تبحث الدولة حاليا آلية لتطبيق التأمين على العمالة غير الرسمية لا سيما فى قطاعات الزراعة والتشييد والبناء من خلال التأمين الاجتماعى أو من خلال التأمين التجارى تحت مسمى التأمين المتناهى الصغر .. التقرير التالى يبحث مدى إمكان التأمين على العمالة غير الرسمية فى السوق المصرى . قامت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى بالبحث مع خبراء البنك الدولى أفضل الخبرات للتأمين على العمالة غير الرسمية فى قطاع التشييد والبناء تمهيدا لضم هذه الفئة من العمالة غير المنتظمة تحت مظلة الحماية الاجتماعية . يقول أحمد عارفين رئيس الشركة المصرية للتأمين التكافلى إن التأمين على العمالة غير الرسمية أو المؤقتة عادة مايكون تأمينا اجتماعيا وذلك لضمان حد أدنى من الحماية للعامل فى حالة الإصابة أو الوفاة وعادة مايكون رسوم أقساطه محدودة ويشارك فى سدادها صاحب العمل من خلال التعاقد مع هيئة التأمينات الاجتماعية ويمكن أن تضم عدة قطاعات مثل قطاع التشييد والبناء أو القطاع الزراعى وهذه الحماية تضمن للعامل الحصول على معاش فى نهاية مدة الخدمة وجهة العمل ملزمة فى هذه الحالة بالتأمين على العمال لديها ، أما التأمين التجارى فهذه عادة اختيارية ولايلزم صاحب العمل بالتأمين التجارى على العاملين لارتفاع قيمة القسط ولأنه اختيارى فإن المواطنين لا يقبلون على الالتزام بأقساط وسداد مبالغ دورية عندما يكون الأمر اختيارى حتى لو كان الأمر لمصلحتهم ويوفر تعويضا لهم فى حالة الخطر وفى حقيقة الأمر فإنه يصعب إلزام هذه الفئة ( العمالة غير الرسمية ) بالتأمين التجارى لأن التأمين يرتبط بوجود عائد مستمر ثابت يمكن صاحبه من سداد أقساط التأمين وهو لايتوافر فى حالة العمالة المؤقتة ولأنه يكبدها جزءا كبيرا من العائد الذى تحصل عليه . ويوضح أن التأمين على العاملين فى الخارج والذى قام الاتحاد المصرى للتأمين بإعداد وثيقة تأمين بشأنه يلزم تطبيقه بصفة إجبارية وبالتالى تضمن زيادة عدد المكتتبين فيه وسداد أقساط التأمين وقد تم التفكير فى إعداد هذه الوثيقة عندما تزايدت المخاطر التي يتعرض لها المصريون فى الخارج لا سيما فى دول مثل ليبيا واليمن والوثيقة تضمن حماية المصريين ضد مخاطر الموت أوفى حالة إنهاء العقد التعسفى ، وبالتالى تضمن له تعويضا مناسبا ولأسرته فى حالة فقد العمل فى الخارج أو فى حالة فقد عائل الأسرة نفسه أو فى حالة العجز وقيمتها نحو 100 ألف جنيه . وقد انتهى الاتحاد من إعداد الوثيقة وتسعيرها وفى انتظار تطبيقها من الدولة بصورة إجبارية بحيث لا يتم إصدار تصريح السفر للعمل بالخارج إلا بعد الاكتتاب فى هذه الوثيقة . ويقول د. محمد غازى رئيس شركة مصر لتأمينات الحياة إن حماية العمالة غير الرسمية يمكن لقطاع التأمين التجارى أن يغطيها من خلال ما يسمى بالتأمين المتناهى الصغر ، فهناك قاعدة عريضة من الشعب بعيدة عن مظلة التأمين فنحن لدينا مايقرب من 10 آلاف قرية بمتوسط 12 ألف مواطن أى مايقرب من 40 مليون مواطن تهتم أو تندرج تحت مظلة التأمين متناهى الصغر ، أى أن القسط التأمينى لا يزيد على 100 جنيه شهريا ، وهو النوع من التأمين كان معروفا فى الماضى باسم التأمين الشعبى ، فالعامل في هذه الأسر عندما يصل إلى سن المعاش يحصل على معاش التضامن الاجتماعى والذى لا يغطى ربع احتياجاته الأساسية ومن ثم فإن التأمين المتناهى الصغر او الشعبى يسهم فى توفير مورد آخر للعامل يكفيه معيشته . ويرى أن الوعى بأهمية الاكتتاب فى التأمين متناهى الصغر أو الشعبى هو الخطوة لتحقيق الاستفادة للعامل فعندما يدرك أهمية هذا التأمين سوف يبادر فى الاكتتاب فيه والذى عادة لايزيد القسط التأمينى له على 100 جنيه . أما بالنسبة لشركات التأمين فإنها تسعى لتخفيض تكلفة التسويق لأقل قدر ممكن لا سيما مع انخفاض قيمة القسط ، وبالتالى يمكن أن تعين مندوبا واحدا لها فى كل قرية ترغب فى اجتذاب عملاء لها ويتولى هذا المندوب الترويج للخدمة من ناحية وتحصيل الأقساط من ناحية أخرى ويحصل على عمولة مقابل عمليات التأمينات التى يقوم بها . وهناك شركات تأمين لديها بالفعل مندوبون فى تلك القرى على مستوى جمهورية مصر العربية وهناك آليات عديدة تسهل تسديد الأقساط من خلال الكروت المدفوعة أو البريد وكلاهما متاح فى كل قرى الجمهورية .