رغم فوز صناع البلاسيتك فى الجولة الثانية من معركة القرار رقم 430 لسنة 2012 وذلك بالغائه مؤخرا فى 12 سبتمبر الجارى ،والذى كان ينص على فرض رسوم وقائية على واردات خامة البولى بروبلين احد أهم خامات انتاج البلاستيك بنسبة 15 %من مختلف دول العالم لحماية انتاج شركة (المصرية للبولى بروبلين)المنتج المحلى الوحيد للخامة والذى صدر فى تاريخ 6 يوينو الماضى لمدة 200 يوم ، وكان محمد فريد خميس رئيس مجلس ادارة الشركة قد فاز بالجولة الاولى من المعركة من خلال اصدار الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة السابق القرار وتمسكه باستمراره وعدم الغائه رغم اعتراض اصحاب مصانع بلاستيك ، الامر الذى ادى الغاؤه الى اثلاج صدور صناع البلاستيك ، الا ان هناك حالة من الترقب والتخوف ازاء اصرار ?فريد خميس? على الدخول فى الجولة الثالثة من المعركة ومعاودة المحاولة من خلال انتظار نتائج التحقيقات التى لا تزال مستمرة فى دعوى الاغراق المقدمة من قبلها لفرض رسوم اغراق نهائية على خامة البولى بروبلين ? وعزز هذا القلق تصريح محمد فريد خميس عن ان سبب وقف قرار فرض رسوم وقاية على خامة البولى بروبلين الواردات من مختلف دول العالم بنسبة 15 ? والذى كان مقررا لمدة 200 يوم ، يرجع الى عطل مفاجئ فى خطوط انتاج الشركة ادت الى توقف الانتاج الامر الذى لم يسعف الشركة فى الوفاء بتغطية احتياجات مصانع البلاسيتك من الخامة ،بما اثار التخوف حول احتمالية عودة العمل بالقرار ثانية فى حال الانتهاء من اعمال الصيانة بالشركة قبل مرور ال 200 يوم المقررة لعمل القرار خاصة وان التحقيقات فى قضية اغراق السوق بواردات هذه الخامة مازالت مستمرة ? من جانبه قال المهندس نبيل ممدوح المدير العام التجارى للشركة ل?الاهرام الاقتصادى? ان الشركة لن تتنازل عن حقها فى حماية منتجاتها من الوادرات الاجنبية والتى تغرق السوق المحلية باسعار لا يمكن منافستها، مؤكدا ان اهم اسباب الغاء القرار يرجع الى العطل المفاجئ الذى اصاب بعض خطوط الانتاج بالشركة منذ نحو 4 اسابيع ،بما ادى الى توقف جزئى فى الانتاج بنسبة 50 ? ، كاشفا عن توقف الانتاج كليا الايام الحالية بسبب امتداد الاعطال لدرجة يصعب معها استمرار العملية الانتاجية بالمصنع ? لكنه عاد ليوضح انه تجرى حاليا اعمال الصيانة لكامل خطوط الانتاج بالشركة ،ومن المخطط العودة للانتاج بكامل الطاقة خلال الفترة القريبة المقبلة ،مشيرا الى انه بمجرد عودة الشركة للانتاج ستخطر الشركة وزارة الصناعة والتجارة الخارجية وجميع عملائها من مصانع البلاسيتك لاستئناف التعامل? ولفت ممدوح الى انتظار الشركة لنتائج التحقيقات فى دعوى الاغراق المقدمة من قبلها ضد الورادات الاجنبية خاصة من السعودية حيث ان الامر لم ينته عند وقف العمل بقرار الوقاية ،وذلك لان هناك خطرا حقيقىا يهدد الشركة من غزو الواردات الاجنبية ولابد من العمل لايجاد حل جذرى له? واشار الى ان الواردات الاجنبية من خامة البولى بروبلين ادت الى اضرار بالغة الخطورة بالشركة وكبدتها خسائر فادحة طوال السنوات الماضية ،مشيرا الى ان الواردات من البولى بروبلين تدخل مصر باسعار اقل من مثيلاتها بباقى دول العالم ،فضلا عن انها اقل من قيمة الخامات الداخلة فى انتاج البولى بروبلين نفسها بما يعنى استحالة منافستها باسعار الانتاج المصرية ،موضحا ان الدول الموردة لنا وعلى رأسها السعودية تمنح صناعها ومصدريها دعما كبيرا على المواد الخام والطاقة والتصدير بما يساعدهم على تخفيض اسعارهم لدرجات تنافسية دون ان يتأثر هامش ربحهم على الاطلاق ،الامر الذى لا يمكن لشركتنا باى حال ان تنافسه نظرا للاعباء الثقيلة المكبلة بها الصناعة المحلية فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد ? فى المقابل عبر صناع البلاستيك عن فرحتهم الشديدة بالغاء قرار وقف فرض رسوم وقاية على واردات البولى بروبلين ومن ثم تيسير استيرادها من الخارج وعدم التقييد بشرائها من الشركة المصرية لانتاج البولى بروبلين ،حيث اكد خالد ابو المكارم رئيس شعبة البلاستيك بغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات ان القرار اعاد الحق لاصحابه ورفع الظلم عن صناع البلاسيتك ،موضحا ان القرار القديم أدى الى تكبيد المصانع خسائر فادحة دفعت العديد المصانع والبالغ اجمالى عددها 2650 مصنع الى الاغلاق? ومن جهته كشف مجدى نصرى عضو الشعبة وعضو لجنة بحث المشكلة ممثلة عن صناع البلاستيك ل ? الاهرام الاقتصادى ? عن الاسباب الحقيقية لالغاء قرار رسوم الوقاية ان الاعطال واعمال الصيانة التى تجريها الشركة المصرية للبولى بروبلين ليست السبب المؤثر الدافع لاصدار القرار ،واكد أن الاسباب ترجع الى الكشف عن ضعف موقف الشركة فى مطلبها وبيان عدم احقيتها فى حماية منتجاتها برسوم الاغراق ومن ثم برسوم الوقاية ،وذلك خلال جلسات الاستماع التى عقدتها وزارة الصناعة بحضور طرفى المشكلة لبحث مدى صحة القرار وخاصة جلسة 27 اغسطس الماضى والتى حضرها عدد كبير من الشركات العربية المصدرة لمصر حيث شهدت حضور كل من وزارة التجارة السعودية ومجلس الهيئة التنمية الصناعية الكويتية ووزارة الاقتصاد الامارتية وممثلى مجلس التعاون الخليجيى وشركة سابك السعودية للبتروكيماويات وشركة بتروكيماويات الكويت وعدد من المحاميين التجاريين والمستشاريين القانونين العرب والمصريين ? وقال نصرى ? انه بالتباحث خلال الجلسة تبين ان عدم صحة الارقام التى تستند اليها الشركة المصرية للبولى بروبلين فى دعواها لفرض الاغراق ،حيث قدمت الشركة مستندات تشير الى ان نسبة الزيادة فى وادرات الخامة التى دخلت مصر من مختلف دول العالم فى الفترة من 2009 ????? تقدر ب 193 ? حيث وصل حجمها الى 453 الف طن ، فى حين انه تبين من خلال تقرير للجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء ان حجم واردات الخامة التى دخلت مصر فى هذه الفترة لم يتجاوز 257 الف طن فقط ،بما يعنى ان نسبة الزيادة الصارخة التى تستند اليها الشركة غير صحيحة ،فضلا عن ان الزيادة فى الورادات خلال الفترة المذكورة ليست كبيرة بالدرجة التى تستوجب حماية للمنتج المحلى منها? مضيفا انه تبين ايضا من خلال مباحثات اللجنة مع وزارة الصناعة ان الشركة لم تف وعودها وفقا للاتفاق المبرم مع مصانع البلاسيتك بتوفير احتياجات المصانع من الخامة فى ظل القرار حينما كان ساريا ،حيث بدأت الشركة تتراجع عن اتفاقها بتقديم التسهيلات للعملاء واتجهت للمطالبة بفورية السداد النقدى، فضلا عن التراخى فى اعلان الاسعار والمقرر الاول من الشهر الا انها ذهبت للتأخير حتى منتصف الشهر ،مشيرا الى ان مخالفة الشركة لالتزامها مع مصانع البلاسيتك بعد فرض القرار القديم عزز موقف مصانع البلاسيتك فى شكواهم من القرار ومطالبتهم بضرورة الغائه ? واشار الى ان القرار القديم بفرض رسوم الوقاية ادى الى تكبيد مصانع البلاسيتك خسائر فادحة ودفع بعضها الى الاغلاق ،لافتا الى توقف شركة ?تغليف للصناعات الامارتية? عن توسعاتها فى مصر بمد خط انتاج لتصنيع افلام البولى بروبلين والذى كانت استثماراته تقدر ب 50 مليون دولار بسبب قرار الوقاية ? وكشف نصرى ان سبب المشكلات التى تتعرض اليها الشركة المصرية للبولى بروبلين يرجع الى سوء ادارة ومشكلات داخلية تدفع بها الى الاقدام على قرارات واتجاهات غير سليمة ،مشيرا الى انشاء مصنع لانتاج البولى بروبيلن فى العين السخنة والذى اغلق حاليا ،يعد نموذجا حقيقيا لهذا العيب حيث لم يكن من الصحيح انشاء مصنع فى العين السخنة بما يضطر لرفع تكلفة الاستيراد وذلك لمرور الواردات على قناة السويس ،كذلك الاعتماد على توفير حاجة المصنع من الغاز الطبيعى عن طريق الاستيراد من ليبيا الامر الذى أثر سلبا وبشدة على عمل المصنع بعد الثورة الليبية وتوقف التصدير ،لافتا الى ان الحجج التى يتجه اليها القائمون على الشركة من ان شركات منافسة سعودية وبالتحديد ?سابك? تستهدف الاضرار بالشركة والتفوق عليها ليس لها اساس من الصحة ،حيث ان الامر نفسه تواجهه شركة سيدى كرير للبتروكيماويات ? سيد بك? ازاء انتاج البولى ايثلين ومع ذلك لم تشتك من منافسة ?سابك? بل على العكس تنجح الشركة سنويا فى تحقيق ارباح كبيرة وصلت اخرها الى مليار جنيه عام 2011 واكد نصرى ثقته فى نزاهة التحقيقات التى تجريها وزارة الصناعة والتجارة الخارجية من خلال جهاز حماية الدعم ومكافحة الاغراق حاليا ،مشيرا الى ان مراعاة القائمين على التحقيقات لضميرهم وسعيهم الجاد الى احقاق الحق يطمئن الصناع فى استرداد حقوقهم دون بخس او ظلم