ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن البيان الذى ألقاه زعيم المجلس الوطنى الانتقالى الليبى مصطفى عبدالجليل، أمس الاثنين بمثابة عامل تمكن به عبدالجليل من الفوز بمكانة كبيرة بين الثوار.. كما أنه يعتبر أول خطاب على أرض الواقع للحكومة الليبية الجديدة. ولفتت الصحيفة فى تقرير أوردته على موقعها على شبكة الانترنت، إلى أن عبدالجليل لاقى ترحيبا كبيرا فى قلب العاصمة طرابلس أثناء خطابه، الذي القاه فى ميدان الشهداء - والذى سمى بذلك نسبة لشهداء الثورة الليبية – وطالب فيه بإصلاحات سياسية فى المكان الذى اعتاد فيه العقيد معمر القذافي أن يوجه حديثه إلى أنصاره. وأشارت الصحيفة إلى أن الأجواء الاحتفالية عكست إحساس قيادات المجلس الانتقالى بالأمن، فى اليوم نفسه الذى قامت فيه القوات الموالية للقذافى بشن أول هجوم خطير على مصفاة للنفط الليبى فى المنطقة التى يسيطر عليها الثوار، مما أدى إلى مقتل 17 حارسا لمصفاة النفط الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وقالت الصحيفة: أنه بدا من الواضح أن عبدالجليل اختار كلماته بعناية وسط جهود لإقناع الموالين للقذافى أن بإمكانهم الاستسلام دون التعرض لاذى. ونسبت الصحيفة إلى عبدالجليل قوله "نحن مسلمون وأهل للمغفرة .. كما حث الليبيين على عدم السعى للانتقام من الذين آذوهم فى فترة حكم معمر القذافى وطالبهم ايضا بالتذكر ان عائلات مسؤولي حكومة القذافى ليسوا مسؤولين عن تلك الجرائم التى ارتكبها أزواجهم وآباؤهم". وأضاف عبدالجليل أن العديد من قوات القذافى ساعدت الثورة على النهوض عن طريق التخريب أو التعاون مع الثوار أو عن طريق التصويب بعيدا عن الاشخاص الذين تلقوا أوامر بإطلاق النار عليهم. وتابع مطالبا الثوار بأن يتركوا القانون يتولى زمام الأمور.. وحث الليبيين الذين لا يزالون يقبعون فى معاقل القذافى فى مدن بنى وليد و سرت و سبها بالنهوض والانضمام الى الثورة والثوار. ودعا عبدالجليل ايضا الليبيين الى دعم تطبيق النظام الديموقراطي الذى يكرم الاسلام ويحترم حكم القانون، مؤكدا " لن نقبل أى إيدولوجية يمينية أو يسارية متطرفة ونحن شعوب مسلمة نعتنق الدين الإسلامى المتسامح، وسنظل مستمرين على هذا الدرب". وفى وقت سابق من اليوم أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا يعتبر أن القوات الموالية للقذافى قد ارتكبت جرائم قتل وتعذيب غير مشروعة خلال فترة الثورة المندلعة منذ ستة أشهر، وقال التقرير إن " القوات الموالية للقذافى ارتكبت العديد من الانتهاكات الخطيرة، لكن مؤيدى الثورة أيضا ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان يعادل بعضها فى بعض الأحيان ارتكاب جرائم حرب حتى وإن كانت على نطاق محدود.