لايخفى على أحد أن السياحة قد ضُربت فى الصميم وتأثرت بقوة ولاتستطيع المانشيتات الوردية التى تخرج علينا من حين لآخر أن تخفى الواقع المؤلم الذى يعيشه هذا القطاع. ومن يعملون في القطاع وعددهم كبير سواء شركات السياحة والفنادق والبواخرالنيلية والعنصر البشرى فى كل هذه القطاعات حتى أقل فئة كالسائق أو الشيال الذى يحمل حقائب السياح وبالطبع المرشدين ، من أكثرالعناصر المتضررة من ضرب السياحة. وللأسف حالة الفوضى والانفلات تطول حتى السياح الذين يزورون مصر كأننا نريد أن نلقنهم درسا حتى لايفكروا فى العودة مرة أخرى، وكأنه لايكفى البلطجة التى تمارس علينا فى الشارع وفى كل مكان، لكن المؤسف الآن أنها تمارس داخل المناطق السياحيه التى كان يحظر دخولها من الباعة الجائلين وعلى مرآى ومسمع رجال شرطة السياحة. وعن ذلك يحكى محمد عبدالعزيز (مرشد سياحى) قائلا: منذ أن التحقت بإحدى شركات السياحة كمرشد سياحى باللغه الإسبانية حيث خرج مع أفواج من إسبانيا والأرجنتين والمكسيك ومعظم دول أمريكا اللاتينية المتحدثة باللغة الإسبانية نزور المناطق السياحية فى الهرم والأقصر، وكان من المألوف أن يلتزم الباعة بأماكن معينة يعرضون فيها بضائعهم من الهدايا التذكارية أو فى البازارات وأن تكون معاملة السائح طيبة. لكنه يقول:" فوجئت بعد الثورة بفوضى ومشاهد غريبة فالباعة موجودون داخل المناطق الأثرية يدخلون داخل المقابر فى وادى الملوك وداخل معابد الأقصر لعرض بضاعتهم على السياح بطريقة مستفزة، وعندما يتضجر سائح من ملاحقة البائع له يتم الاعتداء عليه بالسب والتطاول، وللأسف عندما شكوت لرجال شرطة السياحة فكان رد فعلهم فى منتهى السلبية ربما خوفا من اعتداء هؤلاء الباعة البلطجية عليهم" . ويضيف:"للأسف صور عديدة للتطاول على السائح تحدث ولا أحد يتحرك وبعض المناطق السياحية بلا حراسة ويتعرض السائح للسطو والسرقه، هذه الفوضى والبلطجة التى يراها البعض حرية كبدتنا خسائر فادحة، وتسببت فى خراب بيوت العاملين فى قطاع السياحه وأنا منهم ولدينا أسر وأولاد وفقدنا مصدر الدخل الوحيد، ولايمكن أن يعود السائح إلا إذا عاد الاستقرار والآمان واختفت البلطجة، وليعلم هؤلاء أن كل سائح يزور مصر يدخل خزينة الدولة مائة يورو ويدفع مباشرة للمرشد والسائق وكل العاملين" . أما طارق حسن(مرشد سياحى) فيؤكد أن نسبة تأثر السياحة 80% وأن النسبة الباقية 20% فقط هى التى تزور مصر، والدليل أنه منذ فبراير الماضى لم يصل عن طريق الشركة التى أعمل بها سوى فوج واحد أوروبى ومن المفترض ألا يقل عدد السياح فى الفوج عن 30 لكن الفوج الأخير كان 12 فقط برغم أننا فى عز الموسم للسياحة الإسبانية التى تبدأ من شهر أغسطس . ويضيف:" عددنا 14 مرشدا فى الشركة كلنا قاعدين فى بيوتنا بدون عمل وإذا حضر سياح يلف علينا الدور وطبعا مفيش دخل طالما مفيش شغل , ونفس الحال بالنسبة للبواخر النيلية أغلبها متوقفة وللأسف مفيش عمل بديل لأن البلد مقفولة وكل حاجة ماشية خطوة خطوة مش عارفين بكره فيه إيه وأنا وغيرى من العاملين فى السياحة هنصمد لحد إمتى مش عارف ؟". ويستطرد طارق:" لكن أود أن أشير إلى شيىء لمسته بنفسى .. الأجانب فى الخارج ينظرون لما يحدث فى مصر على أنه ثورة إسلامية على نمط الثورة الإيرانية وخصوصا فى ظل ما يحدث على الساحه الآن هناك ريبة وقلق ورد فعل لايبعث على التفاؤل بالإضافه لعدم الاستقرار على حدودنا ..إذن ليس سهلا أن يعود السائح فى ظل عدم الاستقرار". ويقدم محمد نظمى صاحب شركة سياحة روشتة تساعد على عودة السياحة أهمها كما يقول : المصارحة من جانب الإعلام.. لابد أن نقول الحقيقة للناس . إن الساحة متأثرة بنسبه 75% وإن حالة عدم الاستقرار السياسى والأمنى تقف عائقا أمام عودة السياحة، ولذلك أدعو لجعل السياحة مشروعا قوميا، لأن النهوض بهذه الصناعه سوف يعود بالخير على البلد، فهى صناعة كبيرة ولابد أن نشارك فيها من خلال التعليم والصحة والنقل والطرق. ويضرب نظمي مثالا بالصحة من خلال موقف تعرض له، حيث كان مع فوج أمريكى فى سانت كاترين وتعرضت سائحة لوعكة صحية وذهب بها لمستشفى هناك ففوجئ بالطبيب نائم والإمكانيات متواضعة للغاية، فلابد أن يعى الجميع أهمية قطاع السياحة للنهوض به.