يبدو أن لعبة «القط والفأر» أصبحت شعار المرحلة الحالية فى تعامل محافظ البنك المركز مع أباطرة السوق؛ فمع كل قرار يصدره «عامر» لتنظيم السوق يبتكر الكثيرون حيلا عدة للالتفاف حوله مستغلين بعض البنود فى هذه القرارات لتحقيق مصالح شخصية. وكشفت مصادر مصرفية عن قيام الافراد بايداعات دولارية كبيرة الحجم فى شكل ودائع ثم يقوم اصحاب هذه الودائع برهن هذه الودائع لاستيراد سلع كمالية لا تندرج تحت قوائم البنك المركزى للسلع الاساسية لتدبير العملة. وفى رد فعل على هذه التجاوزات أصدر البنك المركزى بيانا علي موقعه الالكترونى اكتفي فيه بالتشديد علي الالتزام بجميع التعليمات الصادرة من البنك المركزى فى هذا الصدد دون وضع تدابير تحول دون تفريغ القرار الصادر فى مارس الماضى من مضمونه واستغلاله فى ايداعات دولارية بهدف استيراد السلع الكمالية وغير الاساسية. وأكد أحمد عبدالغنى مسئول مصرفى بأحد البنوك الخاصة أن بعض الافراد قاموا بايداعات دولارية كبيرة وتم رهنها مقابل عمليات استيرادية ولم يكن امام البنوك سوى القبول بهذا الامر لأنه قانونى، ولكنه يعد التفافا من قبل بعض اصحاب الشركات والافراد لاستيراد سلع مستثناة من قواعد البنك المركزى لتدبير العملة الخاصة بالاستيراد. وأكد عبدالغنى أن بعض البنوك ستتراجع عن اتخاذ مثل هذه الاجراءات مرة أخرى بعد وصول خطاب البنك المركزي فى هذا الصدد فى حين لن يكون هناك منع تام لهذه الطرق ما دام من حق العميل رهن ودائعه وفقا لقواعد العمل المصرفى المتعارف عليها. وقال أكرم عزب مسئول ائتمان بأحد البنوك العامة إن قرار البنك المركزى جاء متأخرا بعد ما يزيد على شهر من قرار المحافظ بالغاء الحدود القصوى للايداع والسحب بالعملات الاجنبية للافراد الطبيعيين، وخلال هذه المدة تم تسهيل عمليات استيراد كبيرة الحجم بجميع البنوك العامة والخاصة؛ حيث نشطت حركة الاستيراد باستغلال هذه القرارات التى كان يتوجب حين صدورها تضمينها ما يمنع مثل هذه التحركات التى تمت بهدف الالتفاف علي قررات البنك المركزى. كما لم يكن قرار رفع أو الغاء سقف الايداع هو الوحيد الذى شهد اختراقا من قبل الافراد المتعاملين مع الجهاز المصرفي أو البنوك نفسها حيث فرغت البنوك قرار المحافظ الخاص بالتركز الائتمانى وخفض الحد الاقصى لتوظيفات البنوك لدى العميل الواحد من 02٪ الي 51٪ من القاعدة الرأسمالية للبنك. وقامت بنوك -بحسب مسئولى من قطاع الائتمان- بالاتفاق مع العميل علي سداد جزء من المستحقات المالية عبر موارده الذاتية حتى تصل نسبة مديونياته للنسبة المقررة من البنك المركزى وفى حال عدم قدرة العميل علي توفير تلك الموارد فيمكن اللجوء الي الاقتراض من بنك آخر لسداد مديونياته التى وصلت للحدود القصوى المقررة كحل ملائم لتلك القرارات. وأكدت المصادر أن بعض البنوك قامت ببيع جزء من محافظ العملاء الذين تخطوا حاجز الائتمان المقرر من البنك المركزى لبنوك أخرى للتحايل علي قرارات البنك المركزى الي جانب حصولهم علي ضمانات من الهيئات الحكومية حال تخطى القرض حجم الائتمان المسموح. وكشف أشرف الابراشى الشريك الرئيسى لمكتب الابراشى للاستشارات القانونية والمحاماة وأن تقليص التمويل البنكى لعمليات الاستحواذ علي الشركات بناء علي قرارات البنك المركرى لن يؤثر علي البنوك الممولة لهذا النوع من الاستحواذ حيث إن نسبة ال 05٪ من قيمة الصفقة المقررة من البنك المركزى هي النسب نفسها التى تمولها البنوك وإن كانت تزيد فى بعض الاحيان الي 07٪ وهو ما سيتم التراجع عنه للوصول بالنسبة الي 05٪ وهي النسبة السابقة وبذلك يكون القرار «تحصيل حاصل». وأكد أن البنوك لا تمول 001٪ من قيمة الاستحواذات بشكل عام وكانت تكتفى فقط بربع قيمة الأسهم حينما كانت الضمان للأسهم.