أنهت الدوائر الأمنية المختصة في إسرائيل جميع الاستعدادات لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى مع الفلسطينيين وتسلم الجندي جلعاد شاليط المحتجز في غزة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية اليوم الاثنين أنه سيشرع في تنفيذ الصفقة في الساعة السادسة من صباح غد الثلاثاء حيث ينقل السجناء الفلسطينيون من سجني كتسيعوت وهداريم الى معبر كيرم شالوم في طريقهم إلى القطاع أو إلى معبر بيتونيا في طريقهم إلى الضفة الغربية، وفي الوقت نفسه سينقل شاليط من مكان احتجازه في قطاع غزة إلى مصر عن طريق معبر رفح. وأشارت الإذاعة إلي أنه وفور إبلاغ الجانب الإسرائيلي بأن شاليط حي وسالم سيفرج عن سبع وعشرين أسيرة فلسطينية، وسيفرج عن فوج آخر من الأسرى إلى القطاع والضفة الغربية بعد أن يؤكد الجانب المصري لإسرائيل أن شاليط موجود لديه. وقالت الإذاعة إنه حسب المخطط سيمكث شاليط في الأراضي المصرية نحو ربع ساعة ثم ينقل برا إلى إسرائيل ربما عن طريق معبر نتسانا على أن يتسنى له الحديث هاتفيا مع والديه ثم تجرى له فحوصات طبية ينقل في ختامها جوا إلى أحدى قواعد سلاح الجو حيث سيلتقي لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات أفراد عائلته، وسيكون في استقباله أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنيايو ووزير الدفاع ايهود بارك ورئيس الإركان. وحسب الإذاعة أنه وفي ساعات بعد الظهر سينقل شاليط جوا إلى منزله في قرية متسبيه هيلا في الجليل. وقررت السلطات الإسرائيلية إغلاق معبر كرم أبو سالم "كيرم شالوم" التجاري إلى قطاع غزة اليوم ليبقى مغلقا حتى مساء السبت القادم بسبب الإجراءات المتعلقة بتنفيذ صفقة التبادل والأعياد اليهودية. ومن المقرر الإفراج عن السجناء الفلسطينيين على مرحلتين، حيث يتم إطلاق سراح 450 رجلا و27 امرأة الأسبوع الحالي، بينما يتم الإفراج عن 550 آخرين في غضون شهرين. يأتي ذلك في وقت تنظر فيه محكمة العدل العليا الإسرائيلية في وقت لاحق اليوم في أربعة التماسات رفعت إليها ضد صفقة التبادل مع حركة حماس، ومن بين الملتمسين منظمة الماجور التي تمثل المتضررين من الهجمات الفلسطينية وأبناء عائلة فقدت خمسة من أفرادها في هجوم انتحاري بالقدس. ويقول الملتمسون إن إخلاء سبيل الأسرى في إطار الصفقة غير متناسب، وقد يعرض أمن العديد من الإسرائيليين للخطر. وحسب الإذاعة الإسرائيلية، سيتم النظر في الالتماسات الأربعة في إطار هيئة قضائية تضم ثلاثة قضاة ترأسها القاضية دوريت بينش رئيسة المحكمة، وسيسلم نوعام شاليط والد الجندي جلعاد المحكمة رد العائلة على الالتماسات التي تطعن في صفقة التبادل. وتقول عائلة شاليط إن أي تأخير في تنفيذ الصفقة يشكل خطرًا على حياة جلعاد. ويتفرغ الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اليوم لمعالجة جميع القضايا المتعلقة بمنح العفو للسجناء الأمنيين الفلسطينيين لإتمام صفقة شاليط. وأشارت الإذاعة إلى أن الرئيس بيريز لن يوقع على مراسيم العفو إلا بعد أن تصدر محكمة العدل العليا قراراتها في الالتماسات المقدمة إليها للاعتراض على هذه الصفقة.