قال المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة الخارجية إن أسعار الأراضي الصناعية التي تم تخصيصها مؤخرا بمدينة قويسنا الصناعية بمحافظة المنوفية بالفعل مرتفعة بدرجة كبيرة، حيث تقدر ب 1600 جنيه للمتر المربع الواحد. غير أنه أكد أنه من الصعب الاستجابة لمطالب المستثمرين بمنح تيسيرات في السداد، مشددا على أنه مطلوب من المستثمرين سداد قيمة قطع الاراضي الصناعية دفعة واحدة في غضون شهر واحد، وذلك لأن الحكومة ليس لديها حاليا رفاهية منح التيسيرات أو المهل الزمنية لسداد المستحقات المالية، وأنه ليس في مقدورها تحمل أعباء سعر الاراضي وترفيقها بمفردها. وقال وزير الصناعة في تصريحات خاصة ل "الأهرام الاقتصادي"، على هامش احتفالية تسليم خطابات تخصيص 175 قطعة أرض ل 80 مستثمرا بمدينة قويسنا الصناعية، إن ارتفاع أسعار الاراضي الصناعية بمدينة قويسنا تحديدا يعود لكونها في منطقة الدلتا والتي تشهد أسعار الاراضي فيها - بطبيعتها - ارتفاعا كبيرا، حيث يبلغ سعر المتر بها 1500 جنيه، مؤكدا أن الحكومة تقريبا تطرح هذه الاراضي بسعر التكلفة دون تحميل المستثمر أي أعباء اضافية، مضيفا أنه يزيد على ذلك أن مدينة قويسنا الصناعية لم تكن ضمن قائمة المدن المخطط ترفيقها هذا العام، لذا فإنه لا توجد مخصصات مالية لها. وأضاف الوزير أن الاراضي الصناعية بباقي المدن الصناعية أقل كثيرا، حيث يبلغ سعر المتر المربع في مدينة بدر نحو 545 جنيها، في حين يصل السعر في السادات ل 16 جنيها في إطار نظام حق الانتفاع، وذلك وفقا لاسعار آخر طرح لهيئة التنمية الصناعية بمدينة السادات والذي بلغ 2.4 مليون متر مربع. وشدد الوزير على حرص الحكومة على دعم ومساندة المستثمرين ودفعهم للانتاج، وذلك ليس لمصلحتهم وحدهم ولكن لمصلحة الدولة وأهدافها أيضا، ما يؤكد أن الدولة لا تهدر أي فرصة - متى توفرت - للتيسير على المستثمرين وتشجيعهم. وتستهدف الوزارة - بحسب مصادر "الأهرام الاقتصادي" -الاعتماد على حصيلة بيع الأراضي للمستثمرين من أجل توفير السيولة اللازمة لترفيق الاراضي، الأمر الذي يجعل هناك صعوبة في التفاوض فيما بين الوزارة والمستثمرين حول منح تيسيرات في السداد، لذلك فإن تسليم الاراضي مرفقة سيتم في غضون 6 أشهر من تخصيصها للمستثمرين وتحصيل أثمانها. ويأتي سؤال "الاقتصادي" عن إمكانية منح تيسيرات في سداد قيمة الاراضي الصناعية للمستثمرين، على خلفية شكوى عدد كبير من المستثمرين الفائزين بقطع الاراضي بقويسنا خلال الاحتفالية، من ارتفاع قيمة المبالغ المطلوبة منهم، وأن عليهم السداد دفعة واحدة في غضون شهر واحد من تاريخ تخصيص القطعة. وتصل اسعار قطع الاراضي المخصصة بقويسنا مؤخرا لنحو 3 ملايين جنيه، حيث يقدر سعر المتر ب 1600 جنيه، في حين تتراوح مساحة القطعة بين ألف و2600 متر مربع. وبسؤال وزير الصناعة عن كيف تستفيد الوزارة من رفع سعر الدولار بعد تعويم الجنيه في زيادة حصيلة الصادرات، قال قابيل إنه يتوقع زيادة ملحوظة في أرقام الصادرات غير البترولية بنهاية العام الجاري، وذلك بفضل قرار تعويم الجنيه، وما يولده من حافز طبيعي لدى المصدرين لزيادة صادراتهم، وذلك نظرا لكون ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه يزيد من تنافسية المنتجات المصرية بالأسواق التصديرية. وأكد قابيل أن الوزارة ستواصل تنفيذ خطتها الطموحة لزيادة أرقام الصادرات فى السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن الخطة تستهدف زيادة الصادرات بواقع 10 ٪ سنويا، متوقعا أن ترتفع. وتابع الوزير أن من أهم محاور خطة الوزارة لتشجيع الصادرات زيادة ميزانية صندوق رد الأعباء "دعم الصادرات سابقا" من 2.7 إلى 6 مليارات جنيه، مشيرا إلى استهداف توسيع قاعدة المصدرين المستفيدين من الصندوق، خاصة صغار المصدرين، والذين يدخلون تحت مظلة الصندوق للمرة الأولى، وذلك بدافع تشجيعهم على التصدير ما يعود على أرقام الصادرات المحلية كافة بالارتفاع. وأضاف أن الخطة تعمل ايضا على تحفيز تعميق الانتاج المحلي وزيادة نسبة المكون المحلي بالمنتجات المصدرة، مشيرا إلى أن نسبة مساندة الصادرات في برنامج رد الاعباء الجديد مرهونة بنسبة المكون المحلي في المنتج المصدر، بحيث لاتقل عن 40 ٪. وتابع وزير الصناعة، في تصريحات صحفية، أن الوزارة تسعى بخطوات سريعة للقضاء على مشكلة ندرة الاراضي الصناعية، حيث انتهت بالفعل هذا العام من ترفيق 10 ملايين متر مربع فى مختلف المحافظات، كما تستهدف ترفيق نحو 60 مليون متر مربع خلال السنوات الأربع المقبلة بحلول عام 2020، بما يغطى كافة احتياجات الاستثمار المحلي والأجنبي من الأراضي الصناعية المرفقة وبأسعار مقبولة. وكشف قابيل عن أنه سيتم البدء في انشاء تجمعات صناعية مجهزة ومرخصة للصناعات الصغيرة، مشيرا إلى أن بورسعيد ستكون نقطة البداية لتطبيق هذا النظام، وذلك بدافع دعم المشروعات الصغيرة وتشجيعها. وأكد أن هناك اهتماما كبيرا توليه الحكومة تجاه الصناعات الصغيرة، مشددا على أن الصناعات الصغيرة تمثل روح الصناعة الوطنية، وأن التركيز عليها ودعمها وتشجيعها السبيل لصناعة كيانات كبرى جديدة تفيد الاقتصاد القومي وتزيد من قوته ، لافتا إلى أن 100 ٪ من مشروعات مدينة قويسنا الجديدة هي مشروعات صغيرة. وأكد خلال كلمته باحتفالية تسليم خطابات تخصيص الاراضي على مستثمري قويسنا، أن قرارات المجلس الأعلى للاستثمار من شأنها إحداث طفرة حقيقية في التنمية الصناعية الفترة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بتشجيع الاستثمار بالصعيد، حيث الاعفاءات الضريبية ومنح الاراضي الصناعية بالمجان، مؤكدا أن العودة لمنح الرخص الصناعية المؤقتة تمثل تحفيزا كبيرا للاستثمار الصناعي، وتعكس حرص القيادة السياسية على إزالة كافة العقبات التي تواجه الاستثمار وتحد من انطلاقه. كما كشف عن أن الوزارة تعد كذلك لمنح حوافز جديدة للمستثمرين الجادين والذين مضى على نشاطهم الصناعي عامان، وذلك بهدف تشجيعهم ومساعدتهم على الاستمرار، غير انه رفض الافصاح عن ماهية هذه الحوافز في الوقت الراهن. وكانت وزارة الصناعة قد سلمت خطابات تخصيص 175 قطعة أرض بمدينة قويسنا الصناعية ل 80 مستثمرا فازوا بها عبر قرعة علنية اجريت شهر سبتمبر الماضي، وذلك من أصل 228 مستثمرا شاركوا بالقرعة. وتتراوح مساحات قطع الاراضي بين ألف و2600 متر مربع، بمساحة إجمالية 113 فدانا، وذلك بنظام التملك، ويقام على هذه الاراضي مشروعات صناعية صغيرة ومتوسطة في مجالات الصناعات الغذائية والهندسية وصناعات مكملة ووسيطة. وتحظى مدينة قويسنا الصناعية بعدد كبير من المنشآت الصناعية الصغيرة والمتوسطة يصل عددها ل 104 منشآت، بتكلفة استثمارية قدرها 2.4 مليار جنيه، وتستوعب عمالة عددها 12 ألف عامل، وتصل قيمة انتاجها لنحو 10 مليارات جنيه.