بدأ الاتفاق علي إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية منذ بداية الألفية الجديدة ولكن سرعان ما توقفت هذه المفاوضات, ثم مع الزيارة المتوقعة للدكتور محمد مرسي للولايات المتحدةالأمريكية تجددت المطالبات بالإتفاق النهائي علي إقامة منطقة التجارة الحرة في ضوء دراسة مستفيضة والندية في التعامل.. الدكتور مصطفي السعيد وزير الاقتصاد الاسبق يري أن بنود الاتفاق والشروط التي ستقام علي أساسها منطقة التجارة الحرة هي التي ستحدد مدي الاستفادة الحقيقية منها فمن الممكن أن تدفع لزيادة صادراتنا للولايات المتحدةالأمريكية ومن الممكن أن تحدث هجمة للمنتجات الأمريكية علي السوق المصرية.مما يستدعي في ظل حكومة قوية ورشيدة القيام بدراسة متأنية واتخاذ القرار الملائم للإقتصاد المصري بناء عليها. وفي العموم لا أشجع مثل هذه الإتفاقيات لأنها غالبا ما تأتي في مصلحة الدولة الأقوي. دكتورة أمنية حلمي كبيرة الاقتصاديين بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية تقول أن الشروع في إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية لابد أن يعتمد علي رؤية سلمية ودراسة مكثفة للأهداف التي يجب أن نحققها من إقامة منطقة التجارة الحرة من حيث دراسة الأولويات والقطاعات التي يجب أن نولي الاهتمام بها وأن نتأني في هذه الدراسة فاتفاقية إقامة منطقة تجارة حرة لن تتم بين يوم وليلة ولكنها تأخذ فترة قد تمتد إلي عام أو عامين مما يعطي فرصة للدراسة هل هذه الإتفاقية اتفاقية سطحية أو عميقة وهل ستكون منطقة التجارة الحرة شاملة للخدمات والسلع أم ستقتصر علي السلع فقط فهي تحتاج إلي وقت لإعداد بنودها ولاشك أن إقامة علاقات تجارية وإقامة علاقات مع المستثمرين الأمريكيين مهمة ولكن علي أساس قدر الإمكان من النفع المتبادل وأن تكون هناك رؤية للمجتمع خالية من التوتر وتعمل علي تحسين الصورة سواء العلاقات الاقتصادية أو السياسية. وفلسفة إقامة منطقة تجارة حرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية قد يكون مفيدا لدينا إذا كانت لدينا رؤية علي أسس سلمية واستراتيجية واضحة حتي لاتكون هناك أي آثار سلبية مع جذب استثمارات أمريكية في محلها مما يساعد علي تنشيط الاقتصاد وتوفير وظائف وفرص عمل لدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة يقول من المفترض أن النظام السابق كان يميل إلي التبعية ولكن بعد الثورة تغيرت الأوضاع وأصبحنا نتطلع إلي الشراكة والندية مع كافة دول العالم ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية ونحن بداية نرحب بفكرة إقامة منطقة تجارة حرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ولكن لابدأن يكون لدينا إنتاج وصادرات قوية وإلا ستتسبب في دخول المنتجات الأمريكية وسيطرتها علي السوق المصرية وخروج الدولار من مصر لذلك قبل أن نتمم هذه الإتفاقية لابد أن ندرك ماذا نريد من هذه الإتفاقية ودراسة التجارب السابقة لمناطق التجارة الحرة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول العربية ودراسة نقاط القوة والضعف وكيف يتم الاستفادة منها الدكتور صلاح فهمي أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة الأزهر يقول إننا نأمل في إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية وفي عام2002 كنا من أول الدول التي ستقيم منطقة تجارة حرة مع أمريكا علي أن تدخل المنتجات الأمريكية إلي مصر برسوم جمركية قليلة مقابل الإعفاء الجمركي النهائي للمنتجات المصرية في السوق الأمريكي وتوقف الأمر ولم يكتمل ونحن نود إتمام هذه الاتفاقية التي ستسمح بدخول المنتج المصري إلي الأسواق الأمريكية وبيعه ضمن المنتجات الأرخص مما سيوسع الإقبال علي المنتجات المصرية من قبل كل المترددين علي الولاياتالمتحدةالأمريكية ونحن نحتاج بعد الثورة إلي تكسير كل القوالب الجامدة والأفكار السلبية السابقة ونتعامل مع الجميع بندية وبقلب شجاع ونستغل موقع مصر الاستراتيجي للتعامل مع أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا والدول العربية وعلي الجانب الآخر لابد أن نكون كمنتجين ومصنعين علي مستوي المسئولية وأن نزيد من الإنتاج ونعمل جاهدين علي تجويده وتحسينه لمواجهة للمنافسة*