا على أن أي عرض يجب أن يكون مبنيا على نقطة رئيسية وهي قبول عضوية دولة فلسطين في اليونسكو. وأثنت الضغوط الأمريكية وغيرها من ضغوط القوى الغربيةالفلسطينيين في الماضي عن السعي للحصول على العضوية الكاملة في عدد من منظمات الأممالمتحدة مثل اليونسكو. ويشير عزم الفلسطينيين الآن على المضي قدما إلى منهج جديد في دعم قضيتهم وحلمهم في الحصول على الاستقلال بعد عقدين من بدء عملية السلام التي كان املهم ان تنتهي بإعلان الدولة الفلسطينية. وتقول الولاياتالمتحدة إن المحادثات مع إسرائيل ما زالت هي الطريق الوحيد كي يصل الفلسطينيون إلى هدفهم. ويقول الفلسطينيون ردا على ذلك ان المحادثات لم تنجح في تقريبهم من حلمهم بالاستقلال وإقامة الدولة على أراضي الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية. ولم يقرر الفلسطينيون بشكل رسمي ما يفعلونه إذا رفض طلبهم للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. ومن الخيارات المطروحة أن يطلب الفلسطينيون من الجمعية العامة للمنظمة ترقية وضعهم إلى "دولة غير عضو".