وسط التناوب بين طلقات الخرطوش والرصاص الحي بميدان التحرير والغازات المسيلة للدموع التي يستمر تأثيرها لمدة7 دقائق علي مدي2 كيلو, اجرت الاقتصادي مغامرة ميدانية في قلب ميدان التحرير لاستقراء احوال الميدان الذي كانت ابرز ملامحه العداء غير العادي من المعتصمين بالميدان للاخوان المسلمين والاحزاب الاسلامية. مهما كانت تداعيات العداء سياسية او اقتصادية كشفنا عن العديد من الحقائق داخل الجولة. ---------------- سفي البداية يقول رضا المشد عضو بحزب الكرامة ومسئول عن خيمة بميدان التحرير انني معتصم بالميدان منذ19 فبراير من عام2012 في إحياء ذكري احداث محمد محمود حتي هذه اللحظة لاسقاط الدستور. ألته: ومن الذي يتكفل بتكاليف الاقامة؟ قال: الذي يتكفل بذلك هو التيار الشعبي ثم بدأ ينتقل الامر الي جبهة الانقاذ الوطني فهي توفر الطعام ولكن بشكل غير منتظم حتي هذه اللحظة فضلا عن قيام احد المتبرعين لوجه الله بتوفير الطعام ولكن بشكل غير مستمر وكذا احباء ميدان التحرير. اما عن تكلفة3 وجبات للفرد الواحد في اليوم فتبدأ قيمة3 وجبات من3 جنيهات فطار وغداء وعشاء للفرد الواحد حتي100 جنيه للفرد وهذا يختلف حسب المستوي الاجتماعي للمعتصم حيث اصحاب المستوي الاجتماعي المتواضع يقومون يوميا بشراء من3 5 ارغفة بمتوسط جنيه للفرد اما باقي3 جنيهات فيشتري بها فلافل وبذلك يمتلك قوت يومه اما اصحاب المستوي الاجتماعي المرتفع فيقومون بطلب الطعام تيك أواي جميع الوجبات فاقل كوب شاي في الميدان ب2 جنيه. ولم احاول ان اتساءل عن تلقي اي اموال لهم حتي لا يتم الافصاح عن شخصي. يشير المشد إلي انه من خلال استقرائي لاوضاع الميدان فالثوار الحقيقيون في الميدان لاي تجاوز عددهم50 فردا معتصما اما باقي المعتصمين فهم اصحاب مطالب فئوية والاخرون تابعون الي احزاب جديدة انشئت بعد ثورة25 يناير. بالصدفة اثناء اجراء الجولة الميدانية بميدان التحرير قابلت جيران احد المعتصمين بالميدان ومدين له بثمن اجرة الطريق قبل ذهابه الي الاعتصام, يضيف طه عبدالحميد: جئت الي الميدان لكي اطمئن علي احوال جاري نور واوضاعه بعد الاعتصام فوجدته في احسن حال بالرغم انه مدين لي بثمن اجرة الطريق فمن الواضح ان تكلفة امداد الميدان بالطعام ثلاث مرات في اليوم مكلفة جدا خاصة لعدة اسابيع سواء لجبهة الانقاذ او رجال الاعمال من اصحاب المصلحة في استمرار الاعتصام بالميدان. اثناء الجولة الميدانية ظهر عدد من شباب البلاك بلوك المعتصمين بميدان التحرير ويقومون بالاختفاء عن الميدان باليومين للتخطيط لعمليات مستقبلية ضد الاخوان ويرجعون مرة اخري الي الاعتصام. يوضح شادي العقاد حاصل علي ماجستير في الهندسة احد افراد العشرة المؤسسين لمجموعة البلاك بلوك ان اول نشاط للمجموعة المؤسسة منذ25 يناير2013 وخلال هذه الفترة حتي الآن تكوين تنظيم متكامل وضم المزيد حتي وصل الي1000 شاب وجميعهم مستقلون لا يعرف بعضهم البعض فيما عدا10 افراد منهم اثنان يقومان بالتخطيط واصدار التعليمات اما باقي المجموعة10 فيقودون مجموعات مختلفة وهم المنضمون حديثا حيث ينضمون عن طريق صفحة الفيس بوك ويقوموا بشراء الاقنعة والملابس علي حسابهم الخاص ومن اكثر المحافظات انظماما للمجموعة القاهرة, العريش, الاقصر, سوهاج, اسيوط, اسكندرية. يضيف احد مؤسسي البلاك بلوك ان هدف المجموعة هو مكافحة القرارات والخطط الاقتصادية الخاطئة والفساد الاقتصادي والسياسي للاخوان المسلمين فنحن بمثابة حاجز خرساني اسود يقف امام الاخوان ويدافع عن المدنيين في مكافحة الفساد ومن اهم الاسباب التي تجعلنا نرتدي الاقنعة هي عدم ملاحقتنا امنيا وعدم معرفة اهالينا اننا ننتمي الي مجموعة البلاك بلوك. من ضمن المجموعات المعتصمة بميدان التحرير منذ اول قيام ثورة25 يناير2011 جمال محمد مصطفي صيام وهموم الدنيا مجسدة علي وجهه فيقول حكم علي بالسجن لمدة25 سنة وغرامة الف جنيه وقضيت المدة وانا لا اعرف الايام واعتصمت لاني لم اجد معاشا وجميع اهلي توفوا ولا يوجد مسكن وحياتي مهددة بالضياع بعد انتهاء الاعتصام والطريق الوحيد الذي امامي بعد ذلك ان ارجع الي السجن وان اعيش العمر المتبقي في السجن حتي يتوفاني الله, فمهما اعاني من عناء البرد وعدم الامان والتهديد بالقتل في اي لحظة ولكنها ارحم ملايين المرات من عناء السجن. شهد الميدان مستشفيين ميدانيين يضم مسعفين ومهندسين وخلا نهائيا من الاطباء حيث يقول مصطفي زيداني مسعف جميع الاصابات التي تأتي خرطوش او طلق ناري او اختناقات نتيجة الغاز المسيل للدموع وتأثيره يصل الي7 دقائق ومدي التأثير2 كيلو في المقابل الغاز الذي كان يضرب في ثورة25 يناير2011 مدة تأثيره50 ثانية فقط اما عن متوسط الاصابات اليومية فمن50 الي75 حالة ما بين طلقة خرطوش وقنابل مسيلة للدموع. من جانب اخر تعاني شركات السياحة المتواجدة في ميدان التحرير من الانهيار فيؤكد اكرم اسماعيل رئيس مجلس ادارة شركة سفير ومجموعة فنادق وكان مقر شركته مركزا لقيادة ثورة25 يناير2011 خلال18 يوما سواء لشباب الثورة او قيادة جماعة الاخوان المسلمين, ان شركات السياحة بميدان التحرير تعاني من خسائر فادحة فتصل الي99% خلال سنتين لجميع الشركات بالميدان سواء التعامل مع العملاء والحجز والتسويق فمن الصعب ان يأتي عميل الي الميدان لكي يمارس نشاطه السياحي, اما بالنسبة لقطاع السياحة بشكل عام فلن يتأثر بشكل كبير تحديدا السياحة الاجنبية نظرا لاختلاف اللغة يصعب علي العديد من السائحين حقائق الامور بل تقوم العديد من شركات السياحة خارج ميدان التحرير بتسويق برنامج جديد حول مصر الثورة وتحقق نتائج جديدة للعديد من الشركات خارج الميدان. ويضيف رئيس مجلس ادارة شركة سفير انني اعيش وسط النار ومهدد بالقتل في اي لحظة نظرا لاني قلت كلمة حق في ميدان التحرير وكان ثمنها هو اصابتي بكسر في عظام الفخد والضلوع في11 سبتمبر من2012 حيث اقمت في المستشفي لمدة4 شهور علي نفقتي الخاصة والآن أمشي علي سواند وحتي هذه اللحظة التي اجريت فيها اللقاء تلقي تهديد ات تليفونية ومن خلال المنصة بميدان التحرير*