*مينت مصطلح اقتصادي لدول صاعدة جديدة أغلبية سكانها من المسلمين ------------ لم تعد المنتجات الحلال التي تتوافق مع الشريعة الاسلامية تلقي رواجا في موطنها الاصلي والدول الاسلامية, فحسب كونها باتت تحظي بقبول وطلب متنام في الدول الغربية ايضا ابتداء من الاغذية الحلال وملابس المحجبات الي التمويل الاسلامي ودعم الموضة في لندن وباريس تقيم الآن عروض ازياء للمحجبات, حتي الفنادق الحلال روادها ليسوا من المسلمين فقط وحتي ان كل ما يتعلق ب اسلامي في البيزنس بات رابحا. إسلامي تحولت الي ماركة عمرها حوالي خمس سنوات فقط لكنها تحظي باهتمام عالمي متزايد لتصبح جزءا اساسيا من اي بيزنس وعلي سبيل المثال تبيع سلسلة وول مارت الشهيرة منتجات حلال في77 متجرا لها وحتي المطاعم الشهيرة مثل ماكدونالدز تقدم ايضا وجبات حلال في فروعها المنتشرة في انحاء الدول العربية. وفقا للتعداد السكاني للمملكة المتحدة بلغ عدد المسلمين في عام2011 حوالي2.7 مليون شخص بنسبة4.8% من اجمالي عدد السكان ليكون الاسلام هو الديانة الثانية الاكثر انتشارا في بريطانيا. كان جيم اونيل صاحب مصطلح بريكس للاقتصادات الناشئة قد اشار العام الماضي الي مصطلح جديد يستدعي الاهتمام وهو مينتMINT لدول صاعدة جديدة هي: المكسيك, اندونيسيا, نيجيريا, تركيا, والرسالة واضحة وهي تزايد اهمية الاقتصادات ذات الكثافة السكانية المسلمة الكبيرة وتقدر نسبة المسلمين في اندونيسيا بنحو88% وفي تركيا98% وفي نيجيريا47% وذلك حسب بيانات مركز بيو للابحاث. وفي المنتدي الاقتصادي الاسلامي العالمي الذي عقد لاول مرة في خارج العالم الاسلامي في لندن بنهاية عام2013 اكد المشاركون أن الاغلبية المسلمة في دول الشرق الاوسط والاقلية في الدول الغربية يمثلون اهمية كبيرة للشركات العالمية, وخلال اول موتمر اسلامي اقتصادي عالمي تم الاعلان عن احدث الاحصائيات لسوق الحلال العالمي, ووفقا لتقرير اعدته تومسون رويترز بالتعاون مع وينر ستاندرد فان اجمالي الانفاق علي المنتجات الحلال من ملابس واغذية وغيره2.3 تريليون دولار في عام2012, وان معدل نمو الاصول المالية الاسلامية يتراوح بين15 و20% سنويا. واذا كان ابرز قطاعات اقتصاد الحلال هو التمويل الاسلامي والاغذية فان ماركة اسلامي هي بيزنس اوسع نطاقا من مجرد اللحوم والقروض فالماركة اقتحمت قطاعات جديدة مثل الموضة, مستحضرات التجميل, الترفيه, السياحة, التعليم, الخدمات المتخصصة وغيرها. ومن مشروعات البيزنس الجديدة المتعلقة بتقديم خدمات حلال فنادق توفر تسهيلات وخدمات للمسلمين مثل تخصيص اماكن للنساء يمارسن فيها السباحة والرياضات المختلفة بها مطاعم تقدم وجبات حلال ولا تقدم خمورا. وهذا النوع لا يجذب المسلمين في الدول الغربية فحسب وانما مسيحيين محافظين ايضا. والشركات التي تبيع مستحضرات التجميل حلال لانه لم يتم اختبارها علي حيوانات مثل شركة وردة الاندونيسية تحقق مكاسب كبيرة والاتجاه الذي بدأ في الدول الاسلامية في الشرق الاوسط وجنوب شرق اسيا انتشر الآن بين الاقليات في الدول الغربية ايضا. كانت مجلة الايكونوميست قد نشرت تقريرا مؤخرا عن بيزنس الموضة الاسلامي الذي اشار الي رغبة عدد متزايد من النساء المسلمات في الظهور بمظهر حديث في الحجاب ايضا وهو ما ارجعه التقرير الي تحسن مستوي المعيشة في العالم الاسلامي, اضافة الي عامل نفسي وهو زيادة الحس بأهمية الهوية الاسلامية التي تعطي دفعة قوية للنموذج الاسلامي والنتيجة ازدهار صناعة الموضة الاسلامية. ومن المتوقع نمو سوق الحلال العالمي الذي يقدر عدد عملائه بنحو1.8 مليار مسلم بنسبة35% بحلول عام2030. ويقول التقرير ان الانترنت وفكرة الامة الاسلامية او المجتمع الاسلامي العالمي يساعد علي انتشار المنتجات الحلال من ازياء وغيرها ولذلك تستضيف دبي وجاكرتا وكوالالمبور عروض ازياء اسلامية. والجدير بالذكر ان هناك اهتماما بالازياء الاسلامية خارج العالم الاسلامي فتقام عروض لملابس المحجبات في لندن وباريس وامريكا. وحتي مصممو الازياء العالميون يستوحون بعض الموديلات من الشرق الاوسط. مكاسب البيزنس الحلال هائلة وبالفعل حققت استراليا ونيوزيلندا ودول اخري مصدرة للحوم ارباحا كبيرة من تجارة الحلال, ومن جانبها تسعي دبي الي ان تصبح بوابة التجارة الاسلامية في الشرق الاوسط.