وصل الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان والوفد المرافق له إلى الخرطوم ظهر اليوم السبت في زيارة رسمية تستغرق يومين، وهي الأولى له للخرطوم (كرئيس دولة) بعد انفصال الجنوب في 9 يوليو الماضي. وكان الرئيس السوداني عمر البشير في استقبال سلفاكير بالمطار بحضور عدد من الوزراء وسفراء الدول المعتمدين بالخرطوم، فيما عزف السلام الجمهوري للبلدين، وهي المرة الأولى التي يعزف فيها السلام الجمهوري لدولة جنوب السودان في الخرطوم. ومن المقرر أن تبدأ المباحثات بين الرئيسين مساء اليوم السبت بقاعة الصداقة بالخرطوم، وتتناول مناقشة كافة القضايا العالقة بين الدولتين، خاصة الحدود والتجارة والأمن والنفط والمياه. ويرافق سلفاكير وفد رفيع يضم 14 وزيرا من بينهم دينق ألور وزير مجلس الوزراء ونيال دينق وزير الخارجية وكوستا مانيبي وزير المالية والاقتصاد واستيفن ديو وزير البترول والمعادن. وتأتي زيارة سلفاكير للخرطوم في ظل عدد من المشاكل والتحديات بين حكومتي الخرطوموجوبا، كان من المقرر حسمها قبل انتهاء الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام الشمل في 9 يوليو الماضي، حيث انفصل الجنوب عن الوطن الأم في الشمال. ولعل أبرز هذه الأحداث تلك التي وقعت في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق مؤخرا والتي أفرزت العديد من التداعيات داخل حدود الدولة السودانية وما تزال إفرازات تلك الأحداث التي اشتعلت في كادوجلي والدمازين ماثلة حتى الآن، ذلك بالإضافة إلى الأوضاع في منطقة "أبيي" ومشاكل أخرى تتعلق بما أصطلح على تسميته ب "القضايا العالقة" كالنفط والحدود والديون .. وغيرها. وحسب مراقبين للأوضاع بين دولتي السودان فإن سلفاكير مطالب أيضا بإبراز موقف جاد من حركات دارفور التي كثيرا ما أعلن أنه بريء منها، هذا بجانب قطع الحبل السري الذي يربط بلاده بأحزاب المعارضة الشمالية التي ما تزال تحمل اسم "تحالف جوبا". كما تأتي زيارة سلفاكير للخرطوم في وقت تضرب فيه المجاعة بلاده بحسب وزير الشئون الإنسانية والكوارث بجنوب السودان جوزيف لوال وهي نذر أوضاع كارثية بالدولة الجنوبية التي هي أحوج ما تكون للغذاء من السودان الذي أعلنت هيئة المخزون الإستراتيجي عن وجود وفرة في الحبوب. أضف الى ذلك ما يشهده الجنوب من أحداث عنف يقوم بها المنشقون عنه، رغم محاولات الإغراءات التي قدمها لهم ميارديت وبدأت بالعفو عن كل من حمل السلاح، وما كان الأمر إلا شراكا نصبت ووقع فيها بعض المنشقين عن الجيش الشعبي مثل قلواك قاي الذي تم اغتياله مما جعل الثقة في الجنوب تذهب أدراج الرياح - بحسب محللين. كما ضربت الفوضى بأطنابها في ولايات الجنوب وكان آخرها الأحداث الدامية التي راح ضحيتها عدد من الطلاب في اشتباكات مع الجيش الشعبي والشرطة العسكرية يوم الأربعاء الماضي بسبب خروج الطلاب في تظاهرات احتجاجا على تفشي الفساد وانعدام الأمن بمقاطعة "واو".