احتفلت سلطنة عمان بتكريم الفائزين في مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية التي تقام تعبيرا عن الاهتمام الكبير برعاية الحرفيين . تزامنا مع الاحتفالات أقيم المعرض الدولي للصناعات الحرفية بمتنزه القرم الطبيعي حيث سجل نقلة نوعية في الصناعات الحرفية مع إبراز الهوية التراثية، وقد استقطب عددا كبيرا من الزوار الذين حرصوا على زيارته لمشاهدة التطور النوعي في المنتجات.شاركت في المعرض مصر إلى جانب السلطنة والعديد من دول العالم وفي مقدمتها الصين والأردن ولبنان والسودان والجزائر والهند وإيران وماليزيا ونيجيريا وأوزبكستان وتركمانستان وسيرلانكا ، بالإضافة إلى عدد من الهيئات والمنظمات الدولية المختصة كمجلس الحرف العالمي. تضمن المعرض محتويات ومنتجات حرفية متطورة تعرض لأول مرة. خطط لتجديد التراث وحماية حقوق الملكية الفكرية من جانبها اهتمت الحكومة خلال الفترة الماضية بمسح وتسجيل وتوثيق الصناعات الحرفية والمهن التقليدية العمانية ومنتجاتها العديدة.وللحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لها، تم تسجيل الكثير منها لدى « اليونيسكو » . ومن أبرز ما تم انجازه تحويل هذا القطاع إلى مجال جاذب للأيدي العاملة ، سواء من خلال تجديد وزيادة مراكز التدريب ومصانع المنتجات الحرفية ، أو من خلال تقديم منتجاتها في إطار متطور في المواقع السياحية ، مع العناية بالعاملين فيها وزيادة قدراتهم المهنية والحرفية والابتكارية أيضا.في هذا المجال فإن جائزة السلطان قابوس ، التي يتم سنويا ، توزيع الكؤوس على الفائزين في مسابقتها ، تشكل سبيلا هاما ودافعا قويا لبذل المزيد من الجهد للنهوض بمنتجاتهم وتطويرها والحفاظ في الوقت ذاته على خصائصها التراثية المميزة يتوافق ذلك مع خطط استراتيجية حماية التراث وتجديده ، سواء الثقافي، والحضاري أو المادي ، وذلك تنفيذا للسياسات التي يوجه ويدعم تنفيذها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ، وهي تعكس إدراكا عميقا لأهمية وقيمة التراث العماني العريق ، وحرصا على مواصلة الإسهام في رفد الحضارة الإنسانية في هذا الاتجاه يتم الاهتمام بالصناعات المتنوعة ، ودعم القائمين بها وتطوير قدراتهم وإبداعاتهم ، على أسس علمية تحافظ على التراث وتضيف إليه .يتجسد ذلك أيضا في إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية منذ عام 2003 ، ثم الاحتفال سنويا بيوم الحرفي العماني وعلى امتداد سنوات تم القيام بدور كبير وملموس ، فيما يتصل بمختلف الجوانب ذات الصلة ، للحفاظ على ما تمثله من قيمة تراثية ، وكذلك أيضا لتطويرها اقتصاديا .من جهتها أكدت الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية أنّ المسابقة استطاعت أن تُرسِّخ ثقافة الإجادة مما عزز من فرص الارتقاء بمستوى الصناعات ودورها لترجمة غايات استدامة التنمية وأهدافها بما يعزز من توجه السلطنة نحو تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق أهداف وخطط التنمية الشاملة. تأسيس قنوات من الشراكة العالمية وتؤكد المنظمات الدولية أن للسلطنة دورا رياديا بارز في تأسيس قنوات من الشراكة العالمية الهادفة إلى تحقيق تفاهمات تعنى بصون الموروثات المعبرة عن الهوية الوطنية بالإضافة إلى سعيها من أجل المشاركة في تنفيذ مختلف المبادرات المتعلقة بحماية الصناعات الحرفية وتطويرها، وتحرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية على تهيئة كافة مجالات التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية الى جانب التأكيد أهمية تأصيل الموروثات الحرفية وتوثيق هويتها الوطنية بما يضمن إستمرارية إنتاج الحرف وينمي من زيادة إقبال الأيدي العاملة الشابة الوطنية إليها باعتبار القطاع الحرفي من القطاعات الواعدة والأخذه في نمو مع تحقيقها لمعدلات مساهمة متزايدة في الناتج الوطني ومستوى الدخل.وتعمل الهيئة العامة للصناعات الحرفية وبصور متعددة على تعزيز مجالات التعاون المشترك مع كافة المنظمات والهيئات المعنية بقطاع الصناعات الحرفية إلى جانب ما يتصل بهذا القطاع من تطوير وتنمية بالإضافة إلى حماية حقوق الملكية الفكرية للموروثات الحرفية .وقد لاقى المعرض اقبالا غير مسبوق على مدى ثلاثة ايام حيث شهده اكثر من 20 الف زائر من المهتمين بالصناعات الحرفية حيث يقدم المعرض حرفا مطورة تعرض لأول مرة في مجالات مختلفة .وتسعى السلطنة من خلال تنظيمها للمعرض الدولي إلى ترسيخ ثقافة الاداء المؤسسي للحرفيين وذلك بالإطلاع على التجارب والخبرات الدولية والمجيدة في الانتاج والتسويق والعمل الحر بالإضافة الى إكساب الحرفيين مهارات أكثر فاعلية في التواصل المجتمعي والمعرفة الترويجية إلى جانب استعراض عدد من المبادرات الداعمة للنهوض والتطوير الحرفي ، كما تهدف إلى التعريف بالكفاءات الحرفية العمانية وذلك من خلال تقديم عروض حية لعدد من الحرفيين في مختلف الصناعات الحرفية كصياغة المشغولات الفضية والسعفيات والتطريز والنسيج القطني والصوفي بالإضافة إلى الصناعات الفخارية ، إلى جانب إطلاع زوَار المعرض على نماذج متعددة من الصناعات الحرفية المطورة. وتحرص الهيئة علي تعزيز الحوار الحضاري وتقدير الموروثات الحرفية وذلك بتعريف الزوار بمختلف الصناعات الحرفية إضافة إلى تقديم معلومات متكاملة للزوار عن المشاريع وبرامج الدعم والرعاية الحرفية التي تنفذها السلطنة بهدف تطويرالموروثات الحرفية، كما تحرص الهيئة من خلال المشاركات الخارجية الى الاستفادة والاطلاع من التجارب والخبرات المتنوعة لمختلف الهيئات والمؤسسات الدولية التي تعنى بالصناعات الحرفية بهدف تعزيز القدرات والمهارات للقطاع الحرفي في السلطنة. المرأة العمانية تفوز بالعديد من المراكز الاولي وقد حصدت المرأة العمانية العديد من المراكز الاولي . علي سبيل المثال حصلت هبة بنت أحمد الرحبية على المركز الأول في مجال النسيج واستحقت كأس السلطان قابوس عن فئة الإنتاج الحرفي.فيما فازت حسنة بنت عبيد الدرعية بالمركز الثاني.وفي الصناعات الحديثة فازت خيار بنت سعيد بالمركز الثالث. وفي مجال المعادن والفضيات فازت بالمركز الأول بدرية بنت هاشل الهنائية .