أعرب مؤرخ بريطاني شهير عن اعتقاده بأن مارتن شولتس رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي بألمانيا ومرشح الحزب لمنصب المستشار في الانتخابات البرلمانية القادمة، يمكن أن يكون مستشارا اتحاديا أفضل بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وقال تيموثي جارتون آش الحائز على جائزة "كارلسبريز" المعروفة باسم (جائزة شارلمان العالمية لمدينة آخن) "يمكنني تصور مارتن شولتس مستشارا اتحاديا على نحو جيد للغاية". وأوضح المؤرخ البريطاني قائلا: "في نواحي معينة سيكون تولي شولتس منصب المستشار أفضل بالنسبة لأوروبا، لأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أظهر منذ فترة طويلة قدرا أكبر من المرونة في أمور متعلقة باليورو، ولاسيما لأن مارتن شولتس بخبرته الأوروبية الشاملة يفهم ما هو ضروري في هذا الشأن"، لافتا إلى أن ذلك هو ما سيواجه (به شولتس) خبرة أنجيلا ميركل وسمعتها على مستوى العالم، وقال: "حتى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يحترمها". جدير بالذكر أن شولتس شغل منصب رئيس البرلمان الأوروبي حتى مطلع العام الجاري. وتفرغ حاليا للسياسة الألمانية، وتولى مؤخرا منصب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وسوف يخوض الانتخابات البرلمانية القادمة أمام ميركل كمرشح الحزب الاشتراكي لمنصب المستشار الاتحادي بألمانيا. وأشار جارتون آش إلى أنه إذا تولى إيمانويل ماركون الرئاسة في فرنسا وتولى شولتس منصب المستشار الاتحادي لألمانيا، سوف يكون ممكنا حينئذ تصور أن يكون هناك صفقة على مستوى الاتحاد الأوروبي، فيكون هناك مزيد من الإصلاح في فرنسا من ناحية ويكون هناك مزيد من المرونة في منطقة اليورو من ناحية أخرى، فيما يتعلق على سبيل المثال بديون اليونان وكذلك في مسألة توسيع نطاق الاستثمارات. ومن المقرر أن تقام الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا في يوم 23 أبريل الجاري. وعند سؤاله عن تصريح سابق له عن أنجيلا ميركل في مقال لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية حاول فيه تأمل ميركل كقائدة العالم الحر بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، أشار إلى أنه كان يقصد بذلك قدرا من السخرية فحسب، وأوضح أنه فوجئ حينها بأن صحفا في جميع أنحاء العالم كتبت بعد ذلك "هل تكون أنجيلا ميركل قائدة العالم الغربي الآن؟". ولكنه أكد في الوقت ذاته: "بالطبع يعد دور أنجيلا ميركل مهما للغاية، ولكن من الواضح في الوقت ذاته أن ألمانيا لا يمكنها تولي دور أمريكا". وعند سؤال المؤرخ البريطاني الشهير عن تصوره عن النظرية الحالية التي تقول إن الحكومة الأمريكية المعادية للاتحاد الأوروبي تحت قيادة دونالد ترامب يمكن أن تؤدي إلى تقارب أوروبا، اعتبر ذلك تصورا مبالغا فيه بأن يعمل ترامب عن غير قصد لأجل الاندماج الأوروبي. وفيما يتعلق بأنه يتم غالبا في ألمانيا قراءة أن الاتحاد الأوروبي يتعين عليه هذا العام تجاوز ثلاث تحديات شعبوية كبرى، وهي الانتخابات البرلمانية في هولندا التي أجريت بالفعل في منتصف شهر مارس الماضي والانتخابات الرئاسية في فرنسا المنتظرة خلال شهر أبريل الجاري وكذلك الانتخابات البرلمانية الألمانية في سبتمبر القادم، أعرب جارتون آش عن أعتقاده أن الانتخابات الألمانية لا تندرج ضمن هذه المجموعة، وأرجع ذلك إلى أنه ليس هناك خطر أن يفوز الشعبويون في ألمانيا. يشار إلى أن جارتون آش يندرج ضمن المؤرخين الأكثر شهرة على مستوى العالم. وكان مؤيدا لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، ووصف الاستفتاء على انفصال بريطانيا عن الاتحاد بأنه الهزيمة الأكبر بحياته السياسية.