أجواء من الفرحة والسعادة الغامرة عاشها أبناء البحيرة بعد قرار الرئيس مبارك بتحويل فرع جامعة الإسكندريةبدمنهور إلى جامعة مستقلة، وهو الحلم الذي طال انتظاره واستغرق أكثر من 30 سنة حتى تحول إلى حقيقة. في البداية يقول الدكتور سعيد عبده نافع، نائب رئيس الجامعة، الذي حمل على عاتقه عبء استكمال مقومات الفرع: منذ تولي المسئولية بالفرع قمنا بوضع رؤية استراتيجية لاستكمال مقومات الفرع وتحويله إلى جامعة، وحظيت بموافقة رئيس الجامعة والدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي. ويوضح: إن الخطة كانت تهدف إلى إنشاء كليات جديدة بعد أن ضم الفرع أربع كليات خلال الثلاثين عاما الماضية وهي كليات الزراعة والتربية والآداب والتجارة. ثم أضيفت ثلاث كليات خلال العام الجامعي 2006 / 2007، وهي العلوم والطب البيطري والتمريض، وأفرع لكليات الصيدلة والطب والهندسة ورياض الأطفال والحقوق (إنجليزي). ويؤكد نافع الدعم اللامحدود الذي قدمه الدكتور هاني هلال للفرع، حيث اعتمدت الوزارة العام الماضي 60 مليون جنيه للانتهاء من إقامة أبنية تعليمية جديدة على الأرض المخصصة لفرع دمنهور بالأبعادية، لاستكمال المقومات المادية والبشرية تمهيدا لاستقلال الفرع وإعلان جامعة البحيرة. وأضاف أنه يجري حاليا تنفيذ مبان تعليمية بمجمع الأبعادية الذي يجري تنفيذه بتكلفة 150 مليون جنيه، والمقرر له أن يستوعب أكثر من 50 ألف طالب، وينتهي العمل به في 2011. ويشتمل على المبنى التعليمي رقم "1" والذي يضم إنشاء كليتين للتجارة والحقوق، ويحتوي على 3 مدرجات رئيسية، سعة كل منها 400 طالب، بالإضافة إلى 28 فصلا دراسيا سعة كل منها 100 طالب، ومكتبة مركزية و3 قاعات متعددة الأغراض، بالإضافة إلى حجرات خاصة بالمكاتب الإدارية وأعضاء هيئة التدريس وتبلغ مساحتها 16 ألفًا و860 مترًا، ومدة التنفيذ عامان، بتكلفة تقديرية 45 مليون جنيه. والمبنى التعليمي رقم "2" وهو خاص بشعب الدراسة باللغة الإنجليزية ومراكز التطوير بكافة كليات الفرع مثل مراكز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس والقيادات وضمان الجودة وخدمة المجتمع وتنمية البيئة والتعليم المفتوح والتعلم والإدارة الإلكترونية والمركز الإعلامي وتعليم اللغات وتكنولوجيا المعلومات، ويحتوي على 6 مدرجات تسع كل منها 215 طالبًا. بالإضافة إلى 27 فصلا دراسيا سعة كل منها 105 طلاب ومكتبة مركزية وقاعتين متعددة الأغراض وغرف إدارية. وتبلغ مساحة المبنى 11 ألفا و300 متر، بتكلفة تقديرية 29 مليون جنيه ومدة التنفيذ 24 شهرا. وأكد الدكتور نافع بدء العمل في المبنى التعليمي رقم "3"، والمبنى رقم "4" أول يناير، مشيرا إلى أن المبنى رقم "3" خاص بكليتي التربية "الأقسام التربوية"، والآداب ويحتوي على 3 مدرجات رئيسية تسع كل منها 500 طالب، بالإضافة إلى 28 فصلا دراسيا سعة كل منها 100 طالب، والمكتبة و3 قاعات متعددة الأغراض ومكاتب إدارية وغرف لأعضاء هيئة التدريس. وتبلغ مساحته 15 ألفا و720 مترا، ويستغرق العمل فيه عامين بتكلفة 45 مليون جنيه. والمبنى رقم "4" مخصص لفرع كلية رياض الأطفال، وكليات سيتم تحديدها مستقبلا ويحتوي على 3 مدرجات، و28 فصلا ومكتبة وقاعات متعددة الأغراض وحجرات إدارية بتكلفة 40 مليون جنيه. وأشار د. نافع إلى قرب الانتهاء من إنشاء المبنى الجديد لكلية الصيدلة والمرحلة الثانية من المعامل المركزية للعلوم الأساسية، والتي تضم 8 معامل يتم إعدادها للعمل لطلاب الفرقتين الأولى والثانية بالكلية، واستخدام معامل عالية التقنية من خلال التوأمة بين كليتي الزراعة والطب البيطري بالبستان، مثل معمل الميكروسكوب والأنسجة وتحليل الأغذية ومنتجاتها والبيوتكنولوجي. وأشار نافع إلى أن الخطة استهدفت أيضا تحقيق الترابط بين ما تقدمه الجامعة من برامج ومخرجات، بما يتناسب مع الاحتياجات الفعلية لتنمية المحافظة، بالإضافة إلى ما تحاول الجامعة أن تحققه من تعاون مثمر بينها وبين المؤسسات المختلفة والمجتمع المدني بالمحافظة. ورغبة في تحقيق النتائج التعليمية المستهدفة لضمان الجودة، ومن ثم السعي إلى الاعتماد؛ فإن فرع الجامعة يستهدف - بالإضافة إلى المعرفة والفهم والمهارات - برامج وخطوات حقيقية مرتبطة برسالة الجامعة بما يعكس استخدام المعايير القومية التي تواكب المعايير العالمية بمستوي مناسب. لذلك فتحقيقا لجودة فرص التعليم، فإن الفرع بجانب توفير المباني التعليمية المناسبة وما تشمله من قاعات ومدرجات وخدمات، يسعى إلى توفير الأجهزة المعملية والتجهيزات الأكاديمية بصورة ملائمة لضمان جودة العملية التعليمية المقدمة؛ لتخرج للطلاب بصورة فعالة تفيدهم في سوق العمل وقد تم استكمال معظم التجهيزات المعملية سواء من دعم وزارة التعليم العالي في شهر أبريل 2008 بمبلغ ثمانية ملايين جنيه أو من موازنة الدولة وأخيرا من خلال الإمكانيات الذاتية للفرع. وهكذا تحاول الجامعة من خلال تأدية دورها العلمي. وأكد نافع أن قرار الرئيس مبارك جاء تتويجا لجهود بذلتها وزارة التعليم العالي وجامعة الإسكندرية وجميع العاملين بفرع دمنهور حتي أصبحت الجامعة تتضمن 5 مجمعات. أولها: مجمع العلوم الأساسية والطبية (مجمع دمنهور) ويشمل كليات العلوم والتربية (الأقسام العلمية)، والتمريض والمعامل المركزية وفرع كلية الصيدلة وفرع كلية الطب. ثم مجمع العلوم النظرية (مجمع دمنهور) ويشمل كليات التجارة (عربي) والآداب والتربية (الأقسام الأدبية) وفرع كلية رياض الأطفال. وثالثا مجمع البستان التعليمي، ويضم كليتي الزراعة والطب البيطري ومباني لإسكان الطلاب والمبنى الإداري كمرحلة أولى بدأ تشغيلها على مساحة 25 فدانًا. إلى جانب مبنى التعليم باللغة الإنجليزية ويشمل كليتي التجارة والحقوق (إنجليزي) والبرامج القائمة على التميز. وأخيرا مجمع الأبعادية ويشمل في مرحلته الأولى مبنى إدارة فرع الجامعة ومبنى التعليم المفتوح، بالإضافة إلى مراكز التعليم المفتوح وفروعه بمحافظة البحيرة ومجالات الدراسة (تجارة – حقوق- تربية). من جانبة أكد المهندس أحمد عتمان أمين الحزب الوطني بالبحيرة أن أعضاء المؤتمر السنوي لأمانة الحزب الوطني بالبحيرة قد طالبوا في اجتماعهم الماضي بزيادة الاعتمادات المخصصة لفرع جامعة الإسكندريةبدمنهور لاستكمال مقوماته لتحويلة إلى جامعة مستقلة، مؤكدا أن قرار الرئيس أسعد أبناء المحافظة وسيسهم في تحقيق التنمية في المحافظة من خلال زيادة نسبة التعليم الجامعي وربط الجامعة بالمجتمع والاستفادة من الجامعة كبيت للخبرة والاستشارات الهندسية، كما سيمكن الجامعة من فتح كليات جديدة بما يرفع عبء السفر إلى جامعات المحافظات الأخرى عن كاهل الطلبة. فيما أشار الدكتور فضل سلطح عميد كلية الآداب بدمنهور إلى حلم الجامعة الذي كان يرواد الجميع وتحقق على يد الرئيس مبارك، موضحًا أن الجميع يأمل سرعة تحويل الفرع إلى جامعة مستقلة. أما عبدالسلام عاشور رئيس لجنة التعليم بالمحافظة، فيشير إلى ما تعانيه المحافظة من انخفاض نسبة التعليم الجامعي بها، فضلا عن المعاناة الشديدة التي كان يواجهها الطلاب في السفر إلى جامعات الإسكندرية والقاهرة وطنطا وغيرها، ويكشف عن أن أبناء البحيرة يمثلون وحدهم أكثر من 45% من طلبة جامعة الإسكندرية، وعليه فإن إنشاء كليات جديدة بالفرع سيسهم في توفير الأموال المهدرة في الانتقالات والإقامة إلى جانب تخفيف العبء عن كليات جامعة الإسكندرية التي تعاني كثافة عالية، بما يؤدي في النهاية إلى تحسين مستوي العملية التعليمية.