أظهرت حركة المحافظين التى أعلن عنها الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء اليوم الخميس، مفارقات عدة فى اختيار المحافظين الجدد، حيث شملت 7 لواءات جيش وشرطة، بينهم نائبان لمحافظ القاهرة، وسفير واحد، وللمرة الأولى تم اختيار صحفى للجلوس على كرسى المحافظين، بجانب أستاذ جامعى، يعمل حالياً عميداً لكلية الحقوق جامعة الإسكندرية. والمحافظون الجدد هم: عزازى على عزازى، يعمل رئيساً لتحرير جريدة الكرامة التى يرأس مجلس إدارتها حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، تم تعيينه محافظاً للشرقية، ويعد من أبرز الذين اختارهم شرف لشغل منصب محافظ، حيث يحمل ألقاب "دكتور جامعى، وكاتب وأديب، وصحفى"، ويعرف عنه أنه كان معارضاً بارزاً لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وهو عضو مؤسس فى حزب الكرامة. تخرّج عزازى فى كلية الآداب جامعة الزقازيق، وهو من مواليد محافظة الشرقية فى أكتوبر من عام 1957، وحصل على الماجستير والدكتوراه فى النقد الشعرى والروائى، قبل أن يعمل عمل كاتباً صحفياً فى الكثير من الصحف المصرية والعربية ومستشارا لها إلى جانب عمله فى الجامعة. من المفاجآت التى أعلنها شرف فى حركة المحافظين، تعيين اللواء طارق محمد عبد التواب المهدى، مواليد 22 نوفمير 1950، محافظاً للوادى الجديد، بعد أن كان رئيس أركان قوات الدفاع الجوى، وتمت ترقيته إلى رتبة لواء فى الأول من يوليو عام 2000. حصل المهدى على العديد من الأوسمة، أهمها الاستحقاق تحرير سيناء، والاستحقاق من الخدمة العسكرية، والاستحقاق للتدريب، والاستحقاق من الخدمة الممتازة، وميدالية الخدمة الطويلة والمثال الجيد، وميدالية الذكرى العشرين للثورة، وميدالية الدفاع الجوي اليوم، وميدالية اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر، وميدالية الذكرى الخمسين للثورة. وبعد ثورة 25 يناير، قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة تعيين اللواء طارق المهدي في منصب المشرف العام على اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بدلا من المهندس أسامة الشيخ بعد صدور قرار حبسه على ذمة التحقيقات التى تجرى معه الآن بتهمة إهدار المال العام، وقامت ضده احتجاجات عدة من جانب بعض العاملين فى ماسبيرو، وتعرض مؤخراً لموقف محرج داخل ميدان التحرير، عندما أصر بعض المتظاهرين على نزوله من على إحدى المنصات، وإخراجه عنوة من الميدان، وعرف بتصريحاته النارية، خاصة هجومه على سياسة التليفزيون وعدم ملاءمتها لطبيعة الثورة، وأن 70% من المصريين تحت خط الفقر. وفى المنيا، تم تعيين اللواء سراج الدين الروبى محافظاً بدلا من سمير سلام، وعمل الروبى فى جهاز الشرطة لمدة ثلاثين عاماً، وتخصص فى أعمال الأمن العام "بحث جنائى"، واكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال، أصبح من خلالها رئيس الإنتربول المصري، ثم عضوًا في اللجنة التنفيذية العليا لمنظمة الإنتربول العالمية في فرنسا، وتم انتخابه نائبا لرئيس المنظمة ورئيسا للجنة التطوير الإستراتيجى للإنتربول لهذا القرن، ثم مدعيًا عاما عسكريا للشرطة المصرية حتى إحالته للتقاعد في 2001. حصل الروبى على ليسانس الحقوق عام 1971، ودبلومة الشرطة من كلية الشرطة فى نفس العام، ودبلوم مكافحة الجريمة بالأساليب العلمية الحديثة من المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، وحصل وقتها على تقدير امتياز عام 1983، ثم حصل على نفس التقدير فى العلوم الجنائية، ودبلوم القانون العام والاقتصاد السياسى من جامعة عين شمس عام 1985. أما لواء الجيش صلاح المعدواى الذى تولى مسئولية محافظة الدقهلية، خلفاً للواء الشرطة محسن حفظى، فكان يشغل منصب نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، وهو من مواليد محافظة كفر الشيخ، مدينة مطوبس فى أغسطس عام 1952، ويعد أحد أبناء الكلية الفنية العسكرية، وفاجأ أهالى دائرة مطوبس منذ 8 أشهر بترشيح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب، ودخل جولة الإعادة مع النائب الشهير محمد عبد العليم داود. أما المهندس محمد مختار الحملاوى، فترك منصبه كنائب لمحافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، وأصبح محافظا للبحيرة، حيث عمل تحت رئاسة الدكتور عبد القوى خليفة فترة لا تزيد على أربعة أشهر فقط. وإلى عروس البحر الأبيض المتوسط، حيث الأستاذ الجامعى أسامة محمد الفولى الذى تم اختياره محافظاً للإسكندرية، وهو يشغل حالياً منصب عميد كلية الحقوق، بعدما تدرج فى المناصب الجامعية، منذ حصوله على درجة الامتياز فى الليسانس، وتعيينه مدرساً مساعداً بكلية الحقوق جامة الإسكندرية، وتدرج فى المناصب حتى وصل لمنصب وكيل الكلية عام 1997، ثم عمل مستشارا ماليا وقانونيا لبنك الكويت المركزي. تم تعيين الفولى رئيسا لقطاع التعاون الأوروبى، ورئيس قطاع مكتب وزير التعاون الدولي، حيث كان مسئولاً عن التعاون الاقتصادى بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى وحوالى 44 دولة أوروبية، ورأس وشارك في الوفود الممثلة لمصر في العديد من المفاوضات والاتفاقيات الدولية، وشارك في إعداد وإبرام العديد من الاتفاقيات الدولية وبصفة خاصة اتفاقية "مبادلة الديون الخارجية لتمويل مشروعات التنمي"، مع الحكومتين الإيطالية والألمانية، ثم انتهى به المطاف لعمادة كلية الحقوق عام 2006. أما المحافظ عادل لبيب الذى ترك بصماته فى 3 محافظات هى قنا والبحيرة والإسكندرية، وقامت مظاهرات تأييد له لإعادته محافظاً لقنا، بعد نقله إلى البحيرة، لكن تعامله بسياسة القبضة الحديدية جعل الصدام يحتدم بينه وبين معظم رجال الأعمال فى الإسكندرية التى تولى مسئوليتها فى أغسطس 2006، بسبب تضييقه الحصول على تراخيص البناء، وإصراره على إزالة جميع العقارات المخالفة. فى فبراير الماضى، وتحديداً يوم 23 تقدم لبيب باستقالته من منصبه كمحافظ للإسكندرية، بدعوى سخط عدد كبير من أهالى المحافظة عليه جراء قراراته التى لم تلق قبولا لدى الشارع السكندرى، ليشاء القدر أن يعود لبيب إلى قنا التى كانت أول محافظة منحته لقب محافظ، ونال بسبب تطويرها جائزة الأممالمتحدة للسلام والتنمية لعام 2006 تقديرا من المنظمة الدولية لشخصه ولإدارته الحضارية الرائدة لمحافظة قنا التي مكنته من تحقيق النجاح والتميز في مجال الإدارة المحلية. إلى ذلك، فقد كشفت حركة المحافظين اليوم عن أن عدد اللواءات –شرطة وجيش- الذين يتولون حالياً منصب محافظ، بلغ 16 محافظاً، بينهم 6 جدد، و10 باقين فى مناصبهم لم يشملهم التغيير، بخلاف وجود لواءين فى منصب نائب محافظ القاهرة، كما أن عدد أساتذة الجامعات بلغ 6 فقط، بينهم اثنان جدد، و4 باقين فى مناصبهم لم يشملهم التغيير، فضلا عن مهندسين، وسفير، وصحفى لأول مرة فى تاريخ حركة المحافظين.