تسبب انقطاع وتذبذب التيار الكهربائي عن المدن الصناعية بالصعيد في احتراق عدد من لوحات الكهرباء وآلات الانتاج بالمصانع مما أدي الي غضب المستثمرين متهمين وزارة الكهرباء بتخفيف الاحمال عن المناطق الصناعية النائية والبعيدة عن دائرة الضوء بعد فشلها في حل أزمة الكهرباء. قال محمود الشندويلي رئيس جمعية مستثمري سوهاج انه منذ شهر يوليو تلقي ما يقرب من50 شكوي من اصحاب المصانع عن احتراق لوحات الكهرباء والماكينات بسبب تذبذب التيار السريع والمتكرر بالاضافة انقطاع الكهرباء خلال فترة العمل من ثلاث الي اربع ساعات يوميا وهو الأمر الذي ادي الي بطء وتوقف العملية الانتاجية لعدة أيام, وأكد الشندويلي ان وزارة الكهرباء جارت علي مصلحة المصانع الصغيرة والمتوسطة في الصعيد لأنها بعيدة عن دائرة الضوء ولكنها لا تستطيع ان تخفف الأحمال عن مصانع المدن الصناعية القريبة من القاهرة التي تعود ملكيتها لكبار رجال الأعمال في مصر. وأكد أن جمعيات المستثمرين بالصعيد أرسلت استغاثات وشكاوي الي المسئولين علي جميع المستويات بدءا من رئاسة الوزراء وحتي رئيس الشركة القابضة لكهرباء جنوب الصعيد دون جدوي. وقال الشندويلي ان المناطق الصناعية في الصعيد لا تحظي باي اهتمام من الحكومة سوي تحصيل الفواتير التي أصبحت تتراكم علي المصانع الصغيرة والمتوسطة, مؤكدا ان هناك21 جهة حكومية تقوم بتحصيل مصروفات وضرائب وفواتير من المصانع دون الحصول علي مستوي خدمات يتناسب مع المبالغ المدفوعة, متسائلا كيف نسدد الفواتير دون عمل وانتاج؟ وأضاف أن منطقة الكوثر الصناعية بالمحافظة فقدت ما يقرب من20 ألف فرصة عمل خلال السنوات الثلاث الماضية, موضحا أن الجهات الحكومية لم تتحرك حتي الآن لإنقاذ ما تبقي من مصانع بسوهاجومحافظات الصعيد. وقال إن الحكومة حملت القطاع الخاص مسئولية التنمية دون التدخل للقضاء علي الإجراءات الإدارية والروتين الحكومي القاتل الذي أدي إلي إغلاق عدد كبير من المنشآت الصناعية, لافتا إلي أن مناطق صناعية مثل الكوثر وغرب طهطا وجرجا لا تتوافر فيها البنية الأساسية اللازمة لأي صناعة من مياه وكهرباء وطرق وصرف صحي وصناعي وسوف تواجه محافظات الصعيد أزمة بعد تراجع مخصصات تنمية الصعيد بالموازنة العامة للدولة من600 مليون إلي200 مليون جنيه خاصة انها لا تزال تحتاج الي كثير من الخدمات والبنية التحتية. وقال الشندويلي بصوت يائس انه أصبح يفكر جديا في الاستقالة من منصبه كرئيس لجمعية مستثمري سوهاج وتصفية أعماله بسبب سوء الاوضاع الحالية وتجاهل الحكومة لمشكلات المستثمرين في الصعيد وعدم وضع اي مبادرات تنمية جديدة تشجع علي العمل هذا بالاضافة الي عدم تطبيق اللامركزية وتمركز كل الخدمات في القاهرة مما يصيبه بالتعب والارهاق والملل في متابعة نشاطات الجمعية وانهاء الاجراءات المطلوبة. ومن جانبه حذر علي حمزة رئيس جمعية مستثمري أسيوط من استمرار أزمة الكهرباء التي ستدمر الاستثمار الصناعي والزراعي في الصعيد, مؤكدا ان المدن الصناعية في اسيوط سجلت احتراق عدد كبير من المعدات والمحركات بسبب تذبذب التيار السريع والمتكرر وهو ما يعرقل عملية الانتاج. وأضاف أن الكهرباء عنصر أساسي خاصة في مجال الاستثمار الزراعي واعتماد عملية الري علي موتورات لرفع المياه وبالتالي فان حرق الموتور او حتي انقطاع الكهرباء عنه يصيب عملية الانتاج بحالة من الشلل التام.