كشفت مؤشرات نتائج أعمال شركات الأدوية الحكومية المقيدة في البورصة المصرية خلال النصف الأول من العام المالي2012-2013, عن تحقيق ارباح تبلغ58.3 مليون جنيه بتراجع قدره0.8% مقارنة بصافي ربح يبلغ58.8 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من2011-2012. أرجع محللون ماليون تراجع الأرباح إلي تردي اوضاع القطاع خلال الفترة الأخيرة, فضلا عن ثبات تسعير أسعار الأدوية لبعض الشركات الحكومية منذ أكثر من15 عاما رغم زيادة جميع عناصر التكلفة, مشيرين إلي أن صناعة الدواء في مصر تنتج ما يقدر ب20 مليار جنيه, إلا أن90% من المواد الخام الفعالة للأدوية يتم استيرادها من الخارج. ويري المحللون أن الزيادة الأخيرة في39 صنفا من الأدوية تتبع شركات قطاع الأعمال قد يسهم بشكل كبير في تحسن الارباح خلال الفترات المقبلة, خاصة ان الشركات أرجعت السبب في رفع الأسعار إلي تعرضها لخسائر فادحة نتيجة بيع المنتجات بسعر أقل من التكلفة مما أدي إلي حدوث خسائر لهذه الشركات وصلت إلي180 مليون جنيه. اعتلت شركة' القاهرة للأدوية والصناعات الكيماوية' قائمة الشركات التي حققت زيادة كبيرة في أرباحها خلال النصف الأول, وهو ما أرجعه جمال تكال, رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للشركة إلي الزيادة الكبيرة في إيرادات النشاط لتصل إلي184.7 مليون جنيه مقابل165.7 مليون جنيه, لترتفع الارباح إلي20.2 مليون جنيه بنسبة11% من إيرادات النشاط مقابل14.5 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة. أوضح تكال أن قيمة الأصول الطويلة الأجل ارتفعت من56.53 مليون جنيه إلي59.8 مليون جنيه من بينها أصول ثابتة بنحو49.1 مليون جنيه ومشروعات تحت التنفيذ ب5.4 مليون جنيه اضافة إلي1.9 مليون جنيه استثمارات طويلة الأجل, لافتا إلي أن قيمة صافي رأس المال العامل وصلت إلي295.9 مليون جنيه مقابل أكثر من283.6 مليون جنيه. جاء في المرتبة الثانية, شركة' الإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية' بعد ان ارتفعت ارباحها من25.1 مليون جنيه إلي25.9 مليون جنيه. يقول عادل الخبيري, رئيس مجلس إدارة الشركة ان المبيعات ارتفعت خلال النصف الأول إلي127.9 مليون جنيه مقابل114.9 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة بزيادة أكثر من13 مليون جنيه, مشيرا إلي أن الشركة واجهت تحديات كثيرة منها ارتفاع أسعار جميع مدخلات الانتاج من خامات ومواد تعبئة وتغليف وكذلك الخدمات. فيما نجحت شركة' ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية' في التحول الي الربحية خلال النصف الأول من2012-2013, بعد ان حققت303 آلاف جنيه ارباحا مقابل خسارة بنحو2.8 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة, وهو ما أرجعه محمد هلال, رئيس مجلس الإدارة, العضو المنتدب للشركة إلي زيادة مبيعات مستحضراتها إلي98.05 مليون جنيه مقابل93.76 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة بزيادة5%. أشار إلي أن الشركة حققت مبيعات من مستحضر البيج فيرون بلغت79.5 مليون جنيه مقابل30.9 مليون جنيه, وبلغ إجمالي الإنتاج لمستحضراتها خلال النصف الأول حوالي87.4 مليون جنيه مقابل90 مليون جنيه, لافتا إلي ان الشركة تسعي الي الالتزام بتنفيذ الخطة الانتاجية والبيعية المستهدفة حتي تتمكن من تحقيق الفائض المستهدف. اوضح هلال ان الشركة تسعي ايضا الي تحصيل أرصدة العملاء وأوراق القبض لتوفير السيولة اللازمة لسداد التزاماتها دون أي أعباء تمويلية, فضلا عن دراسة الحد الأدني للمخزون من الخامات والمستلزمات وسرعة توفيرها في الوقت المناسب بما لا يقل عن حد النسبة التي تحقق سيولة في المبيعات. وتراجعت أرباح شركة' النيل للأدوية' بنحو38.9% إلي11.3 مليون جنيه مقابل18.5 مليون جنيه عن فترة المقارنة من2011-2012, وأرجع ذلك فتوح سلامة, رئيس قطاع الشئون المالية بالشركة, إلي الأزمة المزمنة التي يعاني منها القطاع والمتمثلة في ارتفاع اسعار مدخلات الانتاج التي تمثل65% من اجمالي التكاليف, فضلا عن استمرار الشركة في تصنيع اصناف خاسرة تلبية للبعد الاجتماعي للشركة. وكشف سلامة عن أن الشركة تستهدف ضخ استثمارات جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة بنحو116 مليون جنيه لتطوير خطوط الانتاج وعمليات الاحلال والتجديد لمواكبة آخر التطورات التكنولوجية في قطاع الادوية, ومن المقرر تمويل هذه الاستثمارات من خلال الاحتياطيات أو حجز الارباح أو التمويل بقرض طويل الاجل. أوضح ان الشركة تستهدف تحقيق مبيعات من التصدير خلال العام المالي الجاري بنحو30 مليون جنيه من اجمالي خطة مبيعات العام البالغة350 مليون جنيه. وقالت فاتن رفاعي, رئيس مجلس الإدارة, العضو المنتدب لشركة' العربية للأدوية والصناعات الكيماوية', ان ارباح الشركة تراجعت من3.6 مليون جنيه إلي578 الف جنيه, وذلك بعد انخفاض المبيعات من100.3 مليون جنيه إلي89 مليون جنيه. بدوره, اعترف الدكتور عادل عبد الحليم, رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة للأدوية, بتدهور اوضاع الشركات التابعة, مما أدي إلي عدم قدرتها علي تمويل استثماراتها اللازمة لاستمرار هذا القطاع الاستراتيجي. وطالب الجهات المعنية بالدولة بمساندة الشركة ودعمها لوقف نزيف الخسائر بها خاصة بعدما زادت أسعار جميع مدخلات الانتاج الي جانب الزيادة الملحوظة في الأجور لتلبية المطالب الفئوية للعاملين.*