عندما تشتعل نيران الاخضر «الدولار» فى عالم العملات الاجنبية سواء فى السوق الرسمية او الموازية لتقترب قيمته من ثمانية جنيهات، وفى ذات الوقت يعلن عن استقدام طقم حكام اجانب لمباراة القمة فى مصر؟! لا تندهش فأنت فى بلاد العجايب.. انت فى مصر.. مش مهم الحديث عن ازمة البوتاجاز ولا تكوين مخزون استراتيجى من السلع الاساسية.. المهم مبارة القمة! أى «قمة» هذه ؟ لماذا لا تسمى الاشياء بأسمائها الطبيعية وطبقا للظروف الحالية. الفريق القومى تاه فى عالم الكرة «والقمم» بالمفهوم المصرى تصطف فى الطابور الافريقى والعربى، لقد حصدت الجزائر الجائزة الكبرى.. ولا عزاء للكرة المصرية.. واذا كان البعض يرى ان تكلفة استقدام الحكام الاجانب ضئيلة، فإننا نتحدث عن المبدأ الاساسى وسلم الاولويات فى اوجه الانفاق، كما ان رحلة الأف ميل تبدأ بخطوة تليها خطوات تؤدى الى امتداد المساحة وتراكم النتائج. عندما تصدح المطربة بأغنية وطنية عن البناء وعزم الرجل ودورهم فى مصر، وتعتمد مشاهدها الاساسية على تجمعات من الجنود تمارس مهامها العسكرية والامنية، الى جانب مجموعة من العمال يمارسون اعمالهم بهمة ونشاط فى مجال التصنيع والبناء يكون من غير الطبيعى وبما يدخل فى نطاق العجائب المصرية، ارتداء المطربة لفستان سهرة مثل سهرات الكريسماس واعياد رأس السنة، آخر صيحة، مصحوبا باكسسوار من اللؤلؤ ويمارس المخرج ومدير التصوير مهارة فائقة فى الانتقال بالكاميرا ما بين الجدية والانضباط.. وبين فستان السهرة الخاصة بالمطربة فتكون مهارة المخرج.. اصدق دليل على التناقض واللامعقولية فى العجائب المصرية. عندما تأتى السيدة مقدمة البرنامج.. او السيد مقدم البرنامج.. برتل من الاكسسوارات والحلى والمجوهرات واناقة تنافس عروض الازياء للنساء.. وللمرحومين رشدى اباطة وانور وجدى فى افلام زمان، ويكون موضوع الحلقة الحديث عن الفقر والفقراء. وسكان العشش والعشوائيات تكون الطامة الكبرى وعجب العجائب، خاصة اذا تضمنت الحلقة مقابلات شخصية مع بعض الافراد من هذه الطبقة وتلك المناطق فيكون لقاء الاضداد والاستثمار الاقصى والمتاجرة بالفقراء. عندما يكون المتحدث لبقا فى الحديث عن اهمية العمل وكيف للمرء ان يؤديه بكل دقة وانضباط بينما دفتر احواله المهنية ومسيرته الوظيفية يشير الى اقصى استغلال لمكانه الاساسي وما يتعداه.. مثل القرد، كلما صعد الى اعلى تفنن فى ألاعيبه، تكون هذه اعجوبة اخرى من عجائب مصر.. فالمقولة تقول «فاقد الشىء لا يعطيه». عندما تسقط ذقن توت عنخ آمون فى القناع الذهبى وتستخدم مواد لاصقة غير ملائمة بفهلوة مصرية مطلقة تكون هذه احدى العجائب.. فالمصرى القديم لايزال يبهر العالم بتقدمه وانجازاته.. بل انه يطعم المصرى الحديث من خلال ايراداته السياحية.. ولكن الاخير »ادمن الفهلوة« ودهن الهوا دوكو.. حتى يصل الى «الايبوكس» للصق ذقن الملك القديم الشاب، جريمة اهتزت لها الدوائر العالمية المعنية بالآثار. عندما يتشدق البعض بأن استثماراته فى الخارج قد تزايدت ومصانعه التابعة قد انتشرت.. لابد ان تندهش من العجائب المصرية بينما معدل البطالة تجاوز 13٪ فى البلاد ومشكلات الشباب وغير الشباب، تصدح فى الاجواء.. نجد ان الاستثمارات المصرية كفت وزادت على ارض الوطن فانتقلت الى غزو الاسواق العالمية! ناسية متناسية دور القيمة المضافة الناجمة عن العمل المصرى، فى زيادة معدل النمو القومى والعجيب فى الامر.. ان هذه الاستثمارات لا تتجه الى السوق الافريقية التى اصبحت مرتعا خصبا للاستثمارات الاخرى ومن بينها الاسرائيلية. العجائب المصرية ذات الطبيعة الخاصة زادت وتراكمت.. وتجاوزت عجائب الدنيا السبع.. ولايزال الحديث ممتدا عن المفارقات.. اقصد العجائب المصرية.