طرح الرئيس الصيني شي جين بينج خلال جولته في وسط آسيا ومجموعة دول الآسيان في عام 2013، مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و»طريق الحرير البحري للقرن ال 21أو ما يسمى باختصار «الحزام والطريق» من أجل تعزيز الحوار والتواصل والمبادلات التجارية ومبادلات العملة والتواصل الشعبي. -------------- ووفقا لتقرير حديث لجامعة الشعب الصينية بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير يمكن تنفيذه وفقا لثلاث خطوات : فترة التعبئة الإستراتجية من الآن حتى عام 2016، فترة التخطيط الإستراتجي من عام 2016 إلى عام 2021، وفترة التطبيق الإستراتيجي من عام 2021 إلى عام 2049 .و أشار التقرير إلى أن إجمالي الناتج المحلي للبلدان الواقعة على خط طريق الحرير يمثل 55٪ من إجمالي الناتج العالمي، ويضم 70٪ من عدد سكان العالم و75٪ من موارد الطاقة المعروفة . لذلك، فإن حجم اقتصادها، إلى جانب سرعة النمو الاقتصادية الأكثر تنافسية في العالم يجعل الحزام الاقتصادي لطريق الحرير شريانا اقتصاديا في عصر العولمة الجديد. والمعادل لمراكز استراحة القوافل القديمة على طريق الحرير الجديد، هو ما يطلق عليه في الوقت الراهن « النجوم الصاعدة والتي تشمل مدنا مثل: أبو ظبي، دبي، بكين، مومباي، تشيناي، طوكيو، الدوحة، كوالالمبور، سنغافورة، هونج كونج، الرياض، شنغهاي . هذا في حين ان مراكز استراحة القوافل القديمة على طريق الحرير القديم، مثل إيران،ولبنان وسوريا والأردن، والعراق، ستتراجع وتخلي الطريق للمراكز الصاعدة. ويرى تقرير لمجلة الإيكونومست أن بناء طريق الحرير الجديد يعطى لكازاخستان ميزة جيوغرافية بالنسبة للصين , فاستعدادا» لمستقبل واعد تكون فيه قوة عظمى إقليمية جديدة، تقوم كازاخستان ببناء ميناء جديد وشبكة للسكك الحديدية في الصحراء على الحدود الشرقية مع الصين، والتي من شأنها أن تساعد على تحقيق خطة بمليارات الدولارات للصين وهى «طريق الحرير الجديد «. والمعروف إن رحلة نقل البضائع الصينية من المصنع إلى الأسواق الأوروبية عن طريق البحر تستغرق حوالي 60 يوما وهى مدة طويلة للحصول على أحدث لاب توب وغيره من منتجات «الموضة السريعة». لكن كازاخستان توفر طريقا مختصرا , يفترض ألا تتجاوز الرحلة عبره 14 يوما فقط. وتقدر تكلفة مشروع السكك الحديدية الجديدة والذيسيستغرق خمس سنوات 44 مليار دولار لكنه سيخفض زمن الرحلة إلى عشرة أيام.وكانت الرحلات التجارية بين الصين وأوروبا عبر كازاخستان قد زادت بنسبة 80٪ منذ عام 2012 .غير أن معظم التجارة الصينية تتم عبر البحر الذي يعد أرخص كثيرا، (حوالي 4000 دولار للحاوية بدلا من 9000). وفي رأى الرئيس الصيني شي جين بينج، أن طريق الحرير الجديد يصلح كبديل للممرات البحرية التي تسيطر عليها أمريكا. وفى يوم 8 نوفمبر تعهد بينج بتخصيص 40 مليار دولار لتنفيذ الحلم الصيني ببناء طريق الحرير الجديد. ومع ذلك، يعتمد نجاح المشروع أيضا على روسيا ، المنافس المحتمل للصين على النفوذ في آسيا الوسطى.وكان مشروع روسي هو الذي ساعد في المقام الأول في تيسير حركة النقل في جميع أنحاء أوراسيا. وفي عام 2011، شكلت كازاخستان مع روسيا وروسيا البيضاء، اتحادا جمركيا، والذي من المقرر أن يصبح الاتحاد الأوراسي في يناير المقبل. ويقول البعض إن هذا الاتحاد هو محاولة من فلاديمير بوتين لإعادة بناء الإمبراطورية السوفيتية. ومما يدعو للقلق، تزامن التدخل الروسي في أوكرانيا مع انخفاض تجارة الاتحاد الجمركي بواقع الخمس هذا العام. من ناحية أخرى، زيادة التوترات بين روسيا والغرب بسبب أزمة أوكرانيا تجعل الطريق عرضة للخطر. ومن ثم يشعر الأوروبيون بالقلق تجاه الاعتماد على روسيا في نقل بضائعهم .وبالفعل في شهر أكتوبر الماضي هددت روسيا بمنع عبور المنتجات الغذائية الغربية عن طريق كازاخستان وروسيا البيضاء لفرض نفوذها بعدما فرض الغرب عقوبات على روسيا بسبب ضمها جزيرة القرم والتوغل في أوكرانيا. يذكر أنه بعد أيام من إعلان الرئيس الصيني مساهمة بلاده ب40 مليار دولار لإقامة صندوق لتمويل بناء البنية التحتية لطريق الحرير الذي سيربط أسواقها بثلاث قارات تمت الإشارة إلي أنه سوف تستخدم الأموال في تقديم الدعم الاستثماري والمالي لإقامة البنية الأساسية والموارد والتعاون الصناعي والمالي والمشروعات الأخرى الخاصة بالترابط بين الدول الواقعة على طول «الحزام والطريق»، وذلك وفقا لما صرح به شي جين بينج خلال اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا- الباسيفيك (الابيك) التى اختتمت الأسبوع الماضي في بكين. وسوف يشرف علي الصندوق البنوك الصينية المملوكة للدولة مثل بنك التنمية الصيني، وسيتم تطبيق سياسات لتشجيع البنوك الصينية لتمويل البنية التحتية في البلدان الواقعة على الطريق ، وبحسب مسئولين سيتم حث الشركات الصينية على الاستثمار في تلك البلدان وتقديم عطاءات للفوز بعقود. وسيقتصر التمويل على المناطق التي تشملها الخطة في جنوب آسيا ، جنوب شرق آسيا ، الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا. وفى تعليق على ذلك ,يقول باحث في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة في بكين إنه في السابق، ركزت الصين على جذب الاستثمار الأجنبي، ولكن الآن تشجع خروج الاستثمارات إلى الخارج. يذكر أنه في أوائل شهر نوفمبر استضافت مقاطعة جواندونج الجنوبية -المركز الصناعي الذي ساعد الصين على النهوض الاقتصادي على مدى العقود الثلاثة الماضية - المعرض الافتتاحي الدولي لطريق الحرير البحري ، بمشاركة 42 دولة . ووفقا لخريطة نشرت على موقع وكالة أنباء شينخوا الرسمية ، يبدأ طريق الحرير الجديد من العاصمة القديمة شيآن، ويمتد غربا عبر لانزهو قبل أن يخترق الجنوب الغربي في آسيا الوسطى و الشرق الأوسط وأوروبا. اكتشف الصينيون صناعة الحرير قبل آلاف السنين، وقد أذهلت هذه الصناعة الناس قديماً، فسعوا لاقتناء الحرير بشتى السبل، وبدأ الحرير يأخذ طريقه من الصين إلى أرجاء العالم. ليس الحرير وحده بالطبع، وإنما بضائع كثيرة، ما لبث انتقالها من الصين وأقاصي آسيا، إلى أواسط آسيا وشمال إفريقيا ووسط أوروبا؛ أن اتخذ مسارات محددة، عرفت منذ الزمن القديم باسم طريق الحرير وهو لم يكن طريقاً واحداً، وإنما شبكة من الطرق الفرعية التي تصب في طرق أكبر . وكان لطريق الحرير تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والحضارة المصرية والهندية والرومانية . -------------- قناة السويس وطريق الحرير الجديد في تعليق لها قالت أمل سلامة،نائبة مساعد وزير الخارجية المصري لشئون دول شرق آسيا أخيرا إن مصر ترحب كثيرا بالمبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينج لتعزيز بناء حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحري في القرن ال21،وتعمل مصر الآن أيضا على دفع بناء قناة السويس باعتبارها ممرا مهما على طريق الحرير البحرى وتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.وترحب مصر بالمستثمرين الصينيين للاشتراك في بناء طريق الحرير البحري،وأدلت أمل بهذا التصريح في المقابلة مع شبكة الشعب خلال فعالياتها الإعلامية العابرة للدول تحت عنوان «رحلة على طريق الحرير الجديد».