قال تقرير لسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة أن المملكة العربية السعودية تمضي منذ أكثر من عقدين في طريق مكافحة عمليات غسيل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب، ومواجهة الفكر المتطرف، وأنها كانت في مقدمة الدول المشاركة بفاعلية في محاربة تلك الجرائم، مُستمدة موقفها تجاه مكافحة عمليات غسيل الأموال من التزامها بنصوص الشريعة الإسلامية, والأنظمة المحلية، والتوصيات الدولية على حدٍ سواء، وحرصها على جعل العالم أكثر أمنًا.ووفقا للتقرير تُدرك المملكة أن عملية مكافحة غسيل الأموال أصبحت تمثل إحدى التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع الدولي، خصوصاً أنها شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً سريعاً في تنوع وتعدد الأساليب والطرق المستخدمة في تنفيذها، وهو ما دفع السعودية للإسراع بإصدار مجموعة من التشريعات والقوانين الصارمة، التي تَحِد من عمليات تبييض الأموال، ودعم الإرهاب، كما قامت بتدشين مجموعة من الهيئات والجهات التي تعمل ضمن نفس المنظومة.وأشار التقرير الي أنه في يونيو 2015، نجحت المملكة العربية السعودية في الحصول على عضوية مراقب في مجموعة العمل المالي (الفاتف-FATF)، وهي المجموعة التي تضع المعايير والتدابير الخاصة بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك بعدما أبدت المملكة التزامًا صارمًا تجاه عمليات المكافحة، وسلامة الإجراءات التي تقوم بها الجهات المعنية بمكافحة غسيل الأموال في المملكة. واشار ايضا الي أن السعودية تتقدم بخطى ثابتة نحو الانتقال من مرحلة عضوية المراقب في المجموعة إلى العضوية الدائمة، حيث أصدرت مجموعة "الفاتف" بيانًا رسميًا في سبتمبر الماضي، أشادت فيه بالإجراءات التي اتخذتها المملكة، والتغييرات الجذرية في نظامها الخاص بعمليات المكافحة من أجل جعل إطارها القانوني والمؤسسي متماشياً مع توصيات مجموعة العمل المالي (FATF) المحدّثة.ولفت الي أنها باتت المملكة في مقدمة الدول المشاركة بفاعلية في محاربة عمليات غسيل الأموال والأنشطة المتعلقة بها، وذلك منذ أن صدر قرار مجلس الوزراء رقم 15 لسنة 1999م القاضي بتطبيق التوصيات الأربعين لمكافحة عمليات غسيل الأموال وفقاً للأنظمة المعمول بها في المملكة، وتشكيل لجنة دائمة لمكافحة غسيل الأموال.حيث تعمل اللجنة الدائمة لمكافحة غسيل الأموال كرأس حربة في مواجهة تلك العمليات غير المشروعة، وتضم في عضويتها ممثلين عن عدة جهات مالية وأمنية، بما يضمن لها مرونة كبيرة في الحركة، تتيح لها دراسة جميع الموضوعات المتعلقة بمكافحة غسيل الأموال بالمملكة، والرفع عما يلزم إلى المقام السامي لاتخاذ اللازم. وتمر التشريعات والقوانين المعنية بمكافحة غسيل الأموال والإرهاب في المملكة بعمليات مراجعة دورية، بما يجعلها أكثر اتساقًا وتماشيًا مع التحور المباغت في تلك الأنشطة المُجرمة دوليًا، حيث يتم العمل بشكل دائم على إعادة صياغة بعض مواد نظام مكافحة غسيل الأموال، لكي تتوافق مع متطلبات المجتمع الدولي، والمعاهدات الدولية، وقرارات مجلس الأمن والتوصيات الدولية الأخرى.كما تحرص حكومة المملكة العربية السعودية على تعزيز عمليات التعاون الإقليمي والدولي في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف ووقف استخدام الأموال في دعم الأنشطة الإرهابية على مستوى العالم.وقد لعبت المملكة دورا محوريًا قبل عامين وتحديدا في مايو 2017 لتوقيع مذكرة تفاهم بين دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدةالأمريكية، لتأسيس مركزًا لاستهداف تمويل الإرهاب، يعمل على تحديد وتتبع وتبادل المعلومات المتعلقة بالشبكات المالية الإرهابية، وتنسيق الإجراءات المشتركة المعطلة للإرهاب، إلى جانب تقديم الدعم لدول المنطقة التي تحتاج إلى المساعدة في بناء القدرات لمواجهة تهديدات تمويل الإرهاب.
*وتحذر من إنشاء وتداول المحتوى غير الأخلاقي عبر الانترنت داخل المملكة في سياق آخر حذرت المملكة العربية السعودية مواطنيها والمقيمين على أراضيها من عقوبة إنشاء وتداول المواقع الإباحية، وبث المحتوى غير الأخلاقي عبر شبكة الأنترنت، مشددة على أن إنشاء المواد والبيانات المتعلقة بالشبكات الإباحية أو أنشطة الميسر المخلة بالآداب العامة، أو نشرها أو ترويجها تُعَرِّض مُرتَكِبها للسجن.وقالت اللجنة الوطنية لتقنين المحتوى الأخلاقي لتقنية المعلومات في المملكة: "إن بث هذه المواد يُعرض مرتكبه للسجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات وغرامة لا تزيد على 3 ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وطالبت اللجنة المواطنين والمقيمين التقيد بالنظام العام وعدم مخالفة التعليمات، لتجنب هذه العقوبات."وتعمل اللجنة الوطنية لتقنين المحتوى الأخلاقي لتقنية المعلومات بالسعودية، منذ نحو ست سنوات، بدأب شديد على حماية المجتمع السعودي من المحتوى الرقمي الغير أخلاقي، وبناء آليات التنظيم والتوعية والشراكة، للتقليل المستمر من المحتوى الرقمي الغير أخلاقي والحد من أضراره.