تأتي الرياح أحيانا بما لا تشتهى السفن فقد تؤدي الأزمات إلي خلق كيانات كبيرة تستطيع الصمود في الأسواق وذلك عن طريق حدوث اندماج بين الشركات هذا ما أشارت إليه دراسة أوروبية أن معظم دول العالم تلجأ إلي عمليات الاندماج حيث أن المتغيرات الاقتصادية التي ظهرت نتيجة الأزمة أدت إلي قلق الشركات عل مستقبلها الاقتصادي في البقاء والقدرة على المنافسة مما جعلها تبحث عن وسائل لتحقيق التركيز الاقتصادي لمواجهة المتغيرات. وأوضحت الدراسة أن عام 2009 كان عام الاندماجات والاستحواذ حيث شمل 111 عملية اندماج حازت المملكة المتحدة على النصيب الأكبر من تلك العمليات بنسبة 57% من مجموع عمليات الاندماج في القطاع المالي الأوروبي وشكلت 10% من القيمة السوقية للقطاع المصرفي الأوروبي. وأكد حمدي رشاد رئيس مجلس إدارة الرشاد لصناديق الاستثمار أن الاندماجات بصفة عامة من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي أو إيجابي وذلك يرجع إلى مدي اعتماد هذا الاندماج على دراسات وخطط مستقبلية حتى يحقق الجدوى الاقتصادية ولا يحمل الشركات المندمجة خسائر مشيرا إلى أن الاندماج ليس عملية سهلة كما يتوقعها البعض فمن الممكن أن تستغرق بعض الدراسات ثلاثة سنوات من أجل خلق الاندماج بين الشركات مضيفا أن خلق تلك الكيانات الكبيرة يقضي على الشركات الصغيرة التي لا تستطيع تحمل وجودها لضعفها. واتفقت معه عنايات النجار استشاري أسواق المال في أن الكيانات الكبيرة تؤثر على الصغيرة بشكل كبير لذلك لابد أن تقوم الكيانات الصغيرة بعمل اندماجات حتى تستطيع أن تظل في السوق وتصمد أمام تلك الكيانات الكبيرة مشيرة إلي أن السوق يوجد به أكثر من 170 شركة سمسرة يسيطر علي السوق 20 شركة فقط منها . وأضافت أن الشركات الصغيرة تواجه مشاكل عديدة في الضوابط الخاصة بالرقابة المالية بالإضافة إلي عدم وجود أموال لتغطية مصاريف تلك الشركات وتأتي مشكلة عدم وجود تداول إلكتروني على رأس التحديات التي تواجه تلك الشركات حيث أصبح هذا النوع من التداول هو المسيطر على السوق ويجذب الكثير من العملاء. في حين يقول محمد علم الدين رئيس مجلس إدارة "وول ستريت" للأوراق المالية إن الاندماجات التي تحدث بين الكيانات الكبرى لا يؤثر علي مثيلاتها الصغيرة موضحا أن هذه الاندماجات ولدت صغيرة وستظل كذلك وأظهرت معظم الدراسات التي تمت على اندماج تلك الشركات فشلها وذلك لعدم وجود رأس مال كافي بالإضافة لعدم وجود العمالة والكوادر التي تخلق المنافسة بين الكيانات الأخرى.