فى لقاء خاص مع فتحى السباعى رئيس بنك التعمير والاسكان كشف أن السوق العقارى يشهد رواجا خلال الفترة المقبلة، وخاصة بعد الجهود المبذولة من وزارة الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، كما كشف أن الوزارة تعلن قريبا على نتائج قرعة 21 ألف قطعة ارض التى تم طرحها مؤخرا، بالاضافة للاعلان عن تفاصيل القرعة التكميلية لطرح 58 الف قطعة أرض أخرى. وأوضح أن البنك يستهدف الوصول إلى 2 مليار جنيه فى تمويل الوحدات بمبادرة البنك المركزى بنهاية العام الحالى، كما ان البنك منح قروضا بحصيلة 8 مليارات جنيه .. واليكم تفاصيل الحوار. فى البداية قال فتحى السباعى إن الفترة الماضية شهدت العديد من المستجدات بين البنك ووزارة الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، حيث ناقش الوزير مع البنك الاسبوع الماضى آليات وشروط طرح القرعة التكميلية للاراضى والتى تقدر ب 58 الف قطعة ارض، وذلك بعد أن انهت الوزارة قرعة الاراضى ل 21 الف قطعة ارض فى 21 مدينة جديدة خلال الشهر الماضى ويتم الاعلان عن نتائجها قريبا، وذلك مع كيفية سداد الاموال المتبقية على مراحل، حيث تقدم 145 الف مواطن للحصول على قطع اراض بهذه القرعة، كما ناقش الوزير آلية طرح وحدات سكنية واراض للمصرين بالخارج. وعن مبادرة البنك المركزى، أكد السباعى أن المبادرة تسير بخطى جيدة ولس كما يدعى البعض، موضحا أن المبادرة حققت حتى الان 3 مليارات جنيه من جميع البنوك، واستحوذ بنك التعمير والاسكان على أكثر من النصف فى تمويل الوحدات التى تضمها المبادرة حيث وصلت الحصيلة التمويلية حتى الآن 1.5 مليار جنيه ويستهدف البنك الوصول إلى 2 مليار جنيه بنهاية العام الحالى، حيث استفاد من المبادرة 40 الف مواطن، وكانت حصيلة القروض الممنوحة من البنك 8 مليارات جنيه. واضاف أن البنوك لم تستطع تحقيق معدلات مرتفعة قبل البدء فى مبادرة البنك المركزى للتمويل العقارى وكان الاقبال عليه ضئيلا حيث وصلت حصيلة تمويلات البنوك للتمويل العقارى فى 10 سنوات 4 مليارات جنيه فقط، مما يعنى أن المبادرة حققت طفرة فى قطاع التمويل العقارى، وهذا يرجع إلى ثقافة بعض المواطنين الرافضة والمتخوفة من فكرة أنه حين يحصل على وحدة سكنية بنظام التمويل العقارى سيدفع ضعف ثمنها خلال 20 أو 15 سنة، فى حين أنه لا يدرك أن سعر الوحدات تضاعف خلال فترات قصيرة، مؤكدا أن من يحصل على وحدة الآن سيكون هو الفائز، لأن أفضل استثمار هو الاستثمار فى العقارات. وطالب بضرورة تسهيل اجراءات تسجيل الوحدات - هو شرط أساسى لعملية التمويل - فالإجراءات طويلة ومعقدة داخل المدن القائمة والمشكلة أكبر فى المدن الجديدة، فهيئة المجتمعات العمرانية لكى تحمى حقوقها لا تقوم بتسجيل الأرض للمطور العقارى حتى الانتهاء من كل التراخيص والحصول على الموافقات والانتهاء من البناء، وهى أيضا إجراءاتها معقدة، مشيرا إلى أن هناك جهودا مبذولة من وزير الإسكان بإصدار قرار 100 وهو يسمح بعمل تسجيل جزئى ويكون الضامن رهن العقار المبنى بدون الأرض، مؤكدا أن هذا القرار مازال ليس كافيا، ومازالت هذه الإجراءات تمثل عائقا كبيرا للبنك لمنح التمويل. وأوضح أن التعامل مع الوحدات التابعة للوزارة اسهل، لأن الوحدات يتم التعامل معها من خلال قيد الضمان على الرغم من أن الإجراءات بطيئة ولكنها تفى بالغرض، من خلال الوحدات المتبقية من مشروعات الوزارة، أو من خلال وحدات الصندوق الإجتماعى، فهنا المطور هو مالك الأرض وهى الحكومة فالتعامل أصبح سهلا، وليس فى المبادرة فقط ولكن فى التمويل العقارى ككل التعامل مع الوزارة أسهل، أما المشكلة فتكمن فى التعامل مع القطاع الخاص. وأضاف السباعى أن البنك لا يتعامل مع المساحات الكبيرة نسبيا فى الاسكان التابع للوزارة، موضحا أن الوحدة يصل سعرها إلى 135 ألف جنيه، مع الدعم 25 ألف جنيه يصل سعرها إلى 110 آلاف جنيه، ويكون القسط لا يتجاوز 53% من قيمة الراتب الذى لا يتجاوز 0051 جنيه وبهذا يصل المقدم إلى ما يقرب 50 ألف جنيه والشاب الذى يبحث عن هذه المساحة وبهذه الإمكانيات يريد أن يدفع كحد أقصى 20 ألف جنيه. وعن أزمة الدولار، طالب السباعى بضرورة تكاتف جميع قطاعات الدولة لحل هذه الازمة، موضحا ان البنك المركزى لوحده لايستطيع حل الازمة بمفرده. كما طالب بضرورة إعادة النظر فى القانون الذى يشترط ألا يتم عمليه البيع والتمويل للشركات إلا بعد انتهاء المطور العقارى من البناء تماما، لأن المطور فى حاجة لتمويل لأعمال البناء والقانون لا يسمح بذلك، مما يعيق عملية تمويل المطور فى هذه المرحلة، مؤكدا أن ما نريده هو حماية المستهلك، دون الضرر بحقوق المطور أيضا. وأضاف السباعى، أن هناك بعض الشركات العقارية الحديثة بالسوق والتى تقدم عروضا كثيرة ويقبل عليها العملاء وفى النهاية يجدها نصبا، لذلك لابد من تنظيم العلاقة بين العملاء والشركات العقارية بوضع آلية معينة فى التحقق من مشروعية الشركة وطرق السداد. وأضاف السباعى أن مشكلة الهيئة مع المشروعات التى لم تسدد سعر الأرض كاملا أو التى لم تقم بالبناء كاملا، فى هذه الحالة لا يتم تسجيل العقار، موضحا أنه يوجد سجل عقارى فى كل مدينة جديدة. وعن تحمل البنك عبء البيع وتعثر العميل عن السداد، قال السباعى: «طالما البنك يمتلك القدرة على اتخاذ الإجراءات القضائية فلا يوجد مشكلة، لأن قيمة الوحدة الحقيقية تفوق قيمة التمويل». وأضاف أن التمويل يكون من أموال البنك وليس من أموال الدولة، موضحا أن القروض المدعومة انتهت منذ عام 2005. وطالب فتحى السباعى بضرورة الحفاظ على حقوق الممول المتمثلة فى البنك الذى يمنح القرض من أى مخاطر يتعرض لها العميل بضمان من هيئة المجتمعات، مطالبا برهن الوحدة نفسها للبنك عند تمويلها من خلال قيد ضمان بعيدا عن الأرض لضمان حق البنك واعطائه الفرصة للتصرف فيها بالبيع أو بالإيجار فى حالة عدم الالتزام بالسداد. وطالب السباعى بضرورة وضع تشريع لتمكين المطور فى القطاع الخاص أن يسرع من دورة رأس المال من خلال تمويل العملاء بشكل سريع ليوفر سيولة دائمة للمطور ليتمكن من استكمال البناء والالتزام بمواعيد التسليم. وأكد أنه يتم صياغة مشروع عقد رباعى «عقد تمويل» من جانب بنك التعمير والإسكان ويتم طرحه على وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية، مشيرا إلى أن البنك سيتوجة لهيئة الرقابة المالية واعتماد العقد، موضحا أنه بصيغة هذا العقد سنحقق طفرة فى سوق التمويل العقارى. وأوضح أن هناك طريقتين لتمويل المطور الأول تمويل شركة وهذا النوع لا يفضله المستثمر، لأنه يأخذ التمويل مجزأ لكل مرحلة يتم تمويلها فى المشروع، أما الطريقة الثانية بتمويل من العميل ويتم البناء من هذه الأموال. وأضاف أن نسب تعثر المطور تكون فى فترة الأزمات أما الآن لا يوجد مطورون متعثرون، نظرا إلى استقرار الوضع والأسعار متوفرة. وعن توسعات البنك خلال الفترة المقبلة، قال السباعى إن البنك يستهدف افتتاح فروع جديدة بالمحافظات ليصل عدد فروع البنك إلى 70 فرعا على مستوى محافظات الجمهورية، كما أن البنك يستهدف تحقيق زيادة في صافى الأرباح %15 في موازنته التخطيطية للعام الحالى، وبلغ إجمالي ودائع البنك نحو 15 مليار جنيه، وسجل الائتمان الممنوح نحو 18 مليار جنيه، فيما بلغ صافى الربح نحو 18 مليار جنيه.