فى وزارة الخارجية"لا صوت يعلو الآن فوق صوت الحديث عن الحركة الدبلوماسية المرتقبة"،التى بات يكتنف الكثيرين القلق بسببها،فيما بدا القلق الأكبر من عودة من يعتبره البعض ويصفونهم ب"فلول النظام السابق". وعزز هذه المخاوف اعتقاد أصحابها " الذى يصل إلى درجة اليقين" تراجع الحركة الإصلاحية ، التى كان قد بدأها وزير الخارجية الأسبق الأمين العام الحالى للجامعة د. نبيل العربى وسار على خطاها خليفته محمد العرابى . اختلطت الأوراق وتباينت الأغراض والأهواء والمصالح وتفاوتت الآراء حيال ما يجرى فى الكواليس،وربما فى الخفاء أيضا وبات ظاهر الأمر الغضب والخشية من عودة هيمنة رجال الوزير الأسبق أحمد أبو الغيط، والذى يرى كثيرون من أبناء الوزارة " أنهم استفادوا من عهده"، والذين ينعتون أيضا بالحرس القديم أو رجال النظام البائد "نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك"،لتبوء المواقع المتميزة سواء فى ديوان الوزارة،أو بالبعثات الخارجية.. فجر بركان الغضب لدى الكثيرين ما تواتر وأذيع من تقارير حول صدور حركة دبلوماسية مرتقبة تردد أيضا أنها ستضم اثنين من قيادات الوزارة فى عهد الوزير السبق أحمد أبو الغيط وهما السيدة السفيرة وفاء بسيم مساعدة الوزير لشئون المكتب والسفير حسام زكى المتحدث الرسمى السابق باسم وزارة الخارجية المصرية. ويشار فى هذا الصدد إلى أن الوزير الأسبق نبيل العربى لم يمكث فى منصبه بضعة أيام حتى أقدم على حركة تغييرات واسعة استجابة لشكاوى من أطلقوا على أنفسهم " ثوار الخارجية من شباب الدبلوماسيين " أطاح بموجبها بالمتحدث الرسمى "حسام زكي" من منصبه ، وعين بدلا منه السفيرة منحة باخوم قيل وقتها إن القرار جاء على خلفية شكاوى كثيرة تلقاها الوزير ضد زكى من جراء ممارساته ومسلكه فى أداء مهمته والتى تراكمت على مدى سنوات ، فيما لم يخف العربى أنه سيقدم على حركة تطهير واسعة للفساد الذى شهدته الوزارة على مدى السنوات الماضية. بيد أن القدر لم يمهل العربى للمضى بخطته وسياساته" الإصلاحية" والغريب أنه لم يمهل أيضا خليفته "محمد العرابي"لاستكمال نفس التوجه،وليس سرا ولا خافيا أن الكثيرين يتباكون على هذا وذاك وعلى أيامهم القليلة، بعد أن توسموا فيهما احداث " ثورة " فى أداء الوزارة داخليا وخارجيا.. يشار أيضا إلى أن الوزير السابق محمد العرابى واصل الثورة الإصلاحية بتفكيك الملفات التى كان يتولاها زكى وتعيين نائب لمساعد الوزير لشئون فلسطين هو السفير ياسر مراد ، وهو الأمر الذى لاقى استحسان الأكثرية بالوزارة،استنادا إلى عدم احتكار شخص بذاته لملفات مهمة واستئثاره وحده بها. لكن الغضب من زكى لم يقتصر عند هذا الحد ، إذ تصاعد مع مجىء الوزير الحالى محمد كامل عمرو لإدراك الثائرين ضد النظام السابق ومن يرونهم "فلوله"عودتهم إلى تبوء المواقع السابقه،وبدا لهم أن"ريما عادت الى عادتها القديمة " ، وهو ما أكده لهم إلغاء الوزير عمرو قرار سلفه العرابى نقل السفيرة وفاء بسيم من إدارة المكتب إلى تولى منصب مساعد الوزير للعلاقات السياسية الدولية متعددة الأطراف. بيد أن ثورة الغضب لم تتوقف عند هذا الحد إذ تواصلت مع ما تواتر ونشر من تقارير تفيد بترشيح السفيرة وفاء بسيم لرئاسة بعثة مصر فى الأممالمتحدةبنيويورك،وترشيح السفير حسام زكى لرئاسة بعثة مصر فى باريس كسفير لمصر لدى فرنسا. الغاضبون اعتبروا أيضا فى تكريم سفراء عادوا إلى الديوان بمنحهم لقب مساعد وزير الخارجية ومن بينهم السفير مجدى راضى المتحدث الرسمى السابق باسم حكومة أحمد نظيف ( المسجونه حاليا رهن المحاكمات فى سجن طرة)بمثابة محاباة لهم على حساب القابعين بالديوان ممن أصابهم الدور سواء للسفر للخارج أو كونهم الأحق بهذه الدرجات.. بل الأكثر من ذلك ما تردد بأن العائدين من الخارج يتطلع أكثريتهم للقفز على حقوق من حل عليهم الدور للسفر والعودة مرة أخرى إلى عواصم يراها "القاعدون بالديوان" تشمل عواصم متميزة أغلبها "فى الشمال البارد" ومع خروج الشائعات والتقارير حول الحركة الدبلوماسية تردد أيضا بأن ثورة غضب اجتاحت الجالية المصرية فى فرنسا التى سعت للتخلص من السفير الحالى ناصر كامل ،المنتهية مهمته،والذى تجاوزها بعامين وبلغ فى المنصب نحو"ستة سنوات"،خاصة حين تردد بأنه سوف يستبدل بالمتحدث الرسمى السابق حسام زكي،الذى يعتبرونه"ممثل العهد والنظام السابق". اللافت أيضا أنه مع ظهور التقارير الصحفية حول الحركة الدبلوماسية المرتقبة،تلك التى أجمع أكثرية قيادات ومصادر الوزارة بأنها مجرد تكهنات وشائعات لا أساس لها من الصحة أو المصداقية،والتى ضمت الترشيحات فيها العديد من السفراء أبرزهم السفيران وفاء بسيم وحسام زكي" وآخرين مثل رمزى عز الدين وإسماعيل خيرت ظهرت حركة أخرى مناوئة لهذه الترشيحات.. الحركة الثانية التى بات أيضا أنها من "بنات الأفكار" ووليدة التكهنات بدورها شملت العديد من السفراء لكنها تركزت على مه يعملون بالديوان العام وحل عليهم الدور فى السفر من بينهم:الحسينى عبد الوهاب " لوس أنجيلوس " وساهر حمزة "الرياض" ومعتز أحمدين خليل"نيويورك" وأشرف حمدى " لندن" وعمرو رمضان " جنيف " ليلى بهاء الدين" برن" وشريف نجيب "استراليا" وأحمد البديوى " الفاتيكان " وهشام عبد الوهاب " قنصلية دبى " وخالد ثروت "الأردن" وأيمن مشرفة " تونس" وأحمد عزت "برلين".. ووسط هذه الحالة من الغضب والغليان تارة أخرى والترقب تارة ثالثة تظل الأمور فى مرحلة الشائعات التى تتناثر هنا وهناك فى أرجاء الوزارة لتلقى بالعبء الكبير على كاهل الوزير محمد كامل عمرو،الذى قدر له أن يقود الوزارة والعمل الدبلوماسى فى هذه المرحلة البالغة الدقة والصعوبة. ويبدو أن الوزير سيبقى على موعد وقدر مع مواجهة الكثير من المتاعب لإرضاء الأهواء المتباينة والمصالح المتصارعة،لكن ما يثير القلق لدى الكثيرين ما يعتقدونه باستمرار الفساد يستشرى ورموزه تحظى بالتكريم وكأن مصر لم تشهد ثورة ، بأكثر من قلقهم على الحركة الدبلوماسية ومن يذهب إلى أين؟