الحديث عن محور قناة السويس يقتضنيا بالتالي- او من باب اولي- الإشارة الي ما هو المقصود بمصطلح الجغرافيا الذي يعني في بعض جوانبه دراسة العلاقة التفاعلية ما بين التوزيعات البشرية والأنشطة الاقتصادية والبيئة المادية مجال هذا التفاعل الصورة الشاملة للجغرافيا الاقتصادية فيما سيصير فيما بعد معروفا لدينا بمنطقة قناة السويس كانت تحكمها معادلة صفرية ما بين الامتدادات الارضية والامتدادات المائية, هذه المعادلة الصفرية ستتحول الي معادلة ذات تأثير عميق حين تأتي قناة السويس كي تصنع خريطة اقتصادية حافلة بفرص وميزات ونتائج غير مسبوقة بمثيل. الاستراتيجية العامة لادارة القناة منذ شقت وإلي وقت تأميمها نحو87 عاما كانت استخدامها كأداة سيطرة اقتصادية وعامل ضغط للتحكم في المستعمرات في قارتي آسيا وإفريقيا وتكريس الهيمنة الغربية علي معظم أصقاع الكرة الأرضية اللازمة لاستمرار الحضارة الغربية في الاستقواء والازدهار ولذلك ستصبح القناة مركز ثقل اقتصادي وتأثير سياسي في مستويات عدة من التفاعلات التي بدأت تتوالي منذ جاء نابليون الي مصر وفي تصوره أن تظفر فرنسا بسبق حفر القناة وجعلها ركيزة من ركائز الاستقواء الفرنسي إبان ميلاد الرؤي والتطلعات الكولونيالية التي استولدها زخم الصراع الامبراطوري ما بين انجلتراوفرنسا, ففي عقيدة كل منهما أن القناة ستكون مفتاحا استراتيجيا للفرار من قبضة الحصار الجغرافي الخانق لقارة أوروبا وبهذه المثابة حظيت القناة بقوة سلطتين إحداهما سلطة النفوذ البحري الجامع لبحرين مهمين هما البحر الأحمر والبحر المتوسط اللذين يفضيان الي المحطين الباسيفيكي والمحيط الأطلسي وسلطة النفوذ التجاري البحري الذي يعد منذ الأزل من أهم وأضخم وسائل نقل مشحونات التجارة المتداولة دوليا وارخصها وأكثرها يسرا وفي ضوء ذلك فإن الاعتماد المتبادل والتضافر المشترك مابين الارض والماء جعل القناة وما حولها من يابس قاعدة اقتصادية لها جاذبية محورية ومنافع اساسية لهذه التجارة من خلال تحقيق منافع جمة لا يمكن لهذه التجارة الاستغناء عنها. وطبقا لمفاهيم الاقتصادات البحرية عبر تدرجاتها وتطوراتها فإن المواني والممرات البحرية قوامها ثنائي التركيب في الأساس يتألف من الماء واليابس وطبيعة اتساق العلاقة تتوقف علي مدي التنفيذ المتبادل ما بينهما ومدي حرص كل منهما علي سلامة الأداء المشترك وبرغم ان القناة حكمتها فلسفتان متناقضتان في طورين متعاقبين ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر كان لها اسهام عظيم في اعادة هيكلة الاقتصاد القومي علي أسس من التجاوب مع بحث الاقتصادات العالمية عن شريك لوجستي يقدم للتجارة البحرية العالمية تسهيلات وتسهيلات خدمية في صميم الانتاجية التجارية وتعظيم نواتجها ومضاءلة أعباء تكاليفها وفتح آفاق جديدية لتعظيم تدفقاتها ما بين ربوع الكرة الارضية وفي منتصف القرن العشرين كانت نقطة التحول الحادة هي خلخلة البنية الانتاجية الأصلية للقناة بمركبها الفيزيقي( البري) والهيدروليكي( المائي) والتخطيط العلمي والعملي( الديموجرافي) ونموها التطبيقي( التكنولوجي) فالقناة من حيث التحليل الجيواقتصادي هي المحور القاطب وما حولها من لحمة اليابس هي القطب المحيط وهما معا يشبهان كفتي ميزان رمانته هي الموقع الاستراتيجي المصري وهذه حلقات ثلاث في سلسلة متكافلة تقاس قوتها بقوة أضعف الحلقات فيها او إن شننا الدقة فهي مثلث متساوي الأضلاع مجموع زواياه المتكافئة مائة وثمانون درجة وفي هذا السياق فإن مكونات الفهم لطبيعة المركب القناة سويسي تتألف من مكون جغرافي ومكون اقتصادي ومكون ديموجرافي فالمكون الجغرافي يمثل سبيكة متعادلة ما بين الموقع(Location) والموضع(site) والمكون الاقتصادي فحواه ان تكون روافع التنمية واهية فاقدة لقوي الابداع المنتج في مجالات التخطيط والتنظيم والادارة المحققة للأهداف والمكون الديموجرافي يتبدي في توفير العقول والسواعد والقدرة علي صياغة الفكر الحضاري وبابعاده المادية والمعنوية. هذه الاركان الثلاثة يمكن ادارك مدي فاعليتها من خلال استقراء النتائج التي يؤطرها النجاح الذي يعد معيارا لبلوغ الاهداف وحصاد الثمرات لاسيما اذا ارتقي الانتاج الي مستوي عال من الانتاجية المتسمة بالجودة الفائقة ولابد لتحقيق ذلك من ادارك التشابك مع المحيط العالمي والاقليمي الذي يعد وفق الاقسية المتوازنة شرطا لازما من شروط التنمية وحوافز النمو. فمن المؤكد ان قناة السويس كانت سببا لحدوث تحولات سريعة في النهضة الهيكلية العالمية والبنية التركيبية المحلية والاقليمية لأنها عقدة مواصلات وقاعدة خدمات ومحور ارتكاز تجاري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين لكنها مع العولمة التي انتعشت في أخريات النصف الثاني منه تأرجحت قوة القناة بسبب العجز الاقتصادي الذي نشأ عن فك عري التآزر مع جغرافيتها الارضية مما أدي الي طمس مقومات هذا الإطار الإفريقي الهام وتجريده من القدرة علي ابتكار مستقبل اقتصادي يتواءم مع اهمية ممكناته وفقدان الاختيار الصائب ما بين الأولويات المشتركة ما بين الطاقتين الانتاجيتين للماء والارض. مشروع التطوير الاستثماري لمنطقة قناة السويس يعد تصويتا اقتصاديا برؤية تم تجاهلها لردح ممتد من الزمن مما أدي إلي خسارة بالغة أجهضت ابتكار ممكنات واعدة الي امكانات كانت قائمة, مثل هذه الحسابات أهم في مضامينها من مجرد حسابات مفرغة من قيم أعلي وأهم من احصاءات رقمية لا تعبر عن المردودات الاقتصادية استثمارا وتشغيلا وتوظيفا وانتاجا وادخارا والمردودات الاجتماعية والحضارية التي تتعلق بالارتقاءات الديموجرافية علميا وتكنولوجيا فليس من المجدي الحديث عن احصاءات اهتمامها الغالب مقصور علي تعداد السفن وأطنان السلع والبضائع المارة في مجري قناة السويس دون الالتفات الي قواعد الانتاج ومراكز الخدمات اللوجستية بما تتضمنه من تنويعات انتاجية لا يقل عظم شأنها عن مجرد اجتياز الممر المائي وكأنما صارت القناة في حد ذاتها هي صاحبة القدح المعلي برغم انها في واقع المعادلات الاقتصادية لا تعدو كونها حلقة في سلسلة ذات أوزان متراجحة, ومن الحقائق الجوهرية ان أي سلسلة عادة ما تقاس قوتها بقوة أضعف الحلقات فيها ولذا فإن اقتصاد المضمار المائي هو مجرد حلقة لكنه ليس هو كل السلسلة. ومن ثم لكي تنعم القناة بميزات المستقر فلابد لها ان تتبادل قوة الدفع وعوامل التأثير مع سائر الحلقات الأخري سواء بسواء دون إغماط او تفريط فلا يمكن الارتكان علي حساب عوائد رسوم المرور في القناة باعتبارها قصب السبق ذي القيمة العليا في ذات الوقت الذي لا تلتفت فيه القناة التي هي المحور الاقتصادي(Axis) الي فاعليات شبكة القواعد الانتاجية(Hubs) المكتنفة لها علي امتداد مجراها غربا وشرقا فإذا كان الماء كما اسلفنا رأس مال(Capital) فإن الأرض بدورها رأسمال ايضا وعلينا إذن أن نوسع من مجالات رؤيتنا كما يلي: أولا: حينما اختلفت البرامج تعارضت الأهداف وغالب المصالحة ما بين الاستراتيجيات(strategicreconciliation) وتعارضت المصطلحات الاقتصادية بحيث وقفت القناة عند مفترق طرق في مواجهة تحديات فالقناة كانت فكرة علمية تحولت الي برنامج عملي ثم صارت مشروعا تطبيقيا حاضرا بتأثيراته المتنوعة الابعاد علي خريطة الكرة الارضية كما دخلت باعتبارها رقما ذا ثقل في معادلات الاقتصادات والتجارة البحرية, التصور الشامل لم يكن معنيا في الأساس بكون القناة ممرا مائيا ابتدع لكي تجتازه العمائر البحرية دون الإفادة القصوي من المركبات الموقعية والموضعية وعلي ذلك فإن الاتفاقات العامة والخاصة كانت معنية بتوسيع دوائر التنمية علي أسس من التحديات المواكبة لما يحدث في مجالات التجارة البحرية ووسائلها ومراكز لوجستياتها علي العالم ببحاره ومحيطاته وقاراته ويرتبط بذلك جدوي الموقع وفاعلية الأداء الانتاجي علي نحو يحقق صوابية بلوغ الاهداف المخططة. فدورة الاقتصاد القناة سويسي جاءت لتعبر عن ضروريات لا فكاك منها وكذلك عن طموحات لا يمكن الا يمنحها العالم اقصي ما لديه من اهتمامات تحركها لوازم الاحتياجات, هذه الدورة كان لها قوتها المحركة المتمثلة في المواقع الجيوستراتيجي والممر المشحون بحوافز لوجستية والسوار الارضي المهيأ لاستيعاب افكار وخطط التنمية الميسورة الدوافع والغايات والركيزة الديموجرافية المؤهلة والمنظمة للاقتصاد البحري التجاري والصناعي والخدمي بشتي مكوناته وهذه طبيعة الوظيفة البؤرية التي تصنع الميزات التنافسية التي لا يمكن الاستغناء عنها. هذه المنطقة عسير علي الفهم الاقتصادي ان تقاس معدلات النمو فيها بارتفاع حصائل رسوم مرور السفن في مجري القناة فحسب باعتبار ان ذلك في حد ذاته يمثل البيضة الذهبية بل الأحري ان تقاس معدلات النمو الحقيقية بنتائج الماء ونواتج قواعد الانتاج الارضية اضافة الي معدلات النمو في التوظيف التي تزداد مع توسع امكانات توليد مستمر لفرص العمل المنتجة بما تحققه من قيم مضافة ويستلزم ذلك اعادة هيكلة جادة وسريعة للعلاقات المتشابكة ما بين شريطي الماء واليابس وما بينهما وبين خطط تنمية يقاس نجاحها بمدي ما تحققه من القيم المضافة وايجابيات ميزان المدفوعات والقضاء علي عجوزات الميزانيات القومية وانعكاس ذلك علي اسعار سوق الصرف وضبط مجموع معدلات التضخم فقناة السويس وما حولها يعدان من القطاعات الانتاجية الحيوية التي تستمد زخم وجودها وتطورها من مدي فاعلية ارتباطها بالاقتصادات الدولية وهذا يحتاج الي تخطيط سياسي اقتصادي. ثانيا: كانت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية علي المستوي الاقتصادي تملك القوة والنفوذ اللذين مكناها من الاشتراك في صناعة المستقبل وخلق ذلك محورية لا يمكن انكار تأثيرها في مجال تحديد توجهات الاقتصاد المصري الذي صارت هوية بنيته بحرية الطابع في جانب هام من جوانبها له علاقات وتشابكات دولية علي صعيد الصادرات الخدمية بمركباتها المتعددة التي تمثل في عمومها آليات دعم انتاجي واستثماري لا غني عنه للتوسعات التنموية وأدوات محفزة لاستمرار النمو من خلال معاضدة الخريطة المتآصرة للقناة ومحيطها الارضي الذي لم يحظ بما كان يجدر به من برامج اكثر تعبيرا عن الاصلاحات الاقتصادية ذات الرؤي الأكثر انفتاحا علي متطلبات التجارة والصناعة والخدمات البحرية التي ارتفعت نسبها في نواتج الاقتصادات الدولية. فمحورية الممر المائي لقناة السويس هي محورية لوجستية في المحل الأول وقطبية(Hubbizm) الامتدادات الارضية الموازية له علي الجانبين الافريقي والآسيوي هي قطبية بناء قواعد انتاجية مادية بالدرجة الأولي ففي المراحل المبكرة للعلاقة الوطيدة ما بين المحورية والقطبية كانت هناك ثلاثة ركائز بنيت عليها علاقة التآصر الأولي هي مرحلة الابداع التخطيطي, والثانية هي مرحلة الادارة الموسمية, والثالثة هي مرحلة الانتاج والتراكم الرأسمالي بمحتوياته الاستثمارية ومضامينه التنافسية ففي الحال الأولي قدمت القناة خريطة واسعة المدي لنهضة ذات دوافع وأهداف عالمية تستمد حيويتها من حوافز مشحونة بمديات تنموية لها اسواقها التي راحت تتسع بمناويل متعاقبة وكان ذلك مدعاة لابتداع تخطيط خصائص استراتيجية تتجاوب مع تحولات الاقتصادات العالمية التي تقتضي ان تتجاوب قناة السويس معها تأسيسا علي تلاحم وتداعم القطبية الارضية والمحورية المائية علي نحو تبادل متوازن الاعتماد المشترك, وفي الحال الثانية التي ايضا تمثل فيها القناة بنية محورية دينامية تتكون وتتشكل من حولها بني قطبية متنوعة ومتناسقة الوظائف فإن الادارة المؤسسية لابد ان تراعي ما انشئت من أجله القناة ومستلزمات دعمها للقناة قاعدة انتاجية لا غني لها عن الابداع الدائم والتطور المستمر تحولت القناة في حد ذاتها الي قاعدة هيدروليكية انتاجية محورية تتمثل وظيفتها الاساس في انها حلقة رابطة(connectinglink) تدور كثرة من شئون التجارة البحرية العالمية من حولها دون انقطاع. ثالثا: لا ريب انه من ضرورات ضبط المصطحات ان يكون الايضاح لازمة من لوازم الفهم لما اطلق عليه بغير مقتضي( محور قناة السويس) ليكون ذلك معوانا علي معرفة حقائق المراد في فجوة من تعريفات الغطرسة البيروقراطية التي يقودها فكرها المقيد احيانا باعتبارات غير اقتصادية الي افراغ عمليات التقدم من مضامينها العملية, الادراك ذو المنظار التخطيطي والمنظور التنفيذي يرسم عادة الخطوط الجامعة والمتشابكة ما بين اللوجستيات المحوريةaxiallogistics لمجري قناة السويس المتمثلة في مرور اساطيل السفن واللوجستيات القطبية(hubslogistisc) للمتلازمة الارضية المطوقة للقناة وهما معا يجمعها جامع مشترك يطلق عليه(marinelogistisc) علي الرغم من ان الأول يتصف بصفة شبه الريعي فيما يتميز الثاني بميزة الانتاجية الحقيقية لكنهما يتآصلان ويتآصران معا في وطادة واتحاد وثيق ففي هذا الاقتصاد ذي الفرادة الاستراتيجية يعد المجري الملاحي هو القاعدة الأساس التي تدور من حولها الاستثمارات والانتاج والوظائف وهي التي تحدد طبيعة ومجالات وأهداف التنمية ومعدلات ونوعيات النمو فالتطوير اذا كان هو روح التنمية فالتنمية من ثم هي جوهر النمو وفي كلتا الحالتين فإن الادارة الاستراتيجية للاقتصاد هي أهم ركائز تقدم المشروعات وأهمها المشروعات العابرة للحدود القومية والاقليمية ومن رحم التنمية الاقتصادية تولد التنمية الاجتماعية بمكوناتها المتعددة وقياسا علي ذلك فإن محورية قناة السويس تمثلت في أبعاد ثلاثة تشبه في علاقاتها الدوائر المتداخلة, البعد الأول هو خلق نهضة قومية مع ارفاد استراتيجية الموقع بازدياد أهمية الموضع مما أدخل مقومات الاقتصاد المصري في معادلات العولمة التي ولدت بوادرها مع افتتاح المجاز البحري لقناة السويس بما انطوي عليه هذا المجري من متاحات واحتمالات, البعد الثاني هو ضخ فاعليات جديدة وواعدة في البنية الجيوستراتيجية للإقليم الذي صكت له القوي الاستعمارية تسمية الشرق الأوسط هذا الشرق الأوسط يعد من أهم المستودعات البترولية علي مستوي القارات العالمية قاطبة, والبعد الثالث هو العلاقات التجارية الدولية بمكوناتها الحيوية وتدفقاتها المستمرة بنموها المستدام وتوسعات مركباتها من الخامات والمكونات الوسيطة والبضائع التامة الصنع التي بدونها سيتوقف العالم عن الارتقاء والتقدم وقناة السويس بوصفها محورا ومحيطها الارضي القاعدة الجغرافية للاقطاب صارت علي وجه القطع احدي قواعد الانتاج التي تنتج خدمات ذات قيمة دولية لازمة للاقتصادات العالمية. رابعا: في مثل هذه القضايا ذات الشأن المؤثر يعد من رجاحة المنطق ايلاء ضبط المصطلحات العناية الواجبة لاستنباط المفاهيم الصحيحة التي تعين علي ادراك ابعاد القضايا المطروحة للبحث نحن هنا ازاء عدة مصطلحات تحتاج الي ما يقابلها من ايضاحات وتعريفات جلية ودقيقة فماذا يعني مصطلحاaxis-axial وماذا يعني مصطلحhub وماذا يعني مصطلحاcenter-central فيما يخص موضوعات الاقتصاد البحري لاسيما الصدد الذي نناقشه في هذه السلسلة من الشروح: 1 يفيد فحوي مصطلحaxis معان عدة منها محور وكذلك مدار وهو خط مستقيم قضيب مثلا يدور من حوله جسم او خط مستقيم مفترض توجد من حوله اشياء متناظرة ومتناسبة وكذلك فهو يشير الي الخط الافتراضي القاسم للكرة الارضية من شمالها الي جنوبها كما تفيد كلمةaxial حول المحور ومحوري ومداري. 2 ويعني مصطلحhub الجزء الاوسط من الدولاب العجلة او جذع الدولاب او قصب الرحي وكذلك قطب الكون وهو في موضوعنا ركيزة عدد سلسلة من الانشطة الاقتصادية. 3 ويدل مصطلحcentre علي معني مركز او وسط او قلب ويبين مصطلحcentral صفات عدة منها مركزي او وسطي او متوسط او رئيس او عليه المدار. يستخلص من التحليلات التاريخية الاقتصادية ان المحورية القطبية ليست في واقعها الحقيقي ابتكارا جديدا او اختراعا تم اكتشاف حقيقته وجدواه في هذه الآونة فهذه القطبية المحوريةaxialhubbizm وجدت متزامنة منذ افتتحت القناة وتعاشقت مع محيطها الارضي المتمثل في شمال شرق افريقيا وجنوب شرق اسيا وارتبطت بجنوب شرق البحر المتوسط فالقناة من اقصي شمالها عند بورسعيد الي اقصي جنوبها لدن السويس هي محور مائي هيدروليكي والارض من حولها هي قطب ارضي جغرافي وهذه المزاوجة هي لب التكامل الجيواقتصادي والاهمية الاستراتيجية التي لها مكانة القدح المعلي والمكانة المتفردة. خامسا: هناك اذن خصائص مشتركة تحكم مسارات النمو الاقتصادي للمحور علي طول امتداده وللاقطاب المقدمة علي الشريط الارضي المحاذي والموازي له من الشرق ومن الغرب وهما معا تحكمهما معدلات التنمية والنمو للاقتصادات العالمية التي ترتبط مصالحها بهما وهما معا ايضا تتحكم فيهما طبيعة التحولات السريعة التي تنشأ عن التطورات المتلاحقة التي تقتضيها ضرورات التقدم بكل ما فيها من فاعليات في سياقprocess الاساليب الاقتصادية. البنيان الداخلي لتضافر المحور وما يتبعه من اقطاب لا يحظي بالاستقلالية او المعتمدية الذاتية وانما هي جزء من حوارية اقتصادية وسياسية تقوم علي دعامات من الافادات المتبادلة ومن ثم لا يمكن الاعتماد علي مفاهيم محلية صرفة بزعم اضفاء الاستقلالية في مجالات التخطيط والتنفيذ والادارة فمثل هذه المشروعات مفاتيح نجاحها تكمن في التعاون والتساند والشراكة الدولية لضمان تعزيز قدرتها علي ضمان الاستقواء بتعزيز المصالح الدولية لها أخذا وعطاء فقناة السيويس باعتبارها قاعدة انتاجية لها امتداداتها الاقتصادية الوطيدة في الماضي ولها احتمالات واعدة في المستقبل بوسعها ان تضيف الي رصيدها قيما مضافة جديدة بفضل تنافسية استثمارية وبدوافع من الرغبة في التخلص من الاكتفاء الاحادي بالدخل شبه الريعي الذي لا يولد قيما مضافة تعبر عن كم القوي الاقتصادية الفعالة المهمة في الناتج القومي. فالقيمة المضافة المقيسة بدقة هي التي تعبر عن مدي الاسهام الحقيقي في الاقتصاد القومي الكلي. المشكلة المستعصية التي كان سبب استعصائها مرده الي ان القناة المحور كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بما حولها من اقطاب حين كانت التقنيات في حال ليست متقدمة لكن فيما تلا ذلك عندما تقدمت التكنولوجيا البحرية حدثت بينهما بينونة كبري لاقتصاد بيروقراطية الادارة علي مفهوم اعتبار المكوس رسوم المرور هي المحور الاساسي لاهمية وتعاظم انتاجية القناةProductivity فضلا عن انتاجهاProduction وغابت المراجعات علي حسابات النمو الاقتصادي الحديث وبرغم ان الدولار الامريكي قبل التأميم بعدة سنوات كانت قيمته نحو20% من قيمة الجنيه المصري فان الجنيه الان تبلغ قيمته زهاء15% سعر الدولار6.88 جنيه مصري جريدة الاهرام في9/11/2013 وبذا توقفت القناة عن كونها قوة دفع تنموية لغلافها الجغرافي لما يربو علي نصف قرن. سادسا: فيما قبل هذه المرحلة من الزمان كان ميناء بورسعيد يقوم بدور قطب متعدد المهام والوظائف من قبيل انه كان محطة لتزويد اساطيل السفن بالوقود الفحمي كما كان مركزا لبضائع الاقطرمة الدوليةtransshipment كما كان مشغلا لاصلاح وصيانة السفن وكان قاعدة الانشطة اللوجستية كما كان محطة مقاطرةconnection للركاب المسافرين بحرا كما كان وجهة تقصدها للسائحين القادمين الي المدينة بشواطئها وما فيها من المنتديات العامة للترفيه وبيئة حضارية تتميز بطرزها المعمارية الاوروبية فضلا عن ذلك فان الطاقات الانتاجية المتزايدة والطاقة الاستهلاكية المتزايدة محليا وخارجيا حفزت كثيرا من المستثمرين العالميين علي المجيء والاسهام في تمويل بناء قواعد انتاجية لاسيما البحرية التي خلقت طلبا متناميا من قبل اساطيل السفن المارة والقاصدة ميناء المدينة وقد خلق ذلك طلبا متصاعدا علي الايدي العاملة المنتجة. هذه الطاقات الانتاجية المتزايدة اوجدت تلقائيا تنوعا ونموا في نوعيات الطلب العالمي وجراء تكاثر الطلب الخارجي علي منتجات القطب البورسعيدي تنوعت الطاقات الانتاجية وتوسعت مصفوفات العمالة اليدوية والفنية والادارية وتكاثرت دوائر الطبقات الاجتماعية وتدفقت الي الميناء فيوض من الدخول الانتاجية التي حمت المجتمع من الانهماك في انشطة غير ذات جدوي اقتصادية وبذا لم يعرف ذلك التاريخ ازمات بطالة تهدر سلامة البناء الاقتصادي والاجتماعي. ----------- محاضر في الاقتصاد البحري وصناعة اللوجستيات